هل أقدارنا حتمية… أم يمكننا تغيرها… وهل نريد ذلك… ألم نُخلق لنعيش أقدارنا… فلماذا نريد تغييرها؟
خرج الثلاثة بعد توديع البحر، كان النزول أسهل من الركوب فقد حُلت لعنة البحر عنهم، متوجهين الى المجهول فهم لا يعرفون أين وجهتهم التالية…
بعد أن غادروا حدود المملكة وفي منتصف الا مكان قال إكليو 'والأن الى أين' صمتت مادي لفترة ثم تذكرت، قفزت تلك الذكرة المشؤومة الى ذاكرتها تخاطبها بصوت الموت الى هنا…
قالت مادي بصوت جاد حزين 'لنعد الى مملكة بحر عشير، الى المكان حيث وجدنا بحرها' تذكر إكليو حينها ما جرى ظهور ذلك الرجل الغريب الذي قال لهم لم يحن الوقت بعد، وأدرك مقصده الأن.
المسافة بعيدة جدا وقد تحتاج الى سنة وهم لا يملكون الوقت, عليهم التحرك بخطى سريعة، فقال ليڤ لهم 'حان وقتي الأن' نظر الأثنان له وقالا بتعجب 'وقتك؟' فقال ليڤ 'هل نسيتم أني ساحر؟ كما العرافة سأنقلكم الى هناك' فقالت مادي 'ماذا عنك؟' أجاب 'لا تسمح التعويذة بنقل صاحبها' هزت مادي رأسها رافضة الفكرة وقالت بصوت حزين على وشك البكاء 'لكنك وعدتنا أنك ستحمينا، وسترافقنا للنهاية' أجاب بحزن وهو يمسح على رأسها 'أعلم، ولكن لا يوجد حل أخر' رمت بنفسها في حجره باكية رافضة لهذا الفراق، رغم قساوته إلا أنه كان سندا لهم وها هم يفارقون أخر من بقي لهم، ليعودان وحيدان كما كانا…
قال إكليو بصوته الجامد 'أسف لمقاطعة وداعكما المؤثر ولكن هناك من يقترح علينا المساعدة' نظرت مادي له بوجه عبوس وقالت 'ومن هذا' قال إكليو مشيرا للاشيء 'هذا المخلوق، يقول أنه يمكنه حملنا على ظهره والطيران بنا الى وجهتنا' ابتعدت مادي عن ليڤ وقالت متعجبة 'كيف نركب ما لا نراه' فقال إكليو مخاطبا المخلوق 'أظهر نفسك ولا تخف' ظهر لهم مخلوق أسود اللون ضخم البنية له جناحان أسودان كبيران لا يشبه شيء قد رأياه من قبل، قال إكليو 'يقول أنه يدعى راكب الرياح فجنحاه يستطيعان استخدام الرياح للوصول لوجهته بشكل أسرع' فقالت مادي بشك 'ولماذا يساعدنا' فقال إكليو بوجه جاد ' لأنني أبن الشيطان' لم تسر مادي لسماع هذا، ولكن عليها تقبل الأمر فهذه هي الحقيقة، وأنكارها يعني أنكار إكليو…
صعد الثلاثة على ظهر المخلوق الغريب وقالت مادي سعيدة 'من الجيد أننا لن نفترق' أبتسم الاثنان لمادي بسعادة فهم أيضا لم يرغبوا بالفراق…
طار بهم بعيدا وسريعا، تمسك الثلاثة ببعض بقوة وبشعر المخلوق، حتى وصلوا الى المكان المقصود بعد ساعات من الطيران…
بعد أن استقروا على الأرض قالت مادي 'أخيرا الأرض، كم أحب التنقل برا'
قال إكليو بعد أن أستفرغ كل ما في بطنه 'أوافقك الرأي'
نظروا حولهم وقال ليڤ 'والأن ماذا؟'
قالت مادي 'ننتظر، حتى يكتمل القمر'
كان القمر أحدب ولم يبقى عليه ليكتمل إلا عدة أيام، فانتظروا وخيموا مكانهم، أكلوا ما وجدوا من طعام وشربوا ما لديهم من ماء.
بعد عدة أيام وعند اكتمال القمر أشع المكان بنور بدره، وأشرقت السماء مهلهلة بالختام…
أشع كل شيء في تلك الصحراء القاحلة حتى رمالها وحصاها…
وقفت أمام القمر ورفعت يديها لتضمه تناديه بأعلى صوتها 'أفتح لي الباب أيها البحر السابع' أضاءت قلادتها وبدأت تنطق أسماء البحار الستة، واحدة تلو الأخرى، بنسق وكأنها أغنية. وحين تمت من أسمائهم أشع نور عظيم من القمر وكأنه جسر يوصلهم الى القمر الذي تحول الى كرة صفراء منيرة ويتوسط الكرة فرجة قفل…
وبينما كانوا مدهوشين مما جرى ظهر بجانبهم جيش من أشخاص يرتدون السواد ولا يظهر منهم شيء يترأسهم رجلا ضخم البنية بجانبه فتاة تصل الى منتصف جسمه…
قالت مادي وهي ترتجف مكانها 'جوان… سايلين' أمسك إكليو يدها وقال 'لا تقلقِ أنا هنا'، عم الصمت المكان وقاطع ذلك الهدوء ظهور دان بجانب سايلين لم تستطع مادي تحمل غضبها فقالت موجهة كلامها الى دان 'لماذا؟ لماذا خنتنا يا دان' فقال بهدوء 'أنا لم أخن أحد' أجاب ليڤ بغضب 'أنت لم تكن في صفنا من البداية' أجاب دان وهو مركز نظره على مادي 'لم أكن في صفك لكني كنت في صفها منذ الأزل' أجابت بغضب 'عن أي أزل تتكلم؟' لم يجبها بل بقي ينظر لها بهدوء، قالت سايلين مقاطعة حوارهم 'ستعرفين كل شيء حينما تعبرين البحر السابع' مدت يدها نحو أبنتها وقالت 'والأن عزيزتي تهنيد اقتلي الشيطان الذي بجانبكِ لتحصلي على المفتاح' وقفت مادي أمام إكليو لتحميه من جور أمها وقالت 'أسمي مادي وهذا الفتى يدعى إكليو، ولن تحصلي على مرادك ولو على جثتي' غضبت سايلين لكنها أخفت غضبها فهي تجيد التلاعب بمشاعرها وقالت وهي ما تزال تبتسم بحنان الى أبنتها 'لا بأس لهذا السبب دان هنا' تعجبت مادي وقالت بغضب 'لن يلمسه أحد' وقف ليڤ أمامهما ليكون الجدار الأول تأثر إكليو كثيرا بعزيمة رفاقه لكنه يعرف الثمن المطلوب لفتح الباب…
همست في أذنه بلطف 'الأن حان الوقت'…
تمتم بكلمات غير مسموعة ثم صرخ بأعلى صوته 'يا وحوش السماء والأرض والبحار أناديكم فلبوا ندائي أنا إكليو أبن الشيطان الأعلى و وريث دمائه، أنا من زلزل الأرض بقوته، أنا من أسال الدماء لعطشه، أنا من سيقضي على هذا العالم بيده'…
صوت زجير أرتفع في كل مكان تجمعت الوحوش من كل مكان، أفعى سوداء ضخمه بعينين حمراوين كالدماء خرجت من أعماق النهر، شياطين الأرض خرجت من جحورها وغاباتها، جنية صغيرة لم يبقى من نسلها إلا هي، قزم أعتاد الحياة في نفق مختفي عن البشر، تنين نزل من السماء بلون الغيوم البيضاء وقفت جميعا بين يدي قائدها وسيدها الأعلى إكليو…
وهكذا بدأت الحرب بين الظلام…
أنت تقرأ
البحر السابع
Adventureعندما تكون العظمة هدفك، والشجاعة سلاحك، والفضول دافعك، فأنك ستنطلق الى اعمق البحار للبحث عن الكنز المفقود.... "المكان مظلم وجاف ويشعرك بالاختناق انه اعمق مكان قد تصل إليه داخلك، انه المكان حيث تفقد فيه روحك، واملك، وقوتك، لذا قاتل حتى لا تصل الى هذا...