كانت الشابة تجلس في غرفة الجلوس مع والدتها في منزل صديقتها -صديقة الام-، قبل ان تصدر نتائج قبول الدفعة الثالثة في الجامعة .." لقد ظهرت نسب القبول !" قالت الام بعد ان تفقدت موقع الجامعة الاكتروني
" انا .. لم يصلني شيء بعد !" قالت الشابة بوجه مفزوع و جسد يرتجف
كان التفسير الوحيد ..
هو انه لم يتم قبولها !
وكان هذا هو اسوء الاحتمالات حاليا ..
" تعالي الى جانبي !" نادتها الام قبل ان تبدأ بتسجيل بيانات حساب ابنتها في موقع الجامعة
" انا .. لم يتم قبولي !" قالتها الشابة و شعرت بثقل قلبها الذي وقع في اعماق معدتها
" ان هذا مخيب للآمال ، حتى مثل هذه الجامعة العريقة رفضتك !" اصبح وجه الام باردا وهي تنظر الى وجه ابنتها الخائف
" نعم امي !" ردت الشابة ب ايجاز و قمعت مشاعرها
كان من الواضح انه لم يتم رفضها ..
ولكن لم يتم قبولها ايضا !
كانت كلمة " متقدم " جارحة اكثر من كلمة مرفوضة في هذه اللحظة ..
نهضت الشابة من الاريكة التي تجلس عليها والدتها و جلست في اخرى ..
" تشه ، انا اشعر بالصداع بمجرد تخيل ردة فعل الجميع في اللحظة التي اقول فيها انك فشلتي !"
" همم !" همهمت الشابة و لم ترد على والدتها
" انتي ، قد لا تدركين ذلك ولكن .. اعلمي انكِ خسرتي اليوم خسارة كبيرة ! "
لم يكفي انها عاشت تحت ضغوط توقعات الاخرين و استياء والدتها الدائم ..
كانت مأسورة بقيود ثقيلة جدا ، و شعرت انها عاجزة و بدون اية حيلة ..
'تنتابني رغبة بالبكاء !' قالت الشابة وهي تحاول كبح دموعها باتقان لم يفت والدتها
" سأقتلكِ ان بكيتي هنا ، انتِ لن تفعلي شيء سوى احراج نفسك و اظهار فشلك الذريع !" لم تكن الام لتسمح لصديقتها المقربة برؤية فشل و عار ابنتها
" انا لن ابكي !" أومأت الشابة و غيرت ملامح وجهها في ثواني معدودة
عليكِ ان لا تبكي ..
هذه الدموع يجب عليها ان لا تظهر !
انسي كل شيء ..
' لقد فشلتي !' ترددت الكلمة في ذهنها و وضعت يدها على قلبها عندما شعرت بقلبها الذي يعتصر بقوة و تعرقت
لديها الان جامعة واحدة متبقية !
ان لم يتم قبولها فيها ...
ف ستبقى لعام في المنزل ، و لربما لسنوات !
" سأسحب جميع اجهزتك بمجرد عودتنا للمنزل ، و سأحضر لكِ الكتب لكي تدرسي لأجل الاختبار القادم ، ان فشلتي في هذا لن اسامحكِ ابدا !"
" لقد فهمت امي !" ردت الشابة بهدوء
" عزيزتي ، وجهك يبدو شاحبا اشربي الماء !" دخلت صديقة والدتها اخيرا الى الغرفة و مدت عبوة الماء الى الشابة ..
' انا لا استطيع تحريك يدي !' لم تستطع الشابة تحريك يديها و نظرت الى عيون والدتها الحادة
" شكرا لكِ خالتي !" رسمت الشابة ابتسامة لطيفة مزيفة على وجهها بينما تركت صديقة والدتها عبوة الماء على جنب الشابة
' اذا شربت هذا الماء البارد .. هل س أستطيع اخماد النيران بداخلي ؟!' كان الوجه الداخلي للشابة حزينا و مكسورا في الوقت الذي نظرت فيه الى الماء
انا لا اعلم ما الذي علي فعله بعد الان ..
القوى التي كنت املكها تلاشت ..
و بدأت اشعر انه كما لو ان احجارا ثقيلة على ظهري !
النهاية~
![](https://img.wattpad.com/cover/305606530-288-k605853.jpg)
أنت تقرأ
خرابيش ريجينا
Roman d'amourخرابيش ريجينا عبارة عن قصص قصيرة مكونة من فصل واحد او اكثر ، بمختلف انواع الافكار و الأزمان .. في خرابيش ريجينا تقدر تقرأ فصل خفيف لطيف و تطلع بدون ما تكمل كل الفصول إذا قدرت .. خرابيش ريجينا ، هي الإلهام ما قبل النوم ، الافكار السريعة الي ما نقدر ن...