الوَقت قَدْ تَعدّى مُنتَصف الليّلِ بالفِعلْ .. وَ لاَ زَال عَقلِي بِالوَعيّ المُرّ يَصبُوا ، أتَأملّ سَقفَ الغُرفَة شَارِدًا فِي أفكَارِي المُبَعثَرَة وَ الأَلِيمَة تَتجوّل فِي حَقلِ مِنَ الشَوّك ،تَأتِي الذِكرَيَات كَطوَفانٍ مُنهَمِرْ عَلى قَلبِي مُندَفِعٌ نَحوِي مِثلَ سَيّل المَطر لَم تَترُك فِييَّ غُصنًا وَلا جِذرًا يَربِطُنِي بِالأَرض ،
طَوالُ الطَرِيق أنَا وَ جِيمِين لَمْ نتبَادرْ الأَحادِيثْ كَثِيرًا ، لاَ أنَا أَشعرْ بِالرغبَة فِي خَوضِ حِوار وَلا هُو كَذلك .. كِلانَا قَد كَانَ مُدرِك ،
أَشحتُ بِجَسَدِي نَاحِيَة اليسَار مُقابِلاً للحَائِط بِالظَبط ، إِنكمَشتُ عَلى ذَاتِي وَ أَخرجتُ المِيدَاليَة المُلتَفّة حَولَ عُنقِي وَ أحكمّتُ بِقبضَتِي عَليهَا بِأجفانٍ مَذعُورَة مُرتَجِفَة مُهتزّة .. قَلبِي مُثّقلْ بِالكَثِير ..لُوسِينِي .. أجمّل مَا رَأيتْ .. أجملُ حُبٍ عَانَقَ قَلبِي وَ أوَاهُ مِن التِيّه ، إِمرأة تتمنّى أنْ تَكُونَ مَاءَ فَترَتشِفُه وَتروِي جَوفَك بِزهرِهَا ..
إِلهِي أَلهِمنِي الصَبرْ .. فَلا زَالَ هُنَاك أمرَ سِينثيَا ! عَلى الرغمْ مِن أنّي قَد رَسمتُ الحُدود مُنذُ البِدَايَة إلّا أنّ هذَا الأَمر يُشغِلنِي ..
أمسكتُ المِيدَاليَة التِي يُعانِقهَا سِوارٌ فٍضيّ رَفِيع حَولَ عُنقِي وَ نظرتُ إليّهَا ، كَانت عَلى شَكل مُتوازِي مُضلّع بِداخلهَا مِفتاحٌ فِضيّ قَدِيم وَ بِجانِبه دَبُوس مَلابِس صَغِير عَلى شَكلِ نِصفِ جَناحِ نِسرٍ فِضيّ اللونْ منقُوشْ عَلى نِهَايَة رِيش الجنَاح بِحُروفٍ لاَ تِينيّه ..قَرّبتُه إِلى جَانِبِ أنفِي وَ إِسِتَنشَقتُ رَائِحَة حُبّكِ .. تِلكَ الرائِحَة هِي نَفسهَا التِي لم تُفارِقنِي مُنذّ رَحِيلّك ، إِنكَشمتُ أَكثَرعَلى ذَاتِي وَ بِمَحَاذِقٍ مُغلقَة مُنكَمِشَة ..
مِيَاهُ الدَامِع الحَارِق يتأرجَحْ عَلى سُفوحِ جُفونِي يُهددُ بِالهُطول ..مَع تِلكَ الذِكرَيات المَاضِيَة وَمع عَيّش الحَاضِر وَ الخِشيّة مِن المُستَقبل رُوحِي وَ أفكارِي تتَزعزَعْ وَ تتمزّق .." تَايهيونغْ!"
فَتحتُ مَحاجِرِي بِقُوّة وَأنَا لاَزِلتُ على ذَاتِ الوَضعِية .. مَرّةً أُخرَى يَأتِي لِينتَشلنِي مِن نَوبَة إِنهيَارْ مُفزِعَة وَ كَارِثِيّة ،
" جِيمين .."
رَفعتُ أعلَى جَسَدِي وإِلتَفتُ بِهدوء نَاحِيتُه ، أَوصَالِي كَانتْ تَنتَفِض بِحَرَارة ، لولاَ الغُرفَة المُعتِمَة التِي لا نُورَ فِيهَا سِوى مِن قُرصِ القَمر لَكانَ قَدْ لاَحظَ ذَلك فورًا ، نَظرتُ إِليه بِإستِكَان عَكس الصِراعَاتْ الدَاخِليَة ..
أنت تقرأ
سُبلٌ ضَائِقَة .
सामान्य साहित्य- أينَ السَبيّل ؟ سَبيلٌ لِلمُناجَاة من آعطابِ دُنيايا ؟ ومَا نحنُ فِي دُنيانَا ؟ وَمَا السبيّل لِثلاشِي الأوزارَ و إلتئام شُروخِ أكبادنا ؟ لِتحُلّ أنوار كونّنا الشاسِع عَلى دَيُجورَ ليّلِنَا الظَلِيّمْ .. مَا سَبيّلك يا وَليدَ الشَجِنْ ؟ .. *خَا...