خربوشة53

34 6 3
                                    


كانت الشابة تجلس في غرفة الجلوس مع والدتها في منزل صديقتها -صديقة الام-، قبل ان تصدر نتائج قبول الدفعة الثالثة في الجامعة ..

" لقد ظهرت نسب القبول !" قالت الام بعد ان تفقدت موقع الجامعة الاكتروني

" انا .. لم يصلني شيء بعد !" قالت الشابة بوجه مفزوع و جسد يرتجف

كان التفسير الوحيد ..

هو انه لم يتم قبولها !

وكان هذا هو اسوء الاحتمالات حاليا ..

" تعالي الى جانبي !" نادتها الام قبل ان تبدأ بتسجيل بيانات حساب ابنتها في موقع الجامعة

" انا .. لم يتم قبولي !" قالتها الشابة و شعرت بثقل قلبها الذي وقع في اعماق معدتها

" ان هذا مخيب للآمال ، حتى مثل هذه الجامعة العريقة رفضتك !" اصبح وجه الام باردا وهي تنظر الى وجه ابنتها الخائف

" نعم امي !" ردت الشابة ب ايجاز و قمعت مشاعرها

كان من الواضح انه لم يتم رفضها ..

ولكن لم يتم قبولها ايضا !

كانت كلمة " متقدم " جارحة اكثر من كلمة مرفوضة في هذه اللحظة ..

نهضت الشابة من الاريكة التي تجلس عليها والدتها و جلست في اخرى ..

" تشه ، انا اشعر بالصداع بمجرد تخيل ردة فعل الجميع في اللحظة التي اقول فيها انك فشلتي !"

" همم !" همهمت الشابة و لم ترد على والدتها

" انتي ، قد لا تدركين ذلك ولكن .. اعلمي انكِ خسرتي اليوم خسارة كبيرة ! "

لم يكفي انها عاشت تحت ضغوط توقعات الاخرين و استياء والدتها الدائم ..

كانت مأسورة بقيود ثقيلة جدا ، و شعرت انها عاجزة و بدون اية حيلة ..

'تنتابني رغبة بالبكاء !' قالت الشابة وهي تحاول كبح دموعها باتقان لم يفت والدتها

" سأقتلكِ ان بكيتي هنا ، انتِ لن تفعلي شيء سوى احراج نفسك و اظهار فشلك الذريع !" لم تكن الام لتسمح لصديقتها المقربة برؤية فشل و عار ابنتها

" انا لن ابكي !" أومأت الشابة و غيرت ملامح وجهها في ثواني معدودة

عليكِ ان لا تبكي ..

هذه الدموع يجب عليها ان لا تظهر !

انسي كل شيء ..

' لقد فشلتي !' ترددت الكلمة في ذهنها و وضعت يدها على قلبها عندما شعرت بقلبها الذي يعتصر بقوة و تعرقت

لديها الان جامعة واحدة متبقية !

ان لم يتم قبولها فيها ...

ف ستبقى لعام في المنزل ، و لربما لسنوات !

" سأسحب جميع اجهزتك بمجرد عودتنا للمنزل ، و سأحضر لكِ الكتب لكي تدرسي لأجل الاختبار القادم ، ان فشلتي في هذا لن اسامحكِ ابدا !"

" لقد فهمت امي !" ردت الشابة بهدوء

" عزيزتي ، وجهك يبدو شاحبا اشربي الماء !" دخلت صديقة والدتها اخيرا الى الغرفة و مدت عبوة الماء الى الشابة ..

' انا لا استطيع تحريك يدي !' لم تستطع الشابة تحريك يديها و نظرت الى عيون والدتها الحادة

" شكرا لكِ خالتي !" رسمت الشابة ابتسامة لطيفة مزيفة على وجهها بينما تركت صديقة والدتها عبوة الماء على جنب الشابة

' اذا شربت هذا الماء البارد .. هل س أستطيع اخماد النيران بداخلي ؟!' كان الوجه الداخلي للشابة حزينا و مكسورا في الوقت الذي نظرت فيه الى الماء

انا لا اعلم ما الذي علي فعله بعد الان ..

القوى التي كنت املكها تلاشت ..

و بدأت اشعر انه كما لو ان احجارا ثقيلة على ظهري !

النهاية~

خرابيش ريجينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن