خربوشة52

34 4 8
                                    

خربشات

خلف باب موصد باحكام وفقت شابتين في اتجاهين مختلفين ، احداهن كان داخل الغرفة المغلقة و الاخرى خارجها و تحاول الدخول ...

" إليزابيث ماير ، افتحي الباب قبل ان احطمه !" صرخت الشابة في الخارج بصوت عالي و اشقعر بدن الاخرى

" انا لن افتح الباب روز ، انا اريد البقاء وحدي !" ردت إليزابيث بصوت واضح و جعدت روز حاجبيها بسخط

" ابتعدي اذن ، سأحطمه و ادخل !"

لم تتدخل الخادمة الخاصة بمنزل ماير ابدا بين الانستين ولم تمنع روز من تحطيم الباب بل و بادرت في امساك حقيبتها ...

" روز .. هل جننتِ ؟! اتركي الباب مكانه ف انت ستتألمين !" شعرت الاخرى بالذعر و ناشدت صديقتها المقربة بجدية

" لقد سبق ان حطمت بابين قبله ، لن يحدث شيء لي انا !" ردت روز قبل ان تأخذ نفسًا عميقًا و تستعد لخلع الباب

" مهلا انتظري .. اههه !" لم تستمع روز لكلمات اليزابيث و مدت ساقها باستعداد لتحطيم الباب ولكنها وقعت على صديقتها التي فتحت الباب فجأة

" اوه يا عزيزتي ، آنا آسفة .. هل تأذيتِ ؟!" نهضت روز من اعلى جسد صديقتها و تفقدتها بقلق

" انا بخير .. اهدئي !" تنهدت إليزابيث قبل ان تتحدث

" حمدًا لله .. انا مسرورة !" تنهدت روز اخيرا بارتياح و ابتسمت بسرور

" دعينا نجلس على الاريكة !" نهضت إليزابيث و نفضت فستانها قبل ان تمد يدها الى روز

نظرت روز بارتياح الى وجه صديقتها الجميل ، و امسكت بيدها بقوة و نهضت بمساعدتها ..

إليزابيث ماير ، كانت التجسيد الحقيقي للسيدة النبيلة الجميلة ..

بدءً من جمالها و ذكائها و لباقتها ، نهاية ب العلاقة المدمرة و التقليدية بين والديها الأثرياء..

" الا تعلمين كم كنت قلقة من ان تؤذي نفسك ، لقد كنت على وشك ان افقد عقلي طوال الطريق !" وبخت روز التي بدت ك ام اكثر من صديقة إليزابيث

" انا لن اؤذي جسدي بسبب رجل !" ردت إليزابيث وهي تتظاهر بالثقة

" بسبب هذا الرجل اخذتك قبل سنوات الى المستشفى ، ام نسيتي كيف قطعتِ يدك ؟!" توهجت عيون روز بسخط و بلعت إليزابيث ريقها وهي تشعر بالخوف

" روز ، لقد كنت طفلة وقتها !" حاولت إليزابيث الدفاع عن نفسها في النهاية

" لقد كنتِ في سن يسمح لكِ بالتمتع بالحس السليم إليزابيث ، ولكنك- انا حقا اكره هذا الرجل !"

" ولكنني احبه كثيرا !" عندما قالت إليزابيث كلماتها اصبح وجه روز داكنًا

" لقد اخبرتك مرارًا ان كل هذا مجرد وهم ، انتِ تتوهمين انكِ تحبينه و يحبك !" حاولت روز ان ترد بهدوء لكن العصبية كانت واضحة في نبرتها

" هذا ليس صحيحًا !"

" بل هو كذلك ، لقد كنتُ معك في ذلك الوقت إليزابيث و قرأت بعد ان قبضت عليكِ متلبسة كل كلماته !

لقد كنتِ تتوهمين ان اهتمامه القليل ذاك كان حبا ، وقد اغمضتِ عينيك عن كل ما يجعلك تصدقين انه لا يبادلك الشعور نفسه ! "

" ايليه-" اعترضت إليزابيث ولكن روز قاطعتها

" هو لم ينظر اليك ك امرأة يحبها يومًا !"

" روز ! " امتلئت عيون إليزابيث بالدموع ولم تكن راضية بما سمعته

" إليزابيث ، لقد اخبرتك مسبقًا بذلك ، الرجال ليسوا مثلنا ! الرجال منذ المرة الاولى يعرفون اذا كانو يريدون الارتباط بالمرأة مقابلهم ام لا !"

"وما الذي يعنيه هذا ؟!" سألتها مجددا بعبوس طفيف و ابتسمت روز بخفوت

" يعني .. يعني ان الرجال لا يحتاجون وقت ليعلم ان كان يريدك كزوجة ام لا ، هذه حقيقة يجب ان تعترف فيها نساء العالم !

فهم على عكسنا تماما .. نحن النساء نحتاج وقت للتأكد من صحة مشاعرنا و مشاعر الرجل امامنا ، الرجل من اول كم ساعة .. دقيقة ، من اول لحظة و ان كان كثيرا ف سيكون بضعة ايام ليعرف و يقول في نفسه ان كان يريد الزواج منك !

واذا كان لديه الجرأة و المقدرة و الاستطاعة المادية ف سيخبرك مباشرة انه يريد الزواج منك او التقدم اليك ! "

" ماثيو .. هل فعل ؟!" سألتها إليزابيث بخجل و تورد خذ روز التي سعلت وهي تحاول ان تبدو اكثر جدية

" لقد فعل ذلك ، ولكنه تطلب الكثير من الوقت .. انا وماثيو كنا لا نزال طالبين و شابين في بداية الحياة عندما تعرفنا على بعضنا ، لقد كان يلمح لي احيانا انه يحبني ...

وبغض النظر عن كوني كنت اسعد برؤية محاولاته الا انني اردت دائما سماعها منه ، قد يكون الامر لا يشبهني انا التي اقول في كل مكان ان قلب الرجال مائل و انكِ لا تستطيعين ان تثقي بهم ..

الا انني كنت اثق به ولا اخاف كثيرا عندما اكون معه ، كان البقاء معه يمنحني الارتياح و الاطمئنان ، لقد بدا الامر كما لو انني اعلم انه حتى لو انتهى كل شيء بيننا في ذلك الوقت ، انه لن يقوم باحزاني او تهديدي بشي !"

" لقد فهمت ! " ابتسمت إليزابيث ب اشراق و وضعت يدها فوق يد روز بلطف

النهاية ~

خرابيش ريجينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن