ولو أستَطيع، لحَميتُ قَلبِي منَ الآمَال .. لكنّي عَلِيلْ ..
عَلى ذَاتِ البُقعَة وخَلفَ البَار تَحدِيدًا أَقِفْ .. أمسَح الكُؤوس لِنبدَأ إفتتَاح للكَازِينُوا هَذا اليَوم ،
قَد تتَسَاءلُونَ عنْ تَايهيونغْ ، لكِنه إِختَفَى ! هَرب مِن المَشفى بعدمَا أخذَاه جِين و هُوسوك .. بَحثَ عنه جِين لكنّه لم يَجِده .. أمَا أنَا فَلمْ أفعَل شَيئًا لمُحاولة طقسي أوضَاعه لأننِي مررتُ بِمرحلة ضَياعٍ مُشابِهَة ، إنتَظرتُ يَوم حَتى أصبَح أسبُوع حَتى أصبَح شَهر حتى مَضى .. عَامْ وَثلاَثَة أشهُر!
مَضتْ الذِكرى السنَوِية الأولى لِجِيمِين وَ أُمِي وَ شَقِيقاتِي .. أصبَح كُلُ عَامٍ يَأتِي مُحملاً بأشخَاصٍ أثْوُوا بينَ القُبُور ..
أدرَكتُ فِي هذِه الفَترَة الطَوِيلة بِأنّي كُنتُ أُحَارِب نَفسِي أكثَر مِن العَالَم ، عِندمَا رَأيتُ شَعرِي الذّي بَات يَكسُوه البيَاض المَذُموم وَ أنَا لم أدخُل الثَلاثِينَ بَعد بِأني أذَيتُ مَن حَولِي حتَى مَات مِنهم ، فَعلتُ كُلَ ذَلك لِأجلِ نَفسِي ولم أخسَر إلا نَفسِي ..
حَارَبتُ الظَلام بِظلامٍ أقَشع مِنه ! حَاربتُ الإِكتئَاب بِقُوة وهو يَرتَفَع بِي مِثلَ مَراجِيح الطُفولَة ، حَاربتُ شَيئًا بِي وَ مِنِي وَأنَا ضَحِيتُه و الجَانِي ،
وَمعَ ذَلِك .. أنَا لستُ بِنَادِمْ ، لاَ أنتَظر غُفرانًا مِن أحد سِوى نَفسِي التِي وعدتنِي بِالصَفح بَعد نيلِ المُرَاد ،
عُدتُ لِأمسَح الكُؤوس حَتى سَمِعت صَوت صَلصَلة جَرس البَاب دَلالَة على دُخول أحَدِهم ، على الوَقت بِالظَبط ! رَفعتُ رَأسِي لِأستَقبل أولَ طَلب لليَوم لَكِنْ ...
" تَايهيونغْ .. "
خَرَجتُ حُروف إسمِه بِهمسٍ سَاطِع مَلئ بِالدَهشة .. يرمُقنِي بِصمت و هُدوء ، نَظرتُ إِلى مَلابِسه التِي بَاتت مَلابِس فُقرَاء أمثَالنَا ! شَعُره البُنِي الذّي طَال قَلِيلاً حَتى عُنقه وغَطّى عَلى مُقلاَتَيّه التِي تَصرخ بِالأَلم حتى أسفَلها ، بُنيَة جَسَده المَشدودة ، وبشرته السَمرَاء البُرونزِيه ! وَ أخِيرًا عَينَاه .. الصَامِته ، لا أَثر حَتى لِوهجَان الحُزن فِيهَا ، ثَابِتَة مُستَقرَة .. لاَ أثَر لِتلكَ النِيرَان التِي أتى بِهَا مِن مَوطِنه حَتى هُنَا فَقد لِينفِي لَنَا وَفاةَ رَفِيقه ..إِذًا .. هَذِه هِي شُعلَة النِيّرَان التِي يَلِيهَا إخمَادٌ أَبَدِي ..
" مُوِير .."
أنبَس ببحَة ثَابِتَة .." تَايِهِيونغْ !!!؟"
نَظرتُ إلى جِين و هُوسوك اللذَان نطقَا فِي آنٍ وَاحِد !
" أُرِيد أن أعمَل .. هُنَا .."
تحدّث بِنبَرة هَادِئة جَافَة بِأعين تَرمُق .. جِينْ تَحدِيدًا ،
أنت تقرأ
سُبلٌ ضَائِقَة .
General Fiction- أينَ السَبيّل ؟ سَبيلٌ لِلمُناجَاة من آعطابِ دُنيايا ؟ ومَا نحنُ فِي دُنيانَا ؟ وَمَا السبيّل لِثلاشِي الأوزارَ و إلتئام شُروخِ أكبادنا ؟ لِتحُلّ أنوار كونّنا الشاسِع عَلى دَيُجورَ ليّلِنَا الظَلِيّمْ .. مَا سَبيّلك يا وَليدَ الشَجِنْ ؟ .. *خَا...