سُبلٌ ضَائِقَة 28

94 10 6
                                    




" هَل أَخبرتَ يُونغِي ..؟ "
تحدّثَ بِنبرَة هَادِئة وَعينَاه لا تُفَارِق حَطب النِيرَان المُتأكِل .. مَاذَا .. يَقصِد ..
" أَأَخبرته أم مَازِلت تَبحث عَن فُرصَة مُنَاسِبة ؟؟"
بَقِيتُ فَقط أرمُقه مُحَافِظًا عَلى صَدمتِي .. هَل .. يَعلَم ؟؟؟
" إِلى أيّ مَدى تَعلَم ؟"
سَألتُه بِنبرَة رَزِينَة هَادِئة ، أشعُر بِإنقِبَاضة فِي مَعدتِي وكأنّي سَأتقيّأ .
" إِلى مَدَى أتَمَالَك فِيهِ نَفسِي بِصمتْ تَحتَ وِطأَة العَواقِب .. "
بِإبتِسَامة خَافِتة قَال .. مَن بَقِيّ مِنكُم لاَ يَعلَمْ ؟؟
" هذَا النَوع مِن الحَقائِق لاَ يَنتَظر وَقتًا أُو فُرصة لِلبَوح ! يَالَـهَشَاشَة المَرء حِينمَا يَظُن أن الكِتمَان إِنتِصَارْ ! .."

" أنتَ أيضًا كُنتَ تَعلَم وَ إستَغفلتنِي ! بِمَاذَا تفرق عنّهم إِذًا ؟"

" مُؤخرًا بَدأتُ أندَم لِأنِي لَم أُخبرك مُنذُ البِدَايَة ! بِسبب هَذِه الحَقِيقة جَمِيعنَا تَأذّينَا بِذَات الشَكل وَ جِيمِين قُتِل لِأنّه تَعَامَل مَعهَا بِشكلٍ خَاطِئ أمَامَ وَالدك .. إِيّاك أن تَظُن بِأنهم قَد أخبرُونِي عَن كُلِ هَذَا شَفافِيّه وَ رَغبَة !! أنتَ لاَ تعلّم كم عَانَيت  بِسحب الكَلام مِن أطرَاف أَلسِنتهم !

إن ذَهَبت إِلى جِين وَسألته سَيُعطِينِي رُبع الحَقِيقة وإن ذَهبت إِلى يُونغِي .. سيتعَامل مَعِي وكأنه لاَ يرَانِي أو يَسمعنِي !! لِهذَا السَبب أصبَحت أخُذ الحَقائِق إِمَا بِالإستِرَاق خَلف الأبوَاب كَالمعتُوه أثنّاء شِجَارتهم أو فَقط بتَحلِيل الهُراء الذّي يتفوهون بِه أمامِي بِشكلٍ رمزِي .. "
أرمُقه بهُدوء مُطلَق وهو يتحدّث ..
" لَقد عَانَيتُ مِن كِذبهم عَليّ ومُعَاملتِي كَجاهِل بينهم طوَال سنَوات .. قَد يَكُون عَدم مَعرفتِي أفضَل مِن مَعرفتِي وَلِكن الأَمر تحوّل إِلى جُنون وَ قَتل .. "
زفّرَ تنهِيدَة وَجع نَاظِرًا إِليّ بِعينَاه الذَابِلة إبتِسَامة مَكسُورة إرتَسمت بِبهُوت
عَلى مُحيَاه ..

سُبلٌ ضَائِقَة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن