سُبلٌ ضَائِقَة 31

83 8 0
                                    



رَفِيقِي اللّئِيمْ .. إِشتَقت إِلى وُجُودِك حَتى وأنَا أكرَهُك ! وهذّا قطعًا لَيّس صِحيًّا تَقُول أُمي !




- ڤِيتَال جُونغكُوكْ -





الكَثِير مِن الأَصوَات دَاخِلَ رَأسِي .. ضِعتُ بيّنهَا حَتى لم أُعد أُفرّق بيّنَ الوَعِي وَاللّاوَعِي ! أرَى وَالدِاي يَحتَرِقَان دَاخِل المَنزل وَأصوات نِدائتهم لِي تَركُل قَلبِي بِقَسر ! لاَ يُوجَد أحَد حَولِي لِيُسَاعدنِي ! أصرُخ وَلا أحد يَسمعنِي أو يَأتِينِي !!

هُمَا كُلُ مَا أملِك فِي حَيَاتِي ! وَلا أُريد خَسَارتهم .. لاَ أُريد أن أصبِح يَتِيمًا ..

كُل مَا أذكُره الأَن أنّي إِنهَرتُ صَارِخًا عِندمَا أخرجُوا جِثث عَائلته المُتفحّمة ، صَرخُت بِعَددٍ يَفُوق صَرخَات هُوسُوك التِي حُفرَت بِإتقَان دَاخِل مَسمَعِي ، لَفّتُ أنظَار الجَمِيع حَولِي .. تَايهيونغْ يَقتَرِب مِنّي يُحَاوِل إِبعَاد يَداي التِي أُغطّي فِيهَا أذنَاي أخفيهَا عن هذَا صَوت هذَا الكَابُوس المُزعج الذّي زَعزَع ثَبَاتِي !

لَكنّي أبعُدته عَنّي صَارِخًا ، فَقدتُ جُزءًا مِن وَعِيي وَأنَا صَاحٍ !
" قُلت لَكْ إِبتَعِد عَنّي !!"
دَفعتُ جَسَده صَارِخًا فِي وَجهه ، زَحفتُ بِيدَاي للخَلف حتى خرجت إِلى رَصِيف الطَرِيق وَإستَقمتُ بِجَسَدِي المُرهَق وَرَكضتُ مُبتعَدًا عَن هذَا الجَحِيم أيًا كَانْ ! أركُض بِخُطَاي المُتَعثّرة مُتَاجِهلاً نِدَاءَات تَايهيونغْ خَلفِي ، لا أُريد شَيئًا سِوى أن أبتَعِد ..

أمسَح دُميعَاتِي الحَارِقة وأُكفكِهَا لِكنهَا لا تَآبه التّوَقف ، نَظرت إِلى السَمَاء القَاتِمة .. ظَلَامِي اليَوم شَدِيد وَليّلِي ثَقِيل طَوِيل كمَا هُوسُوك ،

أركُض فِي هذَا الطَرِيق وَلا أستَوعِب شَيئًا حَولِي ! لاَ أينَ أنَا ! وَلا النَاس ! فَقط أتخبّط بِجَسَدي بينَ المَارّة وأجُرّنِي إِلى اللّاشَيء .. شَهَقَاتِي تتعَالَى وَ مِياهِي المَالِحَة لا تتوَقف عن السَيَلانْ وهذَا مُزعِج لِأني لاَ أستَطِيع الرُؤية جَيّدًا حَولِي ،

وَقَفتُ بِجَسَدي المُنهَك أمَام أحد المَتاجِر المُغلقَة ، جَلستُ على الدَرج أُلملِم سَاقَاي إلي صَدرِي وأبكي بِحرقة ..
وَعَلى مَاذَا أبكِي !؟ هَل أبكِي عَلى المنظر الذّي رَأيتُه ؟ أم عَلى هُوسُوك الذّي نُقل إلى المَشفَى ؟ أم فَقط .. خَوفِي مِن فِكرة مَوت وَالِدَاي !!

إُنكَمشت دَاخل جَسَدِي أرتَعِد خَوفًا وَ ذعرًا ، أخَفيتُ وَجهِي أبكِي بِشهقَاتٍ عَالِقة مَسمُوعَه ، أَبكِي مِن حَجم الحُزن الذّي إِستَكن دَاخِلي قَبل لَحظَاتْ ! أتسَاءَل فَقط .. هَل لِتَايهِيونغ شَئنٌ فِي هَذَا !؟
وَماذَا عن ذَلك .. المَرِيض المَعتُوه يُونغِي ؟؟ لن أنسَى أنّه أيضًا أرعَدَنِي بِبرودَة صُوتِه وَ مَشَاعِره الفَارِغَه ..

سُبلٌ ضَائِقَة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن