حَبِيبِي ..مَا الذِّي تُرِيدُ مَعرِفَتُه ؟ .. قَدْ تَجَاوزَنَا ذَلِكَ مُسبَقًا ،
إِنتَظِرْ ..
ظَنَنّتُ أنِّي أَخبَرتُكَ بِأنّي سَأكُون بِجَانِبك حِينَ تَحتَاجُنِي ..
لاَ يُمكِنُنِي التَظَاهُرْ بِأنّي شَخصٌ أَخَرْ، لِأجلِكَ ..شَيءٌ مَا لَطَالمَا كَانَ مَفقُود بَينَنَا ..
***
فِي مَشهَدٍ سَابِقُ الذِكرَى .. هُنَاكَ أَمطَارٌ وَ رُعُود وَحَنِينْ ، رُؤيَة تَايهيونغ نَائِمْ بِتَعَبٍ عَمِيق عَلى فِرَاشِه وَ إِنعكَاس ضَوظ البَرق يَنعَكِس عَلى ظَهرِه الذّي يُوالِينِي بِه .. هَذَا يُذكِرُنِي بِذِكرَايَاتِي وَحَنِينِي الأَلِيم لِلمَاضِي ، لِعائِلتِي وَ أصدِقَائِي وَحَيَاتِي .. إِنهَارَ كُلُ شَيءٍ بِلاَ حّولٍ وَ إِرَادَة مِنّي وَ فَررتُ إِلى هُنَا رَاجِيًا حَيَاةً شَافِيَة ،
أَوصَالِي تتَجمّد فِي ذَاكَ الزُقَاق الضَيّق وَ أرتَجِفْ حُزنًا ، إِستَسلمتُ لِلذُعر وَ الخَوف .. تَقَدَمنِي اللصُوص كَوجبَة دَسِمَة ،
بَقِيتُ بِلا شَيءٍ يَأوِينِي !! لاَ مَال وَلا عَافِيَة وَ لاَ حتَى عَائِلَة.. حَتى مَا يَكسُونِي قَد بَاتَ مُهتَرِئًا مُمزقًا .. مُتعرضًا للضَرب وَ السَرِقَة هكذَا بَقيتُ لِنصفِ عَامٍ كَسَائِرٍ مَيِتْ فِي مكَانٍ ليسَ بِمكَانِي ..
كُلَ لَيلَة مَرمِي بَجَسَدِي المُهمَلْ ، أَرتَجِفْ خَوفًا مِنْ أَنْ تُغَادِرنِي الأَشيَاء التِي وَضعتُ قَلبِي فِيهَا رَاجِيًا ..
وَ فِي لَيلَةٍ مَاطِرَة مِن لَيَالِي دِيسَمبِر قَبلَ خَمسِ سَنَواتٍ مِنَ الأَن وَ فِي مِثلِ هَذَا الوَقت والشَهر وَاليَوم ...
هُنَاكَ مَجمُوعَة مِن العَاهِرِين قَد تَسلطُوا عَليّ فِي زُقَاقٍ قَرِيب مِن إِحدَى الحَانَات .. أَحدُهُم كَانَ يُمسِك عَصَا حَدِيد بِيده .. ضَرَبنِي بِهَا لِأربَعِ مَرات فِي مُختَلَف أنحَاءِ جَسَدِي ..
وَفِي الضَربَة الخَامِسَة .. وَتحتَ أَضواءِ البَرق العَنِيفْ رَفعَ الحَدِيدَة عَالِيًا ..
لَكِن أحدُهُم أمسَك بِهَا مِن الخَلف ...وَ فِي تِلكَ اللحظَة فَقَط .. خَالجَنِي وَهجٌ سَاطِعْ بِجَنَاحانِ أَسوَدَان تَسّربَ دَاخِلي ..
" آه أَكرَه حِينمَا تُجبِرونَنِي عَلى ذَلِكْ "
نَطقَ بِصوتِه العَمِيق وَ الهَادِئ وإِنتَهى بِه يَضرِب ذَاكَ الرَجُل بِالحَدِيدَة عَلى سَاقِه ضَربَة وَاحِدَة جَعتُله يَخرجْ عَنْ طَورِ ذَاتِه ..
أنت تقرأ
سُبلٌ ضَائِقَة .
General Fiction- أينَ السَبيّل ؟ سَبيلٌ لِلمُناجَاة من آعطابِ دُنيايا ؟ ومَا نحنُ فِي دُنيانَا ؟ وَمَا السبيّل لِثلاشِي الأوزارَ و إلتئام شُروخِ أكبادنا ؟ لِتحُلّ أنوار كونّنا الشاسِع عَلى دَيُجورَ ليّلِنَا الظَلِيّمْ .. مَا سَبيّلك يا وَليدَ الشَجِنْ ؟ .. *خَا...