سُبلٌ ضَائِقَة .

سُبلٌ ضَائِقَة 26

فَتَحتُ بَاب الشِقّه الظَلّمه وَدخلتُ بِهُدوء أتَأمُل ذَاك الجَسَد الذّي يَستَرِيح بِجَسَده عَلى رُخَام النَافِذَة الأمَامِي بِصُحبَتِه زُجَاجَة خَمرٍ مُستَقرّة أمَامَه ، يَرمُق قُرصَ القَمر العَاكِس عَليّه .. خُصيّلاته الطَوِيلة تَتَطَايَر بِخفه بِفعلِ أنسَام الهَواء الخَفِيف ، وَهَا أنَا أَقِف مِثلَ كُلِ مَرّة هَذه الوَقفه لِأتَأمَل كَيَانه الذّي يَفضل الجُلوس على النَافذة بدلَ الأرضْ !

لاَشَيءَ يُسمَع سِوى هُدوء الهَوَاء الذّي لَسعتنِي بُرودته ..

إِبتَسمت وَأكمَلتُ سَيرِي بِهُدوء نَاحِيتَه ، سَبحتُ الكُرسِيّ الذّي لاَيجلِس عَليّه أحدٌ غَيرِي في الأسَاس ،
" أتعلَم كم عهدًا نَكثُته بِسبب جَلستُك الدَائمة هَذِه !؟"
أَصبتُ سُهومَ عَقلِه بِصوتِي الهَادِئ المُبتَسِم لِأحصُل عَلى إنتِبَاهِه ، نَظرتُ إلى أهدَابِه التِي تحركت أسفلاً بِهُدوء حَتى نَظر إِليّ بِإبتِسَامة صَغِيرة مَا كُنتُ لِأراهَا لولا أنوار القَمر !!
" فَلتَقطَع أصابِعكَ إذًا إن كُنتَ رسَام هَاوٍ إلى هَذه الدرَجة !"
أردَف بِإبتِسَامَة سَاخِرَة ،
" وكمْ أوَد !! لَكِن تَفَاصِيل المَكَان ، وَ إِضَاءة القَمر .. وَ طَرِيقتك فِي نِسيَان مَا حَولِك !! أشعُر وكأن القَدر يَسخر مِنّي !!!"
لم تَكُن إضَاءة القَمر وَلا المَكان مَا تَستَهوِينِي تَفَاصِيله .. بَل أنتْ ! كُلَ يوم أتِيكَ فِي مِثلِ هذَا الوَقت أجِدك على ذَات الوَضعِية وَالجَلسَة ، لَكِنّي الوَحِيد مِن يَرى الفَرق فِي كُلِ مَرة ..

كُلَ يَوم أسمَع حِكَاية أُخرى جَدِيدة تَخرُج مِن مُحيى صَمتِك هذَا ، إنتَهت أورَاق دَفترِي وَلا يَملؤهَا إلا أنتْ ، كُلَ يَوم أجلِس أرضًا أرسُمك مِن بَعيد وأنتَ مُستَقر على النَافِذة .. الفَرق أنّي أسمَعك وَ أفهمك ! أني دَارِي وإن كُنتُ جاهِلاً عن الكَثير مِن التَفَاصِيل !!

لاَ أمِلّ مِن الصَمت وَلا قِلّة الكَلام .. لاَ أمِلّ مِن رَغبتِي فِي طَيّ صَفحةٍ جَدِيدة بِتَارِيخ كُلَ يوم لِأجلِك ..

" ڤِيتِي جُونغكوكْ ! أتُصرح بِأني مُلهِمك !!؟"
آه هذَا العَاهِر !!
" إنّه ڤِيتَال وَليسَ ڤيتِي للمرة المِئه بعدَ الأربَعة مِليَار !!"