في اليوم الثاني كان إكليو غاطا في النوم يكاد اهل القرية كلها يسمعون صوت شخيره غارقا في احلامه عن البحر السابع، قاطع حلمه الجميل صوت الكاهن وهو ينادين 'إكليو افق، إكليو انهض، كفاك نوم يا فتى العمل يبدأ من الان' انزعج إكليو وقال بصوت غير مفهوم 'اممممم دعني انم ممممموتنمةتنز' قال الكاهن منزعج 'ما الذي تقوله انهض انت قلت انك ستساعدني هيا' لكن بلا فائدة، قرر الكاهن ان يلجأ للعنف نهض الكاهن وجلب كأس ماء بارد وسكبه على وجه إكليو مرة واحدة، نهض إكليو متفاجئا وقال وهو يلهث 'ما الذي يجري ما هذا' ثم اتبه الى الكاهن الواقف بجانبه التفت إكليو له وشعر بغضبه فقال متأسفا 'هل اطلت في النوم؟!' ثم اكمل بعد انه لم يجب الكاهن عليه 'انا اسف لدي عادات نوم سيئة، بعد كل شيء انا لست معتاد على وقت نوم محدد' قال الكاهن بانزعاج 'منذ اليوم ستكون لك عادة نوم ستنام عندما تغيب الشمس وتستيقظ عندما تشرق' قال إكليو وهو يتثاءب 'حسنا ايها الكاهن اههه' قال الكاهن بنبرة غضب 'انهض الان و اغسل وجهك ورتب المكان سنذهب في اول مهمة بعد نصف ساعة' بدأ إكليو يتمتم بكلمات وهو ينهض لم يفهمها الكاهن، لكنه لم يهتم له، ذهب الكاهن للمطبخ ليجهز الافطار اما إكليو تابع ترتيب مكان نومه ثم ذهب للمطبخ لكي يأكل الافطار مع الكاهن.
المهمة الاولى: تفقد بيوت القرية.
كل صباح وقبل ان يذهب الجميع للعمل يذهب الكاهن في جولة حول القرية ليتأكد ان الجميع اهل القرية استطاع او له الامكانية في الحصول على وجبة الافطار قال الكاهن مفسرا الى إكليو 'معظم الاشخاص الذين لا يملكون المال او في ضائقة مالية يفضلون عدم اكل وجبة الافطار والعشاء وتوفيرها الى وجبة الغداء فقط لهذا من واجبي تفقد سكان القرية فالإله قد انعم على المعبد بالأموال الوفيرة لذلك نقوم بتوزيعها على من يحتاجها هل فهمت يا إكليو' قال إكليو 'اذا بالمختصر انت تقدم معونة للأشخاص الذين يحتاجون للمال؟' رد الكاهن 'اجل' لم يستطع إكليو فهم الامر لأنه كان احد ألائك المحتاجين لكن كان عليه ان يسرق لكي يعيش ولم يقدم له احدا اي مساعدة.
بدأ الكاهن بطرق الابواب على اهل القرية وتفقدها ظاهر الامر كان وكأنه يلقي تحية الصباح لكنه كان ينظر من خلف الباب الى طاولة الطعام والطعام الموجود فيها. لكي تفهم الامر عزيزي القارء البيوت في تلك القرية صغيرة وذو تصميم بسيط تتكون من طابق واحد فقط ثلاث غرف نوم ومطبخ صغير وغرفة رئيسية واحدة توضع فيها طاولة الطعام لذلك يصبح من السهل جدا على من يطرق الباب تفقد طاولة الطعام.
تفاوتت ردة فعل الاشخاص من رؤية الكاهن فالقرية فييسكنها ما يقارب المئة الشخص بعضهم يحبون الكاهن وبعضهم يحترمونه والبعض الاخر ينزعجون من قدومه ويتحدثون معه بطريقة فظة والجزء الاخير منهم لا يفتح الباب حتى مع ذلك وكل يوم يقوم الكاهن بدق الباب عليهم. في طريق العودة من المهمة الاولى سأل إكليو الكاهن 'لماذا تستمر في طرق كل هذه الابواب وكل يوم خاصة اللائك الاشخاص السيئين؟' بقي الكاهن صامتا لفترة ثم قال له 'لدي اسبابي الخاصة ولا اريد فرض قيمي الخاصة عليك لذلك سأترك جواب هذا السؤال عليك' قال إكليو 'ومتى سأعرف الجواب؟' رد الكاهن 'بعض الاشخاص لا يعرفون الجواب طوال عمرهم وبعضهم يدركونه في لحظات عابرة، الامر متروك الى قلبك اذا اغلقته لن تجد الجواب ابدا' وكالعادة وجد إكليو صعوبة في فهم كلام الكاهن.
أنت تقرأ
البحر السابع
Adventureعندما تكون العظمة هدفك، والشجاعة سلاحك، والفضول دافعك، فأنك ستنطلق الى اعمق البحار للبحث عن الكنز المفقود.... "المكان مظلم وجاف ويشعرك بالاختناق انه اعمق مكان قد تصل إليه داخلك، انه المكان حيث تفقد فيه روحك، واملك، وقوتك، لذا قاتل حتى لا تصل الى هذا...