خربوشة 66

54 3 4
                                    


في مستشفى خاص في وسط المدينة ، وفي غرفة مخصصة للشخصيات المهمة كانت سيدة جميلة تنام على السرير بينما يقف فوق رأسها رجل وسيم ذو طول فارع و يرتدي بدلة باهظة الثمن..

" كلا .. ارجوك .." بدأ جسد السيدة الجميلة يرتجف اثناء نومها و كانت تتمتم بكلمات متقطعة

' انها هناك !' 

' اطلقو عليها النار ! ' كانت السيدة الجميلة ترا مشاهد متقطعه لأشخاص يحاولون الامساك بها بينما كانت تركض بهلع

" كلا ! " فتحت السيدة عينيها و صرخت بصوت عالي وهي تمد يدها في الهواء

" آرينا ما الأمر ؟! هل انت بخير ؟! " سأل الرجل الوسيم و لكن السيدة لم تكن في وعيها بعد و شعرت بالدوار

" اهه .. انا .. فقط .." كانت تتمتم بشكل غير مفهوم و كانت صورته مشوشة في عينيها

" ماذا ؟! " شعر الرجل بالارتباك عند رؤيتها بهذا الحال

" آنا آسفه !"لكن آرينا مدت يدها و تشبثت في سترته مما فاجئه

"......" كان ينظر اليها بارتباك و يداه لا تزال مرفوعتان في الهواء عوضًا عن احتضانها

" انا حقا آسفه ! " تمتمت ارينا بينما كان جسدها يرتجف

" هاه ؟! "  قالها بابتسامه و وضع يده اليمنى على ظهرها ليدعمها بينما كانت يده الاخرى تمسك بمؤخرة رأسها و قبل مقدمة شعرها

انه ترحيب غير متوقع !

" انا آسفه !" رددت آرينا دون توقف ولكنها لم تكن في وعيها بعد

بعد معرفتي انها على قيد الحياة ، تخيلت لقاءنا مجددا مئات المرات ..

ماهي اول كلمه ستخرج من فمها عند رؤيتي ؟!

كيف ستشعر ؟

مصدومة ، سعيدة ، خائفة ؟!

كنت افكر في الصراخ و الغضب ، كيف لها ان تتركني طوال هذا الوقت و تهرب ؟!

لكن عندما عثرت عليها اصبح كل شيء اكثر هدوءً و اخذت وقتي ببطئ لألتقي بها مجددا رغم انني كنت اتوق اليها طوال السنوات الخمس الماضية ...

لقد تألمت كثيرا بعد رحيلها ، و عانيت كثيرا !

ولكن ..

كيف يمكنني ان اغضب عندما اراها تتمسك بي جيدا و تعانقني ؟!

" هل جسدك بخير ؟! سألها باهتمام و مسح شعرها بلطف و عنايه

الامر اشبه بالعودة الى الوراء ..

"سأتصل بالطبيب حتى يجري لكِ فحصا ! " قال وهو يدفع كتفها برفق

" انا اسفه لكوني استمر بإزعاجك-" قالت وهي تدفعه عندها بباطن كفها

"ما الذي تقولينه انتِ-" كان يريد توبيخها لقد كانت ثمينه اليه لدرجة انه لا يمكن وصف افعالها كمصدر ازعاج له ..

" لويس..." عند سماع اسم رجل اخر يخرج من شفتيها تصلب جسده

لقد كانت بين ذراعيه و لكنها تنادي باسم رجل اخر ..

" انظري الي ! " كان صوته يحتوي على نبره امره و شيء من السخط

" ... " رفعت رأسها و توسعت عيناها عندما نظرت اليه

" من أكون ؟! " كان غاضبا بشدة و يجعد حاجبيه باستياء

" الرئيس .. كيف يمكن.." كانت تحول تذكر ما حدث قبل ان تستيقظ دون جدوى

" الا تتذكرين ؟! كيف فقدتي وعيك داخل المعرض و سقطت بين يدي ؟! " كان صوته يأتي بنبره بارده

" انا لا اعلم لما الرئيس هنا ، هل هنالك شيء اساعد فيه ؟! " شعرت آرينا بالتوتر عند رؤيته يشد كفه بقوة

" اجيبيني ، قبل 5 سنوات .. لماذا اختفيتي ؟! "

انا لا اتذكر شيئا ..

انا لا اعرفه حتى !

" انا اسفه لكني لا اتذكرك .." اعتذرت ارينا بصدق

" هل فقدتي ذاكرتك ؟! " كان يدلك صدعه و كان يسألها بصوت منزعج

" اجل ، انا تعرضت لحاد-"

" تبًا ، لقد بدأت هذه المسرحية السخيفة مجددا .. انا اكره هذا !" اشاح ببصره عنها و كانت عيناه تحملان الكثير من الاحباط

" انا اسفه .. " طأطأت آرينا برأسها و اعتذرت بصوت خافت

" انتِ كيف يمكنك فعل هذا بي ؟! " فجأة اسرع نحوها و امسك بكتفيها بعنف

" انا لا اعرف ..." كانت مرتبكة من ردة فعله و تشعر بالالم

" طوال الخمس سنوات الماضية ؟! هل تعلمين ما مررت به ؟! كم عانيت و شعرت بالذنب لأنني شعرت انني السبب في موتك ! " كانت يداه ترتجفان و عيناه بدأت تمتلئ بالدموع

" انا حقا اسفه ، لكنني لا اتذكر اي شيء !"

" انا اكرهك ! " قالها وقد ترك كتفيها و اعطاها ظهره

لقد عانا طوال السنوات الماضية ، و لم ينظر لامرأة غيرها حتى وهو يؤمن بكونها ميته ..

احبها اكثر من اي شيء في العالم ..

لكن الان ، هو مجرد غريب بالنسبة لها !

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 27, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

خرابيش ريجينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن