الفصل الرابع عشر (الماضي)

9 3 0
                                    

عاد إكليو مسرعا الى قرية ارجان بدون توقف لأخذ الراحة سار مسرعا كمن يهرب من شيء.. صوت من الماضي ينادي..

فور ان وصل توجه للمنزل يبحث عن مادي يصرخ باسمه بأعلى صوت لكن لا مجيب بعد ان هدء قليلا ادرك ان مادي في السوق الان جلس في المطبخ منتظرا عودته ولكن التعب اعياه وغاص في عالم الاحلام.

“قد تصاب بخيبة امل عندما تعرف كل شيء يا بني لكن لا بأس.. اعلم انك ستكون مختلفا عني"

صوت مألوف يناديه 'إكليو افق إكليو' فتح عيناه فزعا لقد كان مادي نظر له متعجبا ثم قال 'لماذا تنام في المطبخ اذهب الى غرفتك واكمل نومك يا احمق' امسك يد مادي بقوة وقال له 'لدي الكثير لأخبرك به' تعجب مادي لكن قال بهدوء 'لا بأس سنتحدث لاحقا اذهب لترتاح وبعدها' قاطعه إكليو قائلا بقلة صبر 'لا الان... انا... لا اعرف قد اكون شيء مختلف كل ما حدث معي قد لا اكون انسان عادي' قالها بنبرة متعجبة كمن لا يدرك الحقيقة تائه بأفكاره قال مادي 'حسنا إذا كان لا مانع لديك سأطبخ وانت تتحدث' قال إكليو بنبرة سعيدة 'حسنا لا بأس' نهض مادي وبدأ بفرز المكونات وغسلها اما إكليو بدأ بسرد قصته مع جنية الغابة وما حدث في الانفاق تلك المشاعر التي شعر بها القوة، الملكوت، وكيف انه شعر بداخله انه مختلف بعدها قال 'لكن اكثر ما يريبني هو منشأتي ففي قريتنا النظام كان مختلف عن القرى المهجورة التي زرتها لقد كنا نعيش بنظام مثل هذه القرى تماما مع ذلك لم يكن لدينا معبد لقد كانت لدينا عجوز يلتجأ الجميع لها لا اعرف ماذا يفعلون لأني لم اكن اعيش معهم حياتي كانت في اعلى التلال لوحدي ايضا نحن نعيش مع عوائلنا اضافة لذلك طفولتي التي لا اذكر منها شيء ومؤخرا بدأت اتذكر صوت شخص مألوف وكأنه والدي رغم انه تم اخباري ان والدي توفي قبل ولادتي وامي عند ولادتي لكن عندما اغمض عيني استطيع ان اتذكر دفء حجرها وصوت غنائها لي ورائحتها العطرة اشتاق لها ولذلك الشعور' صمت إكليو بحزن عندما تذكر تلك المشاعر المنسية ثم قال بصوت باكي 'لا اعرف ماذا افعل ارجوك اخبرني مادي' شعر مادي بالشفقة على حاله وانكساره لذلك توجه له وجلس امامه وضم رأسه الى حجره ثم قال له 'هذا الالم اعرفه جيدا انا اسف كل ما عليك فعله هو ان تتعايش معه الى ان تصبح مجرد ذكرى عابرة' بدأ الاثنان بالبكاء بعد ان تذكروا الوقت الوحيد الذي شعروا فيه بالأمان في حجر امهاتهم. بعد وقت هدء الاثنان وجلسا بجانب بعض يأكلون الخضار النية حينها قال مادي ' لماذا لا تعود الى قريتك وتسأل تلك العجوز' قال إكليو 'معك حق هي بكل تأكيد تعرف شيء ما' قال مادي 'بكل تأكيد يا لي من ذكي' ضحك إكليو بصوت عالي ثم قال 'كنت اعلم انك ستحل المشكلة' بعد صمت دام لثواني قال مادي 'هل تسمح لي بالقدوم معك؟' قال إكليو 'بكل تأكيد سيسعدني ذلك، لكن لماذا؟ ليس لشيء لكنك متعلق بجوان كثيرا' قال مادي بصوت هادئ 'انا ايضا لا اعرف شيء عني وعن ماضي كل ما لدي هو قلادة كانت ترتديها والدتي ربما إذا ذهبت معك اكتسب الشجاعة الكافية لأشق طريقي بنفسي' ابتسم إكليو ثم قال 'انا لم اخبرك بذلك لكن كنت انت سندي في الوقت القصير الذي قضيته هنا كان الجميع مشغول بأعماله وشعرت بالعزلة كوني لم املك عمل في اول الايام في الحقيقة كنت خائفا منك بسبب مزاجك الحاد لكن ادركت انك شخص منعزل تخفي الكثير في قلبك قد لا اكون الشخص المناسب لأن يفتح قلبك لكن اردت المحاولة انا سعيد حقا انني بادرت بإزعاجك' ابتسم مادي وقال 'كنت وما زلت ثرثار يا إكليو' ضحك الاثنان معا بصوت مرتفع جذب هذا الصوت جوان الذي قاطع ضحكهم قائلا 'ماذا ستطبخ على الغداء بعد ان اكلتما المكونات كلها' تجمدت الدماء في عروقهم من الخوف ثم قال إكليو 'سأذهب لشراء المزيد' قال جوان 'ومن سيدفع؟ ام تظن ان المال يأتي من اسفل الارض' شعر الاثنان بالخجل ثم قال إكليو 'سأعمل مقابل المال' اندفع مادي قائلا 'هو بالفعل قام بالكثير ألا يمكنك ان تغفر له هذا' نظر جوان الى مادي بصمت ثم قال 'من الافضل ان تنتهيا قبل موعد الغداء' غادر بعد ان رمى قطعتان من المال الى إكليو ابتسم الاثنان لبعضهم ثم غادر ركضا الى السوق…   

البحر السابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن