في مستشفى خاص في وسط المدينة ، وفي غرفة مخصصة للشخصيات المهمة كانت سيدة جميلة تنام على السرير بينما يقف فوق رأسها رجل وسيم ذو طول فارع و يرتدي بدلة باهظة الثمن.." كلا .. ارجوك .." بدأ جسد السيدة الجميلة يرتجف اثناء نومها و كانت تتمتم بكلمات متقطعة
' انها هناك !'
' اطلقو عليها النار ! ' كانت السيدة الجميلة ترا مشاهد متقطعه لأشخاص يحاولون الامساك بها بينما كانت تركض بهلع
" كلا ! " فتحت السيدة عينيها و صرخت بصوت عالي وهي تمد يدها في الهواء
" آرينا ما الأمر ؟! هل انت بخير ؟! " سأل الرجل الوسيم و لكن السيدة لم تكن في وعيها بعد و شعرت بالدوار
" اهه .. انا .. فقط .." كانت تتمتم بشكل غير مفهوم و كانت صورته مشوشة في عينيها
" ماذا ؟! " شعر الرجل بالارتباك عند رؤيتها بهذا الحال
" آنا آسفه !"لكن آرينا مدت يدها و تشبثت في سترته مما فاجئه
"......" كان ينظر اليها بارتباك و يداه لا تزال مرفوعتان في الهواء عوضًا عن احتضانها
" انا حقا آسفه ! " تمتمت ارينا بينما كان جسدها يرتجف
" هاه ؟! " قالها بابتسامه و وضع يده اليمنى على ظهرها ليدعمها بينما كانت يده الاخرى تمسك بمؤخرة رأسها و قبل مقدمة شعرها
انه ترحيب غير متوقع !
" انا آسفه !" رددت آرينا دون توقف ولكنها لم تكن في وعيها بعد
بعد معرفتي انها على قيد الحياة ، تخيلت لقاءنا مجددا مئات المرات ..
ماهي اول كلمه ستخرج من فمها عند رؤيتي ؟!
كيف ستشعر ؟
مصدومة ، سعيدة ، خائفة ؟!
كنت افكر في الصراخ و الغضب ، كيف لها ان تتركني طوال هذا الوقت و تهرب ؟!
لكن عندما عثرت عليها اصبح كل شيء اكثر هدوءً و اخذت وقتي ببطئ لألتقي بها مجددا رغم انني كنت اتوق اليها طوال السنوات الخمس الماضية ...
لقد تألمت كثيرا بعد رحيلها ، و عانيت كثيرا !
ولكن ..
كيف يمكنني ان اغضب عندما اراها تتمسك بي جيدا و تعانقني ؟!
" هل جسدك بخير ؟! سألها باهتمام و مسح شعرها بلطف و عنايه
الامر اشبه بالعودة الى الوراء ..
"سأتصل بالطبيب حتى يجري لكِ فحصا ! " قال وهو يدفع كتفها برفق
" انا اسفه لكوني استمر بإزعاجك-" قالت وهي تدفعه عندها بباطن كفها
"ما الذي تقولينه انتِ-" كان يريد توبيخها لقد كانت ثمينه اليه لدرجة انه لا يمكن وصف افعالها كمصدر ازعاج له ..
" لويس..." عند سماع اسم رجل اخر يخرج من شفتيها تصلب جسده
لقد كانت بين ذراعيه و لكنها تنادي باسم رجل اخر ..
" انظري الي ! " كان صوته يحتوي على نبره امره و شيء من السخط
" ... " رفعت رأسها و توسعت عيناها عندما نظرت اليه
" من أكون ؟! " كان غاضبا بشدة و يجعد حاجبيه باستياء
" الرئيس .. كيف يمكن.." كانت تحول تذكر ما حدث قبل ان تستيقظ دون جدوى
" الا تتذكرين ؟! كيف فقدتي وعيك داخل المعرض و سقطت بين يدي ؟! " كان صوته يأتي بنبره بارده
" انا لا اعلم لما الرئيس هنا ، هل هنالك شيء اساعد فيه ؟! " شعرت آرينا بالتوتر عند رؤيته يشد كفه بقوة
" اجيبيني ، قبل 5 سنوات .. لماذا اختفيتي ؟! "
انا لا اتذكر شيئا ..
انا لا اعرفه حتى !
" انا اسفه لكني لا اتذكرك .." اعتذرت ارينا بصدق
" هل فقدتي ذاكرتك ؟! " كان يدلك صدعه و كان يسألها بصوت منزعج
" اجل ، انا تعرضت لحاد-"
" تبًا ، لقد بدأت هذه المسرحية السخيفة مجددا .. انا اكره هذا !" اشاح ببصره عنها و كانت عيناه تحملان الكثير من الاحباط
" انا اسفه .. " طأطأت آرينا برأسها و اعتذرت بصوت خافت
" انتِ كيف يمكنك فعل هذا بي ؟! " فجأة اسرع نحوها و امسك بكتفيها بعنف
" انا لا اعرف ..." كانت مرتبكة من ردة فعله و تشعر بالالم
" طوال الخمس سنوات الماضية ؟! هل تعلمين ما مررت به ؟! كم عانيت و شعرت بالذنب لأنني شعرت انني السبب في موتك ! " كانت يداه ترتجفان و عيناه بدأت تمتلئ بالدموع
" انا حقا اسفه ، لكنني لا اتذكر اي شيء !"
" انا اكرهك ! " قالها وقد ترك كتفيها و اعطاها ظهره
لقد عانا طوال السنوات الماضية ، و لم ينظر لامرأة غيرها حتى وهو يؤمن بكونها ميته ..
احبها اكثر من اي شيء في العالم ..
لكن الان ، هو مجرد غريب بالنسبة لها !

أنت تقرأ
خرابيش ريجينا
Romanceخرابيش ريجينا عبارة عن قصص قصيرة مكونة من فصل واحد او اكثر ، بمختلف انواع الافكار و الأزمان .. في خرابيش ريجينا تقدر تقرأ فصل خفيف لطيف و تطلع بدون ما تكمل كل الفصول إذا قدرت .. خرابيش ريجينا ، هي الإلهام ما قبل النوم ، الافكار السريعة الي ما نقدر ن...