قَلبِي التَائِه وَ إِرَادتِي المَسلُوبَة ، مَشاعِرِي المَخذُوشَه .." أَتعرِف مَعنَى أنْ تَتَأرجَحْ رُوحك المَيّته بينَ السَمَاءِ وَالأَرض أيهَا الطَبِيبْ !؟ "
نَظرتُ إِلى سِتَار الشُرفَة الذّي تُحركه هَمَاسَات الرِيَاح المُعنِشَة ،
" أَخبِرنِي أنتْ ..؟"
تَسألَ بِهُدوء بينمَا يَضع دَفتَرا فَوق سَاقِه المُتموضِعة فَوق الأُخرى وَ قَلم الحِبر يَستَقر بينَ آنَامِله الرَقِيقة ، مِعِطف أَبيضْ طَوِيل وَنظَارة قِرآه جَعلتْ مِنّه مُنقِذ لِكُلِ كَيانٍ ضَائِع .." أنْ تَتَأرجَح بينَ ذَنبْ وَ إِستِقَامَة ، بينَ الأمَل وَاليَأسْ .. بِشكلٍ يَجعَل قَلبُك يَتأرجَح مَا بينَ تَسارُع وَ تَباطُؤ إِلى دَرجة الإِحسَاس بِفقدَان الوَعِيّ .. أنْ تَرى كُلَ شَيءٍ يَخرُج عَن سِيَاقِه السَلِيم حَتى يُفقدِك هُوِيّتك ، تَكثُر الأَسئلة وَلا مِن مُجِيب ! تَمُوت نَظرُتك لِكُلِ شَيء .. حَتى تُصبِح مُخَيّر فِي عَالمِك .. إِمَا تَنتَحِر .. أو تُصبِح مَجُنونًا "
أَنبَست بِجَفَاف وَصوتٍ مَيّت ،
" وَماذَا إِختَرت أنتْ !؟"" أنْ أَكُونَ الجُنونْ .."
نَظرتُ إِليّه بِشرود وَ أَنبَستْ بِنبراتٍ هَادئه ، لَيّس حُبًا فِي المَعِيشّه ، بَل لِأجلهم ..نَبَضاتِي تَتَبطأ وَ أشعُر بِرعشَات تَأكُل أَطرَافِي .. أنَا مُتعَب ..
كَلِمَة بَاتتْ لاَ تَصِف الحَال ، بَاتتْ الحَيَاة مَوتٌ بَطِئ يَمتُصك ..
" مُنذُ مَتى أَصبَحتَ تَحمِل تِلكَ الأَفكَار الإِنتَحارِية سَيّد نِيڤِيلِي !؟ أَعطِنِي مَوقِفًا مُحَددًا !؟"
" مُنذُ أنْ أَبصرتُ حَقِيقَة عَالمِي المُغَلفْ بِاللون الأَبيضْ وَ فَهِمت كُلَ شَيء .."
" تَقصِد .. حَقِيقَة كُلَ شَيء ، حَقِيقة نَفسِك ، وَحَال قَلبك ، وَ صُحبتِك وَ أهلك وَحَقِيقة الدُنيَا عَلى حَالِهَا .. هكذَا أخبرنِي ، إجعَلنِي أَسمَع جُلّ مَا بِهذَا الخَاطِر وَهذَا العَقلْ .. لاَ تَختَصِر الكَلام وَتجعَلنِي أتِيّه بيّنَ طَيّاتِه ! أَخشَى أن أَشُردْ فِي أمرٍ مَا وَ أؤذِيك بِسوء إِدراك .. أَخبرنِي عنْ تِلكَ الحَقائِق الِصفريّة .. التِي لَم يُصدقهَا أحَدْ لِأنّي سَأُصدقهَا أنَا .. مَشكَاك "
لاَ قَلبِي وَلا لِسَانِي بِقَادِرْ ، أنَا عَاجِز حَتى عَن السُخرِيّة ..كَم شَخصًا عَليّ أنْ أَلُوم وَ أَصرُخ بِه !؟ كَمْ حَقِيقة مَخُدوعَة تَنزَع عَنّي كُلَ سُبل الرَاحَة لِتزَرع مَكانهَا المَرض وَالتَعبْ !؟ كَمْ حَقِيقَة صِفريّة لَم أنَالَ حَقّ مَعرِفتهَا إِلا بَعد أنْ مَاتتْ وَجَفّتْ !؟ كَمْ عَليّ أنْ أعِيش كَيّ أتَوقف عَن سَماع تِلك الحَقائِق الصِفريّة يَا طَبِيبْ !؟
كَم عَلى قَلبِي وَمشَاعِري أن تَهبِط بينَ السَماء وَ الأَرض عَلى أُرجُوحة تَكَاد حِبَالهَا تَنقَطِعْ !
كَمْ عَليّ أنْ أستَقِيم وَظهرِي مَكسُور عَلى الحَدْ الفَاصِل بينَ إِختيَار الجُنون وَ المَوت ..
كمْ عَليّ أنْ أعِيش وَ أرى كَيّ أتوقفْ عَنْ إِختِيَار الجُنونْ .. وَ أَستَبدِلُه بِالزَوَال !؟
" مَتى يَكُون عَلى الأُرجُوحَة التِي وُضعِتْ فِي مُنتَصفْ الرِيَاح وَ عَجزَتْ عَنْ الثَبَاتْ .. أنْ تتَوقفْ وَ تَسقُطْ أَخِيرًا ؟ ."
- فِكتُورِينْ تَايهيونغْ نِيڤِيلِي -
- فِي عُمرٍ مِن الخَرِيفْ المُتَسَاقِطْ -
- أيلُول ١٨٦٠ -
أنت تقرأ
سُبلٌ ضَائِقَة .
Fiction générale- أينَ السَبيّل ؟ سَبيلٌ لِلمُناجَاة من آعطابِ دُنيايا ؟ ومَا نحنُ فِي دُنيانَا ؟ وَمَا السبيّل لِثلاشِي الأوزارَ و إلتئام شُروخِ أكبادنا ؟ لِتحُلّ أنوار كونّنا الشاسِع عَلى دَيُجورَ ليّلِنَا الظَلِيّمْ .. مَا سَبيّلك يا وَليدَ الشَجِنْ ؟ .. *خَا...