بِقَلبٍ مُنَزق وَ عَقلٍ مُشَتتْ أُمضِي سَبِيلِي .." سَوف أَعود إِلى الشِقّه .. مُتعَب أنَا .."
أنبَستُ بِصوتٍ ذَابِل مَيّت بينمَا أرمُق جِين وَ يَونغِي ،
" دعنَا نَعُود سَوِيّا قَاربنَا عَلى الإِنتِهَاء من تَلمِيع الطَاوِلات وَ الأرضِيّة "" لنْ أَصمُدْ حَتى تَنتَهِيَا "
وَضعتُ مِنشَفة التَنظِيف مِن يَدِي بِإهمَال عَلى حَافَة البَار وَ أفُكُ رِبَاط المِئزر لِألقِيه عَلى كُرسِي البَار أيضًا ، وَليتُهم بِظهرِي وَ مَشِيتُ مَكسُورًا بِخَطوَاتِي إِلى الخَارِج ..عَقلِي يَرفُض أنْ يَستَمِع إِلى نِدَاءَات جِين ، سُيوبِخنِي عَلى دَوَائِي الذّي أنسَاه .. أعلَمْ .. أنَا عَائِد لِأجلِه ، لِأن صِحتِي تتَنفسْ عَلى إِبر الوَرِيد اللعِينة !
بَقِيتُ أمشِي بِهُدوء فِي هذَا الليّل المُعتِمْ دُون النَظر أو الإِلتِفَات إِلى شَيء ،
" هُوسوك إنتَظِرْنَا يَا رَجُل مَا بِكْ !"
أَيقظَنِي صَوتُ جِين البَعِيد مِن إنهِيَارَات أفكَارِي التِي تتمحوَر حَولَ جِيمِينْ .. وَ مِن جَدِيد أُكمِلُ مَمشَاي وَلا أستَمِع لَه ! مَضَى شَهر .. هَل هُو حَيّ حَتى مَع رَجُل كَذاك الرَجُلْ !؟ بَدأتُ يَائِس وَ بِشدّة مِن فِكرة بَقائه عَلى قَيّد الحَيَاة ..
حَتى وَ إِنْ كَان مَيّت .. أُرِيده ! أُرِيد رؤيَته .. لاَ يَجِب أنْ يَمُوتَ بَعِيدًا ..حِينَ سَألتُ .. صَدرَ صَوتُ الحَقِيقَة مِن الأعمَاق ، صَوت الحَقِيقَة التِي سَتُفَتتْ قُلُوبنَا جَمِيعًا ..
تّوقَفتْ عَن الخَوف ، عّن الإِنشِغَالْ بِه .. لِأنّه صَعدَ فِي قِطَار رِحلَة اللاَعَودَة ،
أَطلقتُ زَفِيرًا بِقَلبٍ مُرَتَجِفْ .. مَنْ مِنهُم التَالِي الأَنْ ؟ ربمَا أنَا ..
وَصلتُ أَمَامَ البِنَايَة قَبلَهم نَظرًا لِأنّي قَد سَرعتُ مِن خَطَوَاتِي ، صَعدتُ إِلى الشِقَة وَ تَوقَفتُ بَعِيدًا بِمسَافَة عَن البَابْ .. البَاب .. البَاب مَفتُوح بِمَسَافَة شَقٌ صَغِيرْ .. أَهُو جِيمِين ؟ أَأعَادوُا إِليّ رَفِيقِي !؟
تَقدمتُ بِبُط وَ دَفعتُ البَاب بِهُدوء .. إرتَجَف فؤَادِي مِن البَرد الذّي لَطَمنِي بِقَسوَة ! تَقدمتُ أقَفْ أمَامَ العَتَبة أرمُقُه ..
يُوَالِينِي بِظَهرِه جَالِسًا عَلى الكَنَبة الطَوِيلَة .. جَسَده مُتَكِئ بِوضِعية إهمَال ، رَأسُه مَوضُوعَ عَلى حَافَة الكَنبَة مِن الأعَلى ، لاَ أستَطِيع رؤيَة شَيء سِوى ظَهرِه وَشعرِه الأَشقَر ، يَرتَدِي ذَات الثِيَاب التِي خَرَجَ بِهَا مِن هُنَا ..
أنت تقرأ
سُبلٌ ضَائِقَة .
General Fiction- أينَ السَبيّل ؟ سَبيلٌ لِلمُناجَاة من آعطابِ دُنيايا ؟ ومَا نحنُ فِي دُنيانَا ؟ وَمَا السبيّل لِثلاشِي الأوزارَ و إلتئام شُروخِ أكبادنا ؟ لِتحُلّ أنوار كونّنا الشاسِع عَلى دَيُجورَ ليّلِنَا الظَلِيّمْ .. مَا سَبيّلك يا وَليدَ الشَجِنْ ؟ .. *خَا...