سُبلٌ ضَائِقَة 21

109 14 6
                                    




" جِينْ .. مَاذَا إن حدَث مَا نخشَاه !!؟"
سألنِي هُوسوك الجَالِس بِجَانِبِي بِخَوف وَ توترْ ..
" مَاذَا تَقصد !؟"

" نِيڤِيلِي .. مَاذَا إِنْ آذَاه !!؟ "
بَدَأت أندَم أنّي أخبَرت هُوسوك نِصف الحَقِيقَة !!
" مَاذا لَو أبهَرتَنِي بِصمتك وتتوَقف عَن هَذه الهَواجِسْ الرَهِيبه !؟"
أنبَست بِحدّة بينمَا أرمُقه ..
" مَا الخَطأ فِيمَا قُلت يَا جِينْ ؟ "

" لاَ تُشغِل بَالَك وَ إذهَب خُذْ دوائَك !! وجهُك شَاحِب هُوسوك !! توقَف عن عدَم الإهتِمَام بِصحتك !!"
آنبتُه بِعتَاب فَأنَا لاَ يَنقُصُنِي إِفراطٌ قَلَقِيّ أَكثَر مِن الذّي أملِكه بِالفِعلْ ! وَجهُه شَاحِب وَ شَفتَيّه إِبيّض لَونهَا !! كَم شَخصًا عَليّ أنْ أُدارِيه وَ أركُضْ خَلفَه ؟

المُشكلة هِي أنّه بَعَد كُلِ هُرَاء وَ شتِيمه أتفوهُهَا .. أَجدُنِي أَعُود إِلى التَركِيز عَليّهم ! إِن إعتَمدت عَلى هُوسوك فِي أخذِ عِلاجَاته وَ الإِهتِمَام بِصحتّه سَيمُوت لِأنّه يَنسَى !! إن شِلتُ بِإهتمَامِي عَن جِيمِين قَلِيلاً فَسيُصبِح مُجرّد فَاشِل وَ يَتكررَ شَرِيط تَعاسَتِنَا بِه ! إِنتْ تَجاهلتُ يُونغِي وَ تركتُه يَفعَل مَا يَشاء .. سَوف يَندَمْ لِأنّه سيصُبْ كُلَ غَضَبِه فِي وِعَاءٍ مَثقُوبْ ..

تَمامًا بِلا فَائِدَة ..

أمَا أنَا .. بِالشَقاء وَ التَعب أنَا مُرتَاح ، شَقائِي وَتعَبِي هُمْ ! وَ أنَا رَاحتِي تَلوذ بِرعَايتِهم ، لَاشَيءَ لِأُقدّمه لِنفسِي عَلى كُلِ حَالْ .. لِأنّي مَيتْ .. وَ المَوتْ مَاهُو إِلاّ جُزء مِن زَوالِ النَفسْ .. وَ أنَا زَالَ رَبِيعِ المَأسِيّ مُنذُ أن أغمضتُ عَينّي لِأعدَ للمِئَة .. لِأرانِي فِي عَالَمٍ أَسود جَاف مغَمّس بِالقَسَاوَاة وَ الأَحزَانْ ،

أَصبحتُ بَالِغًا وَعَقلِي يرفُضُ النِسيّانْ ! وَ بِأيّ حَقٍ يَنسَى كَيف نَهَبُوا طُفُولتِي أنَا وَ بَاقِي الأَطفَالْ ، نَهبُوا أحلامنَا وَسحقُوهَا أَسفَل أقدامهم على الأَرضِيّة النَجِسَة !

أنَا مُنهَار وَ مُشوّه ! دَخلنَا ذَاك المَلجَأ بِأرواحٍ طَاهرَة وَ فَررنَا مِنه مُلَوثِينَ بِالإِجرَام !

نَفسِي لاَزَالتْ مُتزَعزِعَة ! لاَ زِلتُ مُنهَار وَ مَفزوعْ ! لاَ زِلتُ غَاضِب ، مَا أزَال مُختَنِق بِغَصّاتِي التِي إبتَلعتهَا حَتى سَكنتْ صَدرِي مُسببَة تِلك الإِنتِفَاضَة القَاسِيَة لِكيَانِي ..

سُبلٌ ضَائِقَة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن