سُبلٌ ضَائِقَة 24

102 11 8
                                    




كُلُ اللذّينَ مَالَ لَهُم قَلبِي .. أَمَالُوه !


اليَوم وَعدتُ سِينثِيَا أنَيّ سَأذهَب بِهَا إِلى مَوعِد فِي إحدَى حَدَائِق فَرنسَا العَرِيقَة .. آه أشعُر بِالرَاحَة وَ الخَوف فِي آنٍ وَاحِد ! قَلبِي مَشغُول عَلى جِيمِينْ ! مَضت ثَلاثَةَ أشهُر بالفعل و آبِي يحشرنِي !.. اليَوم سَيكُون يَومنَا الأخِير هُنَا ! لا أحد يعلَم بَعد بأنَي جهزت للسَفرة فجر الغَد ، سَأعُود أنَا وَ سِينثيَا غدًا وَلا مَجَال للتَآجِيل ،

الخَوف بَدأ يتَأججْ فِي دَاخِلِي ! الخَوف مِن تِلكَ المتَاهَة التِي تُصنَع بِداخِلك وَلا تَعرِف طرِيقًا للخُروج ..

وَهَا أنَا ذَا أَقِف أمَامَ مِرآة الخِزَانَة أُغلِقُ أزرَار قَمِيصِي الأَبيض تَوقفت عَن إغِلاق الأزرار وَ إنجَرفَت يَدِي بِبط حَول مَا ذَاك السِلسَال الذّي مَازَال يُحِيط عُنقِي ، قَلبِي تَائِه كمَا مَشَاعِرِي ! لاَ أعرِف كَيف أَصِف هَذِه المَرحَلة ! إنهَا تتَأرجَح بينَ الرَغبَة وَ البُعد ! أبتَسِم طَوَال اليَوم وَ يَصفَعنِي عَقلِي بِذَكرَاك فِي كُلِ مَرّة أضع فِيهَا رَأسِي عَلى الوِسَادة !

يَلفَحنِي هَمسُ رِيَاحك البَارِدَة كالنَغَم المُبعثَر فِي الروح، يُوقِظ شُعورَ الرَغبَة وَالأَلم بِدَاخِلي ، أُكوَرُ سَاقَايّ مِن الأَلم الذّي يُصِيب مَعدتِي ، أهذَا غَضب مِنكِ يَا لُوسِينِي أم عِتَاب؟ تَحعَلِين عَقلِي يُثرَثر بِك ولِسَانِي يُخِطيء فِي لَفظِ أسماءِ الإِنس ولا يُصِيب إِلا بِإسمِك ؟

فَقَط إِسمك وَحدِكْ مَن يَعشَق عَقلِي وَينطُق بِه لِسَانِي ..

وَ إِن مَرَّ إِسمُك عَابِرًا يَزدَاد مِن فَرط الحَنِين تَوجّعِي ،

بِهمسٍ تَقتُلِينِي وَ بِلا صَوتٍ أُنَاجِيك أنْ تَغفِرِي لِقلبِي الغَادِرْ أنْ تَرحمِي نَفسِي التِي تُكَابِد وتتحمّل !

نَفضتُ رَأسِي أُبعثِر سَواد المَشَاعر الذّي إِشتعَل دَاخِلِي ، أنهَيتُ إغلاَق أزرار قَمِيص البذلَة مُسرعًا ، تَوجهتُ مُسرعًا نَاحِية بَاب الخِزَانه أبحَث فِيهَا عَن رَبطَة عُنق تتَماَشى مَع لَون السُترَة ، بَقيتُ أنبُش بينَ الأغرَاض حَتى سَقطت زُجَاجَتَي مِن العُطور ! اللعنَه !! أُجفِلت لِصوت الإرتِطَام القَوِي اللعنه !!

تَوجهُت مُسرعًا أركُض سَاحِبًا مِنشَفة شَعرِي لِأنحنِي بِجَسَدِي أرضًا وَأبدَأ بِلملَمة نَثرات الزُجَاج وَ قِطعه الكَبِيرة ! اللعنَه مَاذَا لو دَخَلت إحداهم فِي قَدم سِينثيَا ! بَقِيتُ أُجمع قِطع الزِجَاج بِالمِنشَفة التِي إِمتألت بميَاه العُطور التِي إمتَصتهَا !

سُبلٌ ضَائِقَة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن