خربوشة 29

38 4 22
                                    

كان الشاب قد رافق خطيبته في رحلتها مع عائلة والدتها للمرة الاولى ، وكان حريصا على ان يبدو لائقا بخطيبته الثمينة في كل لحظة ..

" انت ، تعال معنا الى الصيد !" نظر اليه زوج خالتها الذي كان صيادا بارعا من الاعلى للأسفل بعيون حادة
" انا لا اعتقد انه يستطيع فعل ذلك خالي ! " امسكت الشابة بقميصه بقوة كما لو كانت تحثه على البقاء

" لا بأس روز ، سأكون برفقة عائلتك لذلك لا داعي للقلق !" سحب الشاب يدها بلطف و قال بصوت مطمئن ولكنها لم تكن راضية

كونك معهم مشكلة ..

في هذه العائلة التي تقدر نساءها بشدة ، هل ستكون على ما يرام ؟!

انت حتى لا ترى نظراتهم التي تفترسك كما لو كنت صيدهم ..

" عزيزتي روز ، بنية خطيبك قويه وانا لا اظن انه ضعيف او عاجز حتى عن اصطياد ارنب ! " كان زوج خالتها يحني عينيه كما لو كان يبتسم ولكن روز فهمت الإهانة الموجهه لماثيو

" انا يكفيني ان تعود سالمًا ، لست مجبرا على صيد اي شيء معهم !" قالت روز لماثيو بجدية

" سأعود اليك سريعا روز !" حاول ماثيو طمأنتها ولكنها لم تستطع ان تتوقف عن القلق بشأنه

" لقد فهمت ! " اجبرت روز نفسها على الابتسام و لوحت اليه بينما يتبع رجال عائلتها

" روز عليكِ ان تأتي و تساعدينا في الطبخ ! " قالت خالتها التي كانت تحمل قدر ضغط كبير
" انا اتيه خالتي !" قالت روز قبل ان تنهض و تشمر ذراعيها استعدادًا للطبخ

...........................

كان الظلام قد حل ، وعاد الجميع بدء من خالها الى ازواج خالتها و اخوتها و جدها ، ولكن ماثيو لم يكن في الافق و كانت هي قلقة من وقوع حادث اليه في اطراف الارض ، لذلك ارادت الذهاب الى مناطق الصيد للبحث عنه ..

ولكنه اتى اخيرا و سرعان ما ركضت اليه بقلق شديد و جذبت اهتمام الجميع نحوها ، و كان البعض يفكر كيف ان خطيب الحفيدة الاولى و الغالية يمكن ان يكون عديم الفائدة..

" انا اسف لقلقك ، لقد اردت حقا ان اعطي هذا لك !"

لم يكن ماثيو يتحدث سوا عن تاج الغار ، لكن روز التي نظرت فقط الى ماثيو لم تكن سعيدة و بدت مظلمة الى حد ما ..

" انا اقدر ذلك ، لكنني لم ارغب به !" كان صوت روز باردا و جافا
" روز .." ارتبك ماثيو عند سماعها

" انا فقط .." كانت قد طأطأت برأسها و حاولت كبح دموعها في الوقت الذي امسكت فيه كم قميصه

" كان يكفيني ان تعود مع الجميع سالمًا!"

انه لا يعلم كم كانت تكافح لكي لا تحدث اي فوضى في الوقت الذي كانت قلقة فيه بشده عليه ، ولكنه في النهاية اتى اليها بابتسامة بلهاء و تاج الغار ..

خرابيش ريجينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن