بقي إكليو في القرية ولم يخرج منها رغم أن الكاهن منعه من الغوص مجددا في النهر وعين شخصا لمراقبته الى ان يغادر القرية نهائيا. بينما كان يسير في القرية لمح بعض الاطفال يلعبون ويمرحون وهو كان يراقبهم بصمت ويتأمل حاله ما أجمل أن تكون خالي من الهموم أن تعيش عمرك وأن تكون محاطا بأصدقاء وعائلة دافئين قاطع سرحانه صوت طفل بغيض يقول له 'ماذا تريد أيها المجنون؟' قال إكليو بتعجب 'مجنون!!' قال الفتى 'أجل فهل هناك شخص عاقل يُغرق نفسه في النهر' اغتاظ إكليو من كلام الفتى فقال له 'على الاقل أنا حاولت بعكسكم جبناء تختبؤون بعيدا عن الخطر' غضب الفتى فقال 'من يتجه للخطر بتهور هو المجنون انت حتى لا تعرف كيف تسبح' قال إكليو 'وهل تعرف انت؟' قال الفتى 'أجل اعرف كيف اسبح' تابع إكليو كلامه 'وهل تجيد الغوص؟' قال الفتى بنبرة متعجبة 'أجل ماذا تريد من كل هذه الاسئلة' قال إكليو وهو يبتسم بسخرية 'إذا لماذا لم تذهب لتهزم شيطان النهر بنفسك؟ اوه نسيت من العقل ان لا تذهب للخطر هل اصبح الجبن عقلا والشجاعة جنون إذا افضل ان اكون مجنونا على ان اكون عاقلا في نظرك' صمت الفتى ولم يستطيع ان يجيب عليه اما إكليو تابع سيره في القرية عله يجد من يساعده لكن كان الجميع يصد عنه. عند قرابة غروب الشمس توجه إكليو الى ضفة النهر وجلس عندها يتأمل النهر وهو يفكر كيف لنهر ان يكون بهذا العمق وماذا عليه ان يفعل عليه ان يعود في اقرب وقت ممكن لكي يستشير مادي عن امره. بينما كان سارح في افكاره سمع صوت رجل يقول 'هل تريد مني ان اعلمك السباحة والغوص يا فتى' استدار إكليو فوجد رجلا ضخما كاشفا نصفه العلوي من جسده بارزا عضلات صدره بوقفته فقال له بحماس 'هل يمكنك ذلك يا عم؟' قال الرجل 'أجل بكل تأكيد' تردد إكليو قليلا ثم قال 'لكن لماذا رفض الجميع مساعدتي' غمز الرجل لأكليو ثم قال 'هذا لأنني مجنون أيضا' ابتسم إكليو بسعادة ثم قال له 'متى سنبدأ في التدريب؟' قال الرجل 'حماسك هذا يعجبني غدا صباحا قبل شروق الشمس توجه الى التلة الحمراء غرب القرية ستعرفها فور ان تراها فهي حمراء تسلقها وستجدني هناك' قال إكليو بسعادة 'حسنا شكرا لك يا عم'. قبل كل اشراقة شمس يركض إكليو الى قمة التلة الحمراء ليجد الرجل ينتظره جالسا بجانب بحيرة صغيرة تتسع لشخص واحد فقط البحيرة كانت صغيرة لكنها كانت عميقة الرجل اراد ان يجعل إكليو يعتاد على ضغط الماء اكثر من تعلمه الغوص استمر التدريب لما يقارب الشهر رغم عجلة إكليو إلا انه احتاج الى الكثير من الوقت حتى يعتاد على ضغط الماء والتحكم بنفسه اسفل الماء وعندما اصبح جاهزا لمواجهة الوحش جهز نفسه للانطلاق. قبل شروق الشمس لبس لباسه وجهز سلاحه وعندما وصل الى باب المعبد ليفتحه سمع صوتا خلفه يقول 'ألم امنعك من الذهاب للنهر مجددا' قال إكليو 'اجل، لكن مع ذلك سأذهب' قال الكاهن 'انت تعرضنا جميعا للموت' إكليو 'الموت؟ من قال ذلك انت؟ ام وحش النهر؟ ام اموات سجل التاريخ صراخهم؟' غضب الكاهن من تجرأ إكليو عليه ثم قال 'اذهب للموت بقدميك هذه المرة لن اسمح لأحد ان ينقذك' قال إكليو وهو يهم بفتح الباب 'لا تقلق هذه المرة لن احتاج لمساعدتك' توجه إكليو الى ضفة النهر وكان الرجل ينتظره مع قارب خشبي صغير ركب إكليو القارب وجدف حتى وصل الى منتصف النهر جرد نفسه من ملابسه وحذائه وغاص في النهر لكن هذه المرة مختلفة فهو قد غاص الى اعمق نقطة حتى وصلت قدميه للقاع كان القاع مظلما كما يجب ان يكون احتاجت عيناه لبعض الوقت حتى تعتاد على الظلام بدأ يتجول لكي يبحث عن ذلك الوحش الهدوء القاتل يعم المكان ذلك الضغط الثقيل جعله يتوهم انه ليس وحده حتى تذكر كلام القزم "اعمى هو من يعتمد على عيناه" اغلق عيناه وبدأ يستشعر المكان بحواسه للنهر سكان وهو يشعر بهم حتى بدأ يشعر بشعور مألوف نفس الشعور عندما قابل الجنية في الغابة والقزم في النفق ذلك الشعور المهيب ادرك انه الوحش المقصود توجه الى مكان ذلك الشعور حتى وصل الى كائن ضخم لونه اسود له جسد افعى ضخمة و وجه سحلية الصحراء وعينان ذهبيتان كأنهم شمسان مشرقتان تأمل إكليو الوحش بدهشة واعجاب بينما كان الوحش متحجرا وكأن لا حياة فيه تقدم حتى لمسه بيده وأكد ذلك يقينه هذا الوحش مجرد صخرة منحوتة وليس بحقيقي انه يحمي شيء ما اراد التعمق اكثر لكن انفاسه كانت على وشك الانقطاع لذلك قرر اخذ راحة والعودة مجددا لتحقق اكثر من سر هذا النهر و وحشه.
توجه الى قاربه الخشبي واخذ قسطا من الراحة الشمس لم تشرق بعد ولم يستيقظ احد عليه ان ينتهي قبل شروق الشمس لكي لا يكشفه احد سيكون هو و الكاهن بمشكلة إذا عرف الناس انه توجه للنهر مجددا إيمان الناس بخرافة اقوى بكثير من الحقيقة، يحب البشر التمسك بأكاذيب الاموات، وهذا شيء لم يفهمه إكليو قط، لما قد يتمسك شخصا بصوت الماضي نحن الان هنا في هذا الوقت انه وقتنا نحن بدل ان نضيع الوقت بقصص الاشباح وسردها أليس من الافضل ان نثبت صحتها؟ لكن من قد يفعل ذلك الجميع مستمتع بسرد تلك القصص البائسة مثيرون للشفقة. بعد ان اخذ راحته وتأمله في فهم البشر وتفكيرهم غاص مجددا بعد ان حرك القارب ليكون فوق تمثال الوحش مباشرتا، وصل الى ذلك التمثال الضخم وبدأ يتساءل من قد يستطيع نحت هذا التمثال الضخم! لم يدم تفكيره طويلا لأنه لمح مدخل كهف خلف ذلك الوحش توجه لذك الكهف وهو مدرك انه سيجد شيء مثيرا للاهتمام هناك قد يكون دليل عن البحر السابع كان الحماس يملئه وهو يتوجه الى داخل الكهف ما ان وصل الى وسط الكهف حتى وجد بيضة ذهبية صغيرة تتوسط عش من الحجر سبح حتى وصل لها وما ان لمسها حتى اتت له رؤية لحرب قديمة ازال يده مسرعا خوفا مما رأى وما ان فعل حتى تشققت تلك البيضة وتحولت رمادا وكأنها لم تكن تخللت الرهبة قلب إكليو فغادر مسرعا الكهف وعاد الى الكاهن ليعلن له ان الوحش لا وجود له وانه قد يكون ميتا او شخصا ابتكر هذه الكذبة، اراد العودة ليتحدث مع احدا بشأن ما رأى اراد الحديث مع مادي لكنه لم يرد المغادرة دون شكر الرجل الذي ساعده رغم ذلك لم يجده مهما بحث عنه وكل ما سأل أحد عنه اجابه بنفي معرفة ذلك الشخص لم يرغب في التعمق في التفكير لديه الكثير بالفعل لذلك قرر العودة بعدما انهى مهمته…
أنت تقرأ
البحر السابع
مغامرةعندما تكون العظمة هدفك، والشجاعة سلاحك، والفضول دافعك، فأنك ستنطلق الى اعمق البحار للبحث عن الكنز المفقود.... "المكان مظلم وجاف ويشعرك بالاختناق انه اعمق مكان قد تصل إليه داخلك، انه المكان حيث تفقد فيه روحك، واملك، وقوتك، لذا قاتل حتى لا تصل الى هذا...