أُفَكر بأنّ الإِلَه لَم يَهَبنِي يَومًا جَدِيدًا لِأَبقَى سَاكِنًا فِي مَكانِي كَجِذعِ شَجَره حَتى الرِيَاح تَفشَل فِي تَحرِيكه ، يَجبْ أَن أُقَاوِم التَغِيرات وأعيشهَا بَل .. أَتَقبلهَا .لَربّمَا أَكَتَشِف جَوانِب أُخرَى مِن هَذِه الدُنيَا أَفضَل بِكَثير مِمّا أَعِيّشُه الأَن ،
أَخَاف أَنْ تَغدوا الحَيَاة فِي دَاخِلِي حَالِكَة كَفَلَك الأُفِق الشَاهِق .. فَارِغ وَ مُظلِم ..أَرجُوا أَنْ يُزهِرَ رَبيعُ صَدرِي وَ تَشرُق الفُصول لِتَحجُبَ عنّي ظُلّمَة هذَا العَالِم فِي دَاخِلي ،
أَنْ أَشرُق كمَا أشرَقت الشَمسُ هذَا الصَبَاح .
إِستَيقَظتُ فِي السَادِسَة صَباحًا .. لَم أَنَمْ سِوى لِسَاعةٍ وَاحِدَة ، أَخرجتُ مَلابِسي مُسرعًا وأنهِي إِستحمامِي السَرِيع الذّي بالكَاد جعلَ جَسَدِي يَرتَخِي قليلاً ،
فِي الوَاقِع أنَا أَشعُر بالخَجَل والخَوف مِن رؤيَة جِيمين ! لَستُ جَاهزًا لِتتَقَابَل أنَظارنَا بَعدمَا إِنهَرت بالأَمس كَالمِسكِين الذّي مَا مِنْ مَسلَكٍ يَسِع خَطَواتِه المُتعَبة المُتعرقِلَة ،بِالأَمس قَد عَصَف الأَسى بِجِذعِي حَتى مَال وإِنكَسرتْ خَشَبة صَبرِه ، مَا مِنْ مَسّلَك إِلّا وَقَد أَمسَى بِهِ عَقلِي يَجرِي ، كَان يَجرِي بكُلِ الأَحدَاث والذِكرَيَات المُؤلِمَة ،
أَسّْرَابٌ مِن الأَسئِلَة عَقلِي كَان يَطرحهَا ، لِمَا كُل هَذَا الأَسَى !؟ مَاذَا فَعلتْ لِيحدّث كُلَ هَذَا ؟
أُمورٌ فَلتَتْ مِن اليَديّن وأُخرى تُهَدِدُ بالإِفلاَت ،
أَحتَاج لِأن أُصفِي ذِهنِي مِن هَذِه الشَوائِب الجَارِفَة التِي تَلطَختُ بِهَا مُنذُ أَنْ خُلِقت .
مَضى الوَقت وقُمت بِحضور مُحاضَرة مِن أَصل أربَعه ! أَشعُر بالإِنهَاك ومُستوايّ يَنحَدِر للجَحِيم وإِن عَلِم وَالدِي حتمًا سيَقطَع نَسلِي .
سَحبتُ نَفسِي بَعدمَا كُنتُ أَجلِس فِي حَدِيقَة السَكن ورَغِبتُ بِالخُروج وَالتمَشّي فِي شَوارِع المَدِينة ،
وهَكذَا إِستَمرّ حَالِي لثَلاثَة !! ثَلاثَة أَيَام مَلعونه أَهرُب مِن جِيمين .. أو ربّمَا .. مِن نَفسِي ..
إِنقَضى النَهار بأَكملِه كَالمُعتَاد وأنَا أَجوب الشَوارع كالمُتشّرد الذّي يَنتَظِر حُزن وَ إِهتِمَام الأَخرِين بِه ، أَجل .. فأنَا مُتشرد فِي كُلِ شَيء رُغمَ الغِنى الذّي يُحيطنِي و رُغمَ حَيَاتِي التِي يحلم بِهَا الجَمِيع .. لَكِن أنَا فَقِير
أنت تقرأ
سُبلٌ ضَائِقَة .
General Fiction- أينَ السَبيّل ؟ سَبيلٌ لِلمُناجَاة من آعطابِ دُنيايا ؟ ومَا نحنُ فِي دُنيانَا ؟ وَمَا السبيّل لِثلاشِي الأوزارَ و إلتئام شُروخِ أكبادنا ؟ لِتحُلّ أنوار كونّنا الشاسِع عَلى دَيُجورَ ليّلِنَا الظَلِيّمْ .. مَا سَبيّلك يا وَليدَ الشَجِنْ ؟ .. *خَا...