خرابيش 1

568 35 78
                                    

خربشات

كان هنالك فتاة شابة تجلس على طرف السرير قبل ان تنهض و تلمس بأطراف اصابعها الدقيقة غلاف الكتاب على الطاولة و ابتسمت بشكل حلو ..

لقد حان الوقت الذي انتظرت قدومه منذ اعوام ، لقد تخيلت هذا اليوم كل ليلة !

ما الذي سترتديه ؟! كيف ستقف ؟! كيف ستبتسم في وجه الكاميرا ؟!

و هل سيأتي لرؤيتها ؟!

تساءلت حقا ، هل سيجرؤ على المجيء ؟! ام سيعتذر بأي عذر كرجل نبيل ولن يأتي ؟!

اذا اتى كيف ستراه ؟! كيف ستعرفه ؟! سيعرفها هو حتما بسبب تجمع الناس حولها ولكنها لن تعرفه الا اذا عرف بنفسه ..

هذا ليس عادلا !

عند التفكير بأنه فقط من سيتمكن من رؤيتها شعرت بالاستياء و الغيض ، ولكن فكرة شيطانية خطرت على بالها ..

اتجهت الشابة نحو الطاولة المجاورة للباب و فتحت الدرج و امسكت بالعلبة التي كانت فيه بابتسامة ماكرة ..

تزامنا مع ابتسامتها اضاءت شاشة هاتفها لتلتقطه على عجل بعد ان رأت الرسالة التي وصلتها لترد " اهلا ، كيف حالك ؟!"

" بخير و الحمدلله لله ! " رد عليها و لكنه رد لنفسه ' بخير طالما كنتِ انتِ بخير '

" يسعدني سماع ذلك ! " ابتسمت الفتاة الشابة و ردت بلطف

" كيف كان يومك ؟! " سأل باهتمام و تطلع لسماعها تتحدث
" لم يبدأ يومي بعد ، ولكن اراهن انك تعلم اني متحمسة جدا ! "

" اذن اسمحي لي ان اسألك ، هل انتي مستعدة ؟! " سأل بجدية
" لقد ولدت مستعدة ! " ردت الفتاة بابتسامة واثقة

" متى ستذهبين اذن الى هناك ؟! " سأل مغيرًا الموضوع
" اظن بأن ربع ساعة كافية لأفعل ذلك ! " ردت الشابة بهدوء

" انتبهي لنفسك ، و احترسي من ال...، انسي ذلك ! " ذكر الشابة بأن تنتبه لنفسها وكاد ان يشتم دون ان يدرك

" هل لديك اوامر اخرى ؟! " ردت الشابة بمرح و انتظرت الرد من الطرف الاخر

" هل يمكنكِ ابلاغي بعودتك عندما تنتهين و تعودين الى المنزل ؟! " سأل الشاب بجدية
" لا بأس بذلك ، ولكن الن تأتي حقا في النهاية ام ستبقى تراقب الوضع من هاتفك ؟"

" انا لا اعلم ما الذي يجدر بي قوله ! " رد الشاب معتذرا
" لا بأس ، ما انتظره منك هو فعل و ليس قول ! " ردت الفتاة بهدوء

" مع السلامة! " قال الشاب عندما لاحظ مرور الوقت
" اراك لاحقا ! " ضحكت الفتاة بخفوت قبل ان ترد و ترمي هاتفها على السرير

رفعت الشابة شعرها البني الطويل بيديها و ربطته على شكل ذيل الحصان بشريطة من على الطاولة ، ومن ثم توجهت الى الخزانة و نظرت لملابسها الفاخرة و الباهظة بفخر ..

" هذا ما سأرتديه ! " اخرجت الشابة قميص حريري نبيذي اللون و بدون اكمام مع بنطال كريمي خفيف زين بحزام فاخر و اخيرا عباءة سوداء رسمية

بعد مدة من الزمن ، ارتدت ملابسها بالاضافة الى بعض الاكسسوارات على يدها و تأكدت من وضع قلمين احتياط في حقيبتها قبل ان تضع القليل من مساحيق التجميل و تغطي وجهها ..

" سأذهب الان ! "

' انا حقا احب نفسي ' قالت الشابة عندنا رأت مظهرها برضا

....................................

كان قد وصل اخيرا الى المكان الذي تقرر ان يتم فيه حفل التوقيع لكتابها ، مجيئه الى هذا المكان تطلب منه الكثير من الشجاعة و الجرأة ..

كما كان يعتقد بقرارة نفسه انه لن يأتي ، الا ان قدماه قادته الى المكان هذا النهاية !

فتح الشاب الباب ليسمع صوت الموسيقى الهادئة التي كانت ممتزجة بثرثرة الناس المتواجدين في المكان ، وفي زاوية معينة كان هنالك تجمع كبير من الناس الذين يصطفون في الطابور منتظرين دورهم ..

ترا ما الذي سيفعله الان ؟!

هل سيكتفي بشراء مشروبها المفضل و يعود للمنزل ؟!

ام سيتقدم و يذهب ناحيتها و يفاجئها ؟!

كانت تغطي وجهها الذي طالما امتدحت جماله بغطاء اسود و لم يظهر شيء خلاف عينيها البنية الواسعة التي كانت تلمع و تبتسم و ترفرف برموشها احيانا دون ان تشعر ...

هل اخبرها يوما ما انه كان يتوق على وجه الخصوص لرؤية عينيها ؟!

لم يعتقد انه فعل ، ولكنه كان محقا عندما راهن انها ستكون فاتنة و ساحرة بقدرها هي !

مجددا لم يرى نفسه سوى وهو يقف اخيرا امامها و يضع كتابها الذي اقتناه قبل دقائق معدودة من الرف ، بينما رفعت هي رأسها الذي كان محنيا اليه و حدقت به بفضول ..

كان من الواضح انها لم تعرفه ...

و لم تكن معرفتها له امرا متوقعا من الاساس !

" الاسم الكريم ؟! " سألته بصوت هادئ ليسمع صوتها الذي قد تخيله احيانا عندما كان يقرأ رسائلها

" الم تعرفيني ؟! " قال بصوت رجولي لتذكر كلمات لم تنسها ابدا و تبتسم بإشراق

' الم تعرفني ، انا **** ' كانت قد اخبرها انها قالت ذلك في حلمه

" لقد انتظرتك كثيرا ! " قالت بصوت حلو و اصبحت عيونها محنية كالهلال

................................................
ثرثرة الكاتبة:

ان شاء الله اليوم بدلعكم و بنشر لكم بعض خربشاتي 🌝👍🏻💕

شرايكم بالخربوشة ذي 🌝

ان شاء الله اعجبتكم ؟!

كيف تحسو بعد ما قرأتوها ؟

ينفع تصير رواية ؟

وبس ، مع السلامة 👋🏻

خرابيش ريجينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن