حَلّ مَسَاءُ اليَوم المُوالِي .. نَمشِي أنَا وَرَفِيق الأمسِ بِهُدوء وَخِفّه .. بِيدِي كِيسٌ وَرَقِي أَضعْ فِيه مَلابِسي المُتسَخّة التِي مَنعتُ مَنعًا بَاتًا أن تُغسَل مِن أحدٍ أخر ،
" أنظُر تَايهِيونغْ .. "
أَطلقتُ زَفِيرًا خَافِتًا مَصحُوبًا بِبُخَار البَرد مِن فَمِي ..
" وَ مَا الجَدِيد فِي ذلكْ !؟"
سَألنِي بِإبتِسَامَة مُستنكِرَة لِأُبادِلَه ذَاتهَا ،
" لاَ جَدِيدْ .. وَلكِنّي فَعلتُ ذَلِك لِأنّهَا أولُ مَرّة لاَ يُنَافِسُ البَرد فِيهَا الجَمر الذّي يَتَوسّط فُؤادِي ، أَمشِي بِخِفّه .. أَستَمتِع بِنسمّات البَردّ حَتَى لو وَصَلتْ لِعِظَامِي ! .. "
رَمقنِي بِهُدوء بعدمَا أخفَى نِصفَ وَجهه بِشَالٍ يَكسِي عُنقَه وَ يَقِيّه مِن البَردْ ..
إِسَتمرَيّنَا بِالمَشِي بِخفه وَهدَوَاة وَكأنّي طَيّرٌ حُرّ ! لاَ شَيءَ يَمشِي عَكسَ التَيَارْ ،" حُرْ .."
" همم ؟؟"
رَمقنِي بِهُدوء بِعدمّا تَفوهَت ،
" المَشِي بِهُدوء دُونَ حِوار أو جِدَال يَجعَلّك كَالطَيّر الحُرْ ! خَفِيف لَستَ بِحَاجَة لِتُصدِرَ رَنّه أو تَحُطّ عَلى رَأسِ أحَدِهم كَيّ يَنظُر إِليّك العَالَمْ ! "" وَمَا الطَيّر إِن حُجِبَتْ عَنّه السَمَاوَاتُ يَا هُوسوك !؟"
" شَرِيدْ .. كَمَا نَحنُ الأَنْ .. نَنظُر إِلى رُحَابَةِ السَمَاء وَنَرجُوا الرّحمَة وَ العَفّو مِن سِجنِ الحَيَاة .. الفَرق أنّ الطَيّر فِي قَفصٍ ضَيّق .. وَنحنُ .. فِي هذَا القَفصِ الوَاسِع .. رِغّم سِعتِه إِلّا أنّه يَخنُقنَا وَ بِشدّة ، لَكِن .. أَلسنَا أحرَارًا بِقَدرِ ذَلِكَ الطَيّر الذّي يُحلِق فِي السَمَاء !؟ حُرٌ مِن كُلِ شُعور يَسجُنك ! لِمَاذَا نُصرُ عَلى إِحيَاءِ شَيءٍ قُدِرَ لَهُ الأَنفَاسَ الأَخِيرةَ !!؟"
إِبتَسمتُ مُتَسائِلاً فِي نِهَايَة حَدِيثِي ، مَتَى سَنتَوقفْ عَن وَضعِ الفَواصِل فِي كُلِ شَيء !؟ مَتى سَنضَع نُقطَة نِهَايَة للنِهَاية !؟
" أَلسنَا نَحنُ النُقطَة الفَارِقَة فِي كُلِ شَيء !؟ "
سَألتُه مُستنكِرًا ..
" هُنَاكَ أَشيَاء .. لَسنَا سِوى مُجرَد قَواطِع فِيهَا ، لَا نَملِكُ حَقّ القَرَار ، لِهذَا السَببْ .. نَحنُ البَشَر .. لاَ نَرضَى أبدًا .. "
نَظرتُ إِليّه بِهُدوء .. هَذَا مُقنِع .. تَايهيونغْ بِطرَيقةٍ مَا ذَكِيّ ! وَعاطِفِيّ أيضًا وَهذَا ليّس جَيدًا فِي كُلِ شَيء ، يَفَكر بِعَاطِفته قَبل عَقلِه وَقبضتِه .. إِن أَسرَف ؟
أنت تقرأ
سُبلٌ ضَائِقَة .
General Fiction- أينَ السَبيّل ؟ سَبيلٌ لِلمُناجَاة من آعطابِ دُنيايا ؟ ومَا نحنُ فِي دُنيانَا ؟ وَمَا السبيّل لِثلاشِي الأوزارَ و إلتئام شُروخِ أكبادنا ؟ لِتحُلّ أنوار كونّنا الشاسِع عَلى دَيُجورَ ليّلِنَا الظَلِيّمْ .. مَا سَبيّلك يا وَليدَ الشَجِنْ ؟ .. *خَا...