خرابيش 17

65 8 33
                                    


كانت الشابة تقف مع مجموعة من الشباب و الشابات عند مطعم فاخر للاحتفال بنجاح فعالية الجامعة التي اداروها ، و رافقهم بعض الاساتذة و المعيدين ...

(المعيد هو طالب درس التخصص و بقى في الجامعة وصار يدرس المستجدين - اقل رتبة من الدكتور -)

وجلست الشابة في صف الفتيات وكانت تقابل الشاب مباشرة ، و لكن بينما كان الشاب يراقب تحركاتها باهتمام لم تعره الشابة اي نظره ..

ولا حتى واحدة !

" ايان هل تستطيع تمرير الملح لي !" رغم ان الملح كان اقرب الى الشاب الا انها طلبته من الرجل الذي يجلس بجانبه الا ان ماثيو كان اسرع و سلمها الملح

" شكرا ايها المعيد ماثيو ! " رسمت الشابة ابتسامة قسرية على وجهها

" لم يكن بالشيء الكثير آنسة روز ! " رد ماثيو بهدوء و رسمية كما انه لم يكن يعرفها سابقا

وتصاعد الانزعاج حتى غمر جسدها بأكمله و شعرت بالحرارة ، ولذلك رفعت شعرها المسدل على كتفيها و رفعته كذيل الحصان للاعلى لتبرز رقبتها البيضاء و تجعل بعض الشبان يبتلعون ريقهم ...

" روز .. انتِ حقا جميلة ، انا معجبة جدا بك ! " اشادت الفتاة ذات النظارات الكبيرة و الشعر المجدل الاسود

" شكرا لك بيلا ، انتِ ايضا ستبدين اكثر جمالا ان احدثتي بعض التغييرات في مظهرك ! " ابتسمت روز و تحدثت بثقة

" انا لست متأكدة من هذا ! " عدلت بيلا نظاراتها و تحدثت بصوت خافت و قلة ثقة

" ولكنني افعل ، هل تسمحين لي ؟! " ردت روز بشكل واضح و اثارت انتباه الجميع نحوها

" اهه ، نعم بالتأكيد ! " قالت بيلا وهي ترمش بتفاجئ

نزعت روز نظارات بيلا و استبدلتها بعدسات لاصقة جديدة كانت في حقيبتها و اسدلت شعرها الاسود و صففته جيدا قبل ان تطبق لها القليل من مساحيق التجميل لتصبح اشبه بدمية و سلمتها مرآة لترى مظهرها الجديد ..

" ما رأيكم بها الان ، انا استحق التصفيق ! " ابتسمت روز بثقة و نظرت الي الشاب بشكل خاص اخيرا

استقبلت روز الكثير من التصفيق حتى ان بعض الشبان كانو متحمسين و قامو بالتصفير بصوت عالي وهذا حتما لم يعجب الشاب ..

مع مرور الوقت زاد اهتمام الجميع في روز و نبت الاستياء على وجه ماثيو عند رؤية الشبان الذين كانو يحاولون التقرب منها ، و لذلك تبعها للخارج عندما خرجت لاستنشاق الهواء ..

" روز ! " نادى ماثيو روز التي كانت تنظر الى الشارع بهدوء

" نعم ايها المعيد ماثيو ! " التفتت اليه و كانت تبتسم بهدوء كما لو كانت تتوقع مجيئه

" انتِ تعاملينني كما لو كنت غريبا عنك ! "

" الم تكن انت من قال اننا غرباء من بعد تلك اللحظة ، لما تتصرف كما لو انك خطيبي و تغار علي ؟! "

لم يرد الشاب على كلماتها ولكنها اقتربت منه و عدلت سترته بعناية قبل ان تقف على اطراف اصابعها لتزيد من طولها و تضع يديها على كتفيه باهمال و تقترب لتهمس في اذنه قائلة " ماثيو ، لقد اخبرتك انني لن اقدم لك استثناءً كذاك مرة اخرى ! "

" انا احاول فقط حمايتك ، لما لا تفهمين ؟! " سألها ماثيو بجدية و انزل يديها عن كتفيه

" من انت ماثيو ؟! انت لست ابي او اخي ، انظر الي يدي هل ترا خاتما ؟! انت لست خطيبي حتى ! "

" ......" كان ماثيو هادئا ولكن نظراته كانت تبوح بالكثير و لذلك شعرت بالضعف عندما نظرت اليه

" انا راحلة لا تتبعني ، لقد سئمت منك ! " ردت روز بعصبية وهي تحاول كبح دموعها و لذلك عندما تحركت لم تنتبه للسيارة المسرعة التي كانت ستصطدم فيها قبل ان يدفعها ماثيو الى بر الامان ، ولكنه لم يستطع التحرك بسرعة ولذلك اصطدمت السيارة به و نزف رأسه بغزارة ..

" ماثيو ! " اسرعت روز نحوه و وضعت رأسه في حظنها و رفعته محاولة ايقاف النزيف بينما تضغط على النقاط ذات ضغط الدم العالي ...

" روز ! " كما لو انه لا يشعر بأي شيء امسك بيدها بلطف وقد كان مطمئنا لكونها بخير و بقي يحدق فيها فقط

" هل انت مجنون ؟! لما ترمي بنفسك الى الموت ؟! " تجمعت الدموع في عيونها و بقيت تضغط عليه 

" اذا مت ستكتبين رواية و ستجعلينني ابقى معك الى الابد فيها ! " قال ماثيو بصوت متعب و تساقطت دموعها بحرارة على خده

" انت ان تموت .. هل تسمعني ؟! لا تغلق عينيك ! " صاحت فيه بصوت عالي و شدت يدها التي تمسكه

" قبل ان اموت ، اريد ان اخبرك بشيء مهم ! " رفع ماثيو يده بضعف و مسح دموعها بلطف

" ماثيو توقف ! " نادته بصوت متألم و ذرفت المزيد من الدموع

" روز انا احببتك دائما ! لقد اذيتك كثيرا و جعلتك تنتظريني كثيرا لذلك انا اسف ! " قال ماثيو وهو يمسح بإبهامه دموعها التي كانت تسقط دون توقف ..

" وانا ايضا ، لقد احببتك دائما و ابقيتك في قلبي طوال الوقت ! " ما ان سمع كلماتها ابتسم بلطف و اغلق  عينيه وهو ينظر اليها فقط

" ... " سقطت يد ماثيو التي كانت تمسح خدها و كان قد اغلق عينيه و شحب وجهه و شفاهه

النهاية~

(ك/ ر : اذا بتلومون احد لومو معلمة الاحياء تبعي ، خلتنا نداوم في الغبار على اساس بتختبرنا و بعدين غابت 💔🙂)

خرابيش ريجينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن