خرابيش 10

92 12 56
                                    


أخيرا ، ‏جاء يوم الجمعة الذي طال انتظاره، توقفت سيارة رياضية سوداء فارهة أمام منزل ‏كبير ذو تصميم حديث ، ‏خرج رجل ‫يرتدي ‏بدلته السوداء المعتاده بينما يحمل بين يديه باقة من زهور الياسمين..

‏كان وجهه خالي من أي تعبير كما كان دائما ، لكن لم يعلم احد بالفوضى التي كانت تدور في عقله ، فعلى عكس اجتماعات العمل المعتادة فموعده مع خطيبته بدا كأنه متاهه لا نهاية لها ، لها العديد من النتائج و الاحتمالات ...

" آليوس ! " كان صوت الشابة التي تناديه رقيق و لطيف

بالقرب من الباب وقفت الشابة التي كانت ترتدي فستان بلون الباستيل بابتسامة مشرقة و هي تنادي اسمه ، لم يستطع الشاب تحويل نظره بعيدا عن الشابة التي بدت كملاك واقف امامه  بجناحيها و نور يشرق من وجهها الجميل ..

نظرت الشابة الى الشاب الذي كان ينظر اليها مباشرة ، و كما لو انه لم يكن ينظر الى وجهها فقط و انما مكان اكثر عمقا ...

عندما ظهرت فكرة في رأسها احمر وجهها خجلا و ركضت نحوه ، ثم وضعت يديها الصغيرة الناعمة على عينيه و قالت " لا تحدق في وجهي كثيرا ! "

" لماذا ؟!" سأل الشاب بصوت رجولي وهو يمسك بيديها اللتان كانتا تغطيان عينيه

" نعم .. حسنا ، كما تعلم .. انه امر محرج ! " كانت الشابة تشعر بحيرة بسبب سؤاله الصريح و اصبحت غير متأكدة من اجابتها

" لماذا ؟! على الرغم من انك بهذا الجمال الذي يدفعني لأرغب باخفائه عن العالم ! " انزل يديها عن عينيه و و حول نظره مباشرة اليها بينما شفتاه تقترب من اذنيها

(ك/ر : يا ربي اني صايمة 😭 )

ازدادت نبضات قلب الشابة بسبب نظراته و كانت تشعر بأنفاسه على اذنيها ، لذلك تراجعت و اغلقت اذنها اليمنى التي اصبحت اشد حمرة من الشمس ..

" انت غير عادل ، هذا غير عادل ! نعم ، قلبي الصغير لا يستطيع مواكبة هذا القدر من الاغراء ! " كان تعبير الشابة المرتبك رائعًا جدا بالنسبة له فقد شعر برغبة بالضحك

تصرف الشاب كما لو ان شيئا لم يحدث و اخذ الباقة التي كان قد اخفاها و قدمها الى خطيبته الحبيبة ، " هذه لك !" قالها وهو يمشط شعرها المموج الطويل بلطف ..

" آليوس ، هذا مبتذل للغاية ! " نظرت الشابة إلى الباقة و اطلقت ضحكة سعيدة قبل ان تتحدث

عندما نظر الشاب الى خطيبته التي كانت تضحك انتشر شعور دافىء في قلبه البارد ، و اراد ان يسألها عن  سبب ضحكتها ولكنه توقف و فتح باب السيارة الامامي لها ..

" السيدة اولا ! " قال الشاب بابتسامة

صعدت الشابة الى السيارة و بقيت تتحدث معه عن اخر ما حدث معها في يومها ، وعلى الرغم من ان ردوده كانت قصيرة ، فأن معرفة اشياء بسيطة عنه هو سعادة لا توصف بالنسبة لها ..

خرابيش ريجينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن