خرابيش 24

58 9 21
                                    

خربشات

كانت الشابة تجلس في مقهى وسط المدينة مع صديقاتها الكبار ، و تسند رأسها براحة يدها و تنظر لصديقاتها بضجر شديد...

" انا اكرر هذا للمرة التي فقدت عددها ، انا شابة في الثامنة عشر من عمرها و لست مسؤولة عن حل مشاكلكن العاطفية!" قالت الشابة بانزعاج و بدا عليها الملل

" حبيبتي روز ، ما رأيك ان احضر لك بعض الماكرون و الكوكيز ! " حاولت صديقتها التي تكبرها بعامين ان تقوم بإغراءها عن طريق الاكل

" اجل روز مادلين محقة ، و سأطلب لك انا بعض الوافل و القهوة ! " ردت الصديقة المتزوجة الاخرى

' حلويات ! ' لمعت عيون روز بجشع

" انا اوافق ، سأسدي بعض النصائح ! " ردت روز بوجه حازم بينما صفقت الفتاتين بسعادة

' اهلا روز ، كيف حالك ؟! ' وصلت رسالة الى هاتف روز التي ابتسمت بشكل نقي و لطيف عند تلقيها مما جعل الفتاتين ترغبان بشد وجنتيها و التربيت على رأسها

" سأبدأ انا اولا ، روي .. الفتى من الجامعة ، لقد اخبرتك اننا منجذبين لبعضنا وانه قد ساعدني في اختباري الاخير و اننا نتحدث معا على الهاتف خلال فترات من اليوم ! "

" نعم ، ما الذي قد حدث لطالب الطب من السنة الخامسة خاصتك ؟! "

" لقد مرت ثلاثة ايام ، ولكنه لم يرسل اي رسالة لي او يحاول رؤيتي في الجامعة ..انا اعتقد ان سبب تجاهله لي هو الاختبارات النهائية ، مثلي و مثلك انتي التي اخرجناك من المنزل عنوة !"

" هل فعلتِ اي شيء من الاشياء التي كتبتها لك في القائمة المحظورة ، او هل قمت بكتابة العديد من الرسائل اليه ؟! هل قرأها ولم يرد عليها او انه لم يقرأها ! "سألت روز محاولة تحليل الوضع

" لا لم افعل ، انا لم اقم بإرسال اي صور خاصة او اعترفت بمشاعري اليه و استمريت في اظهار هالة الغموض ليصبح مهتما بي و يحاول حل الغموض هذا.. ولكن-.. لقد قرأ الرسائل ولم يرد عليها .. انا اعلم انه يحبني و يريدني ، انه فقط مشغول ! "

ارتفع حاجب روز عند سماع صديقتها ولكنها ابتسمت ابتسامة ذات مغزى عند سماع الجزء الاخير ، و قامت بتعديل جلستها و تقويم ظهرها ...

" اذا كان هذا الرجل يريدك حقا ، سيخصص وقت ، سيتصل بك ، سيراسلك .. صدقيني ، لا يوجد رجل مشغول جدا بالنسبة للمرأة التي يريدها حقا ! " ردت روز بجدية وكانت صورة ماثيو في ذهنها مما جعلها تبتسم

بالرغم من انه يضغط على نفسه كثيرا و يكرس وقته للدراسة و يجتهد كثيرا ، و يعلم انها هي ايضا مشغولة باختباراتها و تملك العديد من الاشغال المصرية التي عليها القيام بها بأفضل شكل لكي تحقق احلامها ، الا انه يكتب اليها ..

لقد تكبد عناء ان يكتب لها بريدًا بشكل يومي ليطمئن عليها و يسأل عن حالها ، كان يرسل اي صورة او ملف قد يساعدها في امتحاناتها ..

خرابيش ريجينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن