خرابيش 19

48 8 31
                                    

هذي تتمة للأحداث بعد حادث ماثيو

في غرفة عادية في مستشفى المدينة ربط جسد الشاب بعدة اجهزة ، ومنها جهاز المؤشرات الحيوية التي كانت تسمع فيه الشابة التي كانت تجلس على الكرسي المجاور للسرير نبضات قلبه ..

كانت ملابسها ملطخة بدماءه و زوايا عيونها محمرة اثر كثرة البكاء ، كانت يدها تشد على يده و عيناها تتظران اليه فقط ..

" هل انتِ الفتاة التي قام بحمايتها ؟!" ظهرت من خلفها سيدة في الاربعين و وضعت يدها على كتف الشابة

" نعم .." ردت الشابة بصوت خافت و بدت محرجة عندما ادركت ان السيدة والدة الشاب اتت

" طفلتي الجميلة ، من الجيد انه قام بإنقاذك ولم تموتي شابة ! " مسحت السيدة الدموع في وجه الشابة و ربتت على رأسها

" ولكن-" كانت الشابة ستتحدث الا ان السيدة قاطعتها

" لا داعي للقلق او الحرج ، ابني قوي للغاية ولن يموت بسبب ضربة كهذه ! " اكدت السيدة بابتسامة مطمئنة و مرت سلسلة طفولة ابنها المشاغب في رأسها

" روز ! " نادى الشاب باسم الشابة بينما بدا انه على وشك ان يسترد وعيه و اتسعت عيون الشابة و ارادت قتله لأنه قام بمناداتها امام والدته دون اي حرج او احراج ..

ولكن لم يبدو على الام الدهشة او التفاجئ عند سماع الاسم بل و بدا انها كانت معتادة و تتوقع حدوث ذلك ، مما بعث نوعا من الريبة و الشك بداخلها حول اشياء كثيرة وكانت تنظر تارة الى الشاب و تارة الى والدته  ..

" روز .. روز ، يا حبيبتي ! " كان الشاب يناديها بصوت حلو ولكن لم يبدو انه استرد وعيه تماما

عند رؤيته يناديها بهذا الشكل ، لم تستطع الشابة ان تتعاطف معه او تتأثر بل و شعرت برغبة باسترداد دموعها التي ذرفتها عليه و طعنه بقوة لانه لم يخجل من ان يناديها بهذا الشكل ...

كوني عاقلة روز ...

هل ستقتلين رجلا مريضا بسببك ؟!

انه ليس في وعيه ولا يدرك ما يفعله !

" روزي .. ! " قال الشاب وبدا انه يحاول فتح عينيه و امسك بيدها التي كانت قريبة بقوة ليصبح وجه والدته جامدًا و باردًا مما جعل العرق يسيل على طول ظهر الشابة

" والدتي ! " فتح الشاب عينيه و تفاجأ بوجه والدته الذي كان ينظر اليه و سرعان ما افلت يد الشابة و جلس بتهذيب

انها مسيطرة !

" ماثيو ، طفلي العزيز ! " تحول وجه والدته الجامد الى وجه مشرق يحمل ابتسامة خبيثة مستمتعة مما جعله يرجف و يبلع ريقه

" نعم والدتي ! " رد الشاب بصوت واضح كما لو كان جنديا مستجدا

' انها قدوتي ! ' لمعت عيون الشابة باعجاب وهي تنظر للام و تذكر الشاب كيف كانت الشابة تبدي اعجابها بوالدته عندما كان يتحدث عنها معها في الماضي ..

خرابيش ريجينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن