آرانِي أُجوبُ زَوايَا هذَا العَالم سَعيد ، سعِيد لأنهَا هِي ، عَقلِي وروحِي ، إِتزانِي وكمَالِي .. سُرورِي و مُرْيّ ..
" تَأخرّتَ بالعَودَة .. تَايهيونغ "
أنبَس والدِي الذّي يتوسَط الأرِيكَة ويِنفثُ لُفَافَة السَجائرَ بينَ أنامِلِه الرَقِيقَة الطَوِيلَة كخَاصَتِي ،
" أعتَذِر وَالدِي ، لَكِن فِي طَرِيق عَودتِي أكمَلتُ مَسِيّرِي علَى أقدامِي ، أَردتُ التَنفس قَلِيلاً "
أعرَبتُ بِهدوء وإِتزَان .. أرجوا أن يُصدقنِي ، أعلَم بأنها ليسَت الكِذّبَة الأولى ، ولا الأَخِيّرَة أيضًا .بَقينَا فِي بَهوِ القَصّر حَتى تأخّر الوَقت وكُلٌ مِنّا خَلد إِلى مَضجَعِه ،
عَلى الكُرسيّ الخَشَبِي جَليّسًا وأَمَامِي مَجموعَة مِن كُتبِ الأَدب العَرِيق الذّي يَتوسّد الطَاوِلَة الخَشبيّة أمامِي ، إِنَارَة خَافِتَة تُنيرُ رُكنِي الهَادِئ .. لَم أُحِبَ يومًا الأَدب ومُشتّقاتِه إِلا .. حِينمَا رأيتُهَا .. قَلبِي كَان يَقرعْ بِجُنون فِي حِينِ رُؤيَاهَا لأَوِل مَرَة ، خُصيلاَتِهَا الشَقراء المُتناثِرَة فِي الهَواء بِفعلِ الرِياح وفِي تِلكَ الهُنيّهَة وَ دُونَ إِدراكٍ آَنَبسَتْ حُروفِي ..
" يَا نَصيبَ الهَوىّ ، يَنثُرُ خُصيلاتِهَا المُتمرّدَة "
فِي تِلكَ الثَوانِي أدركتُ بأنّي أَحببتُهَا .. تَركتُ المَجال الذّي كُنتُ أرغَبه ومَشِيتُ بِلا عَقلٍ خَلّفهَا .. ألقيتُ بِأحلامِي وجَرِيتُ إِليّها ، رَكضتُ إِليّكِ يَا مَحبُوبَة فأنتِ كُلُ الأَحلام والأَمانِي ..
سِرٌ وحُبّ أخُبئه وأُترسِه بينَ حنَايَا صَدرِي عَن الغَيّر ، خِشيّةٌ عَليّكِ مِن الأَذى ، تأنيّ عَليَّ يَا مَحبوبتِي .. فَرجُلكِ لَن يتأخَر بِالرُجوعِ إِليّكِ ..خُطواتِي تَستقِيم بِلُقيَاك ، وَ تَعرُج حِينَ الرَحِيلْ ..
أغلقتُ كِتَابَ الأَدب الشِعرِي وإتكأتُ بِظهرِي على مَسندّ الكُرسيّ الخَشَبيّ وأطلقتُ تَنهِيدَة مُتعَبَة مِن فَرط التَفكِير والتَعب مِن كُلِ المُوجودات ، وَ حدهَا هِي مَن تُريحُنِي ..
لَكِن مَاذا أفعَل .. إِنيّ ثَقِيلُ الفُراق وخَفِيفَ اللِقَاء ..إِستقمتُ مِن مَكانِي وتوجَهتُ لِخارِج شُرفتِي .. الوَقتُ مُتأخِر ..
النُجوم تتوسَد كَبِد السَماء ونيّرة ، سَطحُ القَمر أنواره عَالِيَة ، آنِيّسَة لِلوحدَة ..
لَفَحاتُ الرِيَاح تُداعِب شَعرِي لِلخَلف بِقوة ، هوائُهَا لَاسِع .. يَخترِق قَمِيصي الأَبيض الفَضاض وبِنطالِي القُماشِي الرَمَادِيّ ،
أنت تقرأ
سُبلٌ ضَائِقَة .
General Fiction- أينَ السَبيّل ؟ سَبيلٌ لِلمُناجَاة من آعطابِ دُنيايا ؟ ومَا نحنُ فِي دُنيانَا ؟ وَمَا السبيّل لِثلاشِي الأوزارَ و إلتئام شُروخِ أكبادنا ؟ لِتحُلّ أنوار كونّنا الشاسِع عَلى دَيُجورَ ليّلِنَا الظَلِيّمْ .. مَا سَبيّلك يا وَليدَ الشَجِنْ ؟ .. *خَا...