يَزُولُ الأَلَمْ وَ تَنجَلِي الأَحزَان وَ تَتَبّدَدْ الأَلاَم حِينمَا نَجِد مَنْ يَروِي ظَمّأَ لَهِيبَ قُلوِبنَا الحَامِي، جَمرٌا مِن المَرَارِ والتَعَبْ يأكُل فؤادِي .. بَأيّ خَطِيئَة أُعَاقَب
يَا إِلهِي ، تَعبْ بَاتَ زَوالُه مُستَحِيلاً .. إِستَوطَنَ فُؤادِي وإِمتَصّ رَاحتِي
وَ شِفائِي ..أَينَ السَبيّلُ فِي التَجَاوُز ؟
الصَبرُ يُتعِبنُي .. أَينَ الرَاحَة بعدَ الوَصَب والشَجّن ؟ أينَ السَبِيلُ إِلى لُقيَاكِ
يَا رَاحَةً تَشفِي الصُدُورَ مِنْ وِطْئَةِ الأَلم والأَسئِلَة المَحشُورَة بِه ؟..إِلهِي أَنَا أُؤمِنُ بأنّكَ مَا خَلقتَ العَذَابَ بَاطِلاً .. التَعَبْ يُلاَطِمُ بَحرَ صَدرِي والفُؤادُ غَرِيق ..
***
مَضىَ يَومَان عَلى ذَاكَ اليَوم المَشؤوم الذّي لاَ يَختَلِف عمّا سَبقه مِن أَيَام وَ أَشهُرْ .. إِنّي أَتَفَتّتْ أَلمًا عَلى حَالِكْ يَا شَقِيقِي .. لَمْ يَجمَعنِي بِكَ يَومًا التَآخِي والوِئَامْ ، إِلّا أنّ الإِلَه يَشهَد بِمدَى حُبِي السَاكِتْ الذّي أكنّهُ لَكْ ، أَراكَ طَريحٌ لِلفِراشِ نَهارًا كَامِلاً ، ولَيلاً تُسَيِّرُكَ صَحَاواتِ الأَلم وَ تَثْمَلْ رُوحُكْ مِنْ حِدّة الأَوجَاعْ وَ ضَرَاوَاةْ وَقعِهَا ..
تُنَاجِي وَمَا مِنْ مُجِيبْ .. تَغرَقْ وَ تُلوِح لِأشخَاصْ لاَ يَرُونَكْ، الأَيَامْ تَمُر وَالتَعبْ يَشتّد ، لاَ تَتَشَابَه سِوَى فِي إِمتِدَادْ صَلاَبَتِهَا وَ حِدّتِهَا عَليّك ..
رَفعتُ طَرَف فُستَانِي وَ مَشِيتُ فِي رَواقِ القَصر الكَبِير الطَوِيل .. دَخلتُ إِلى الشُرفَة الكَبِيرَة التِي تَجلِسُ فِيهَا وَالِدتِي وَبيدهَا كُوبًا مِن شَايّ الأعشَاب ،
" أُوه عَزِيزتِي مرحبًا بِك "" أُمِي ! .. في الوَاقِع هُنَاك أمرٌ يَجِب أنْ أُنَاقِشك بِه !"
" أسمَعُك عَزِيزَتِي .."
أخذّتُ نَفسًا عَمِيقًا وأنَا أُعدّل مِن جَلستِي ،
" إِنه بِشَأنِ تَايهِيونغ .. "
نَطقتهَا بِصوتٍ يَحشُوه الثِقل ، هذَا الأَمر بَاتَ يُشغِلنِي كَثِيرًا ..
" ومَا بِه ؟"
أَنبَسَتْ بِهُدوء بَعدمَا رَشفتْ مِن كُوبِهَا ، إِدعائُهَا للغَبَاء يَقفدنِي صَوَابِي حَقًا .
" أُمِي .. إِنّ إِبنُكِ مُتعَب !! أَليسَ هذَا الأَمرْ وَاضِحًا كِفَايَة لِكِ أنتِ عَلى الأَقَل !؟؟ رَفضُه لِهذَا الزَواج و إجبَارِه عَلَى تَمضِيَة جُزءًا مِن عُمرِه كالمُغتَرِب اليَتِيم خَارِجَ مَوطِنه وَ بعِيدًا عَن أهلِه !! "
لمْ أَشعُر بِجُلّ تِلكَ الكَلِمَات التِي فَاضَتْ مِن دَاخِل قَلبِي ، آيسَرِي يَرتَجِف عَليّكَ خوفًا يَا آخِي .. خوفًا مِن جَنَاحِ عَائلتك الخَانِق لِفُؤادِكَ الضَرِير .. كمَا أَصبَحتُ أخَافُ عَلى ذَاتِي مِنهم كَذلك ..
أنت تقرأ
سُبلٌ ضَائِقَة .
General Fiction- أينَ السَبيّل ؟ سَبيلٌ لِلمُناجَاة من آعطابِ دُنيايا ؟ ومَا نحنُ فِي دُنيانَا ؟ وَمَا السبيّل لِثلاشِي الأوزارَ و إلتئام شُروخِ أكبادنا ؟ لِتحُلّ أنوار كونّنا الشاسِع عَلى دَيُجورَ ليّلِنَا الظَلِيّمْ .. مَا سَبيّلك يا وَليدَ الشَجِنْ ؟ .. *خَا...