الفصل الاول (اسمي)

48 7 0
                                    

انطلق الفتى الاحمق في رحلة البحث عن ارواح البحار الستة رغم انه لا يعرف شيء عنهم لذلك قرر ان يذهب الى المكتبة في العاصمة عله يجد كتاب فيه بعض المعلومات عن الارواح.

شد الفتى رحاله وانطلق الى المجهول كان يعلم انه طريق صعب معظم الليالي نامها في العراء يتأمل النجوم ويفكر في نفسه 'سأصبح اول شخص يصل الى البحر السابع وسيكتب اسمي في التاريخ' وبعدها يذهب للنوم ويحلم انه مشهور بين الناس والجميع يهتف باسمه انه البطل *****، يستيقظ بعدها في الصباح ويكمل طريقه يأكل ما يجده في طريقه ويشرب من الانهار والأبار، لم يكن يملك المال كل ما يملكه في حقيبته هي خريطته وذاك الكتاب.

في احد الايام مر بقرية ما كانت قرية اكبر من قريته واجمل ومليئة بالناس، فكر في نفسه ' انها فرصتي لأحصل على بعض المال' كل ما عليه فعله هو سرقة جيب احدهم والركض ولن يمسك به احد، ضحك ضحكة خبيثة مليئة بالغباء وانطلق يبحث عن احد يملك جيبا مملوء لكنه تفاجأه عندما رئة الناس لا تشتري بالمال الذي يعرفه لقد كانوا يتبادلون البضاعة بالحجارة تعجب من الامر وسأل احد البياعة 'ما هذه الحجارة التي تتبادلونها؟ واين مالكم؟!' فإجابه البائع 'من اين اتيت ايه الفتى؟' قال 'اتيت من قرية الساحل الاخضر' فرد عليه البائع 'واين تقع هذه القرية لم اسمع بها' تعجب الفتى من الامر كيف لا يعرف اسم قريتنا؟ بعدها اخرج الفتى خريطته واشار الى مكان قريته وقال 'هنا انها هنا ايها العم' فرد البائع 'انها من القرى المهجورة اذا' تساءل الفتى 'القرى المهجورة؟' قال البائع للفتى 'لا عجب انك لا تعرف شيء اذهب الى المعبد واسأل الكاهن عن التاريخ فأنا مشغول هنا كما ترى' قال الفتى بحماس ابله 'المعبد فهمت شكرا لك ايها العم اللطيف' غادر مسرعا فتساءل البائع 'وهل يعرف اين هو المعبد؟'

بدأ الفتى يركض هنا وهناك يبحث عن المعبد 'لكن كيف يبدوا هذا المعبد' تساءل الفتى، سمعته فتاة ما وقالت له 'هل تبحث عن المعبد' فأجاب 'اجل، هل تعرفين اين هو؟'

فردت عليه وهي تضحك 'انه المبنى الذي خلفك'

رد عليها بابتسامة عريضة 'هكذا اذا شكرا لك'

استدار الفتى و رءا مبنى كبير مبني بالطوب الاحمر وبابه من الخشم المزخرف باللون الذهبي ودرجه ذو اللون الازرق البلوري لقد كان اضخم مبنى يراه ذلك الفتى حتى الان. تعجب الفتى من منظره وقال في نفسه 'هذا هو المعبد يا له من مبنى كبير'

فتح الفتى الباب ودخل وهو يتأمل المكان في الداخل كان المكان ينيره شموع معلقة على طول جدران المعبد وهذا ما جعله منيرا جدا وسجادة حمراء تنطلق من باب المعبد الى اخره وعن اليمين ستجد طاولة طويلة مليئة بالطعام و الماء وعن اليسار كان هناك ارض فارغة لا شيء عليها. عندما لمح الفتى الطعام استشعر بالجوع وذهب لكي يأكل لكن قبل ذلك التفت نحو اليمين واليسار باحثا عن احد وعندما لم يرى احدا هجم على الطعام وكأنه لم يأكل منذ اشهر طوال بعد مدى سمع صوت لطيف خلفه يقول 'فلتأكل ببطء يا فتى لن يهرب الطعام بعيدا' عندما سمع الفتى هذا تجمد دمه وغص بالطعام وبدأ بالكح اعطى الرجل الفتى ماء وقال له 'اشرب هذا' شرب الماء ثم قال الفتى 'انا اسف لقد كنت جائع لم اقصد سرقة الطعام' ضحك الرجل ثم قال له 'لا تقلق هذا الطعام يضعه اهل القرية للمسافرين والفقراء يمكنك الاكل قدر ما ترغب' شعر الفتى بالراحة ثم قال له 'شكرا لك يا عم، هل انت تعمل هنا؟' فقال الرجل 'اجل' فسأله الفتى 'اذا هل تعرف احدا اسمه الكاهن؟ اخبرني البائع ان اذهب له ليخبرني بتاريخ العالم' فسأله الرجل 'ولماذا تريد معرفة تاريخ العالم؟' تساءل الفتى وقال 'ولماذا علي ان لا اعرف؟' ضحك الرجل ثم قال 'معك حق، من اين اتيت ايها الفتى' تعجب الفتى من كثرة اسئلة الرجل ثم قال 'العم البائع قال اني من مكان اسمه القرى المهجورة، لماذا اسمها مهجورة؟ هناك اشخاص يعيشون بها اليس المكان المهجور هو المكان الذي لا يعيش به احد؟'

اجاب الرجل 'انت محق فلتتبعني ايها الفتى فالمعرفة لا تجب على الجميع'

قال الفتي بتعجب 'اه حسنا لكن من انت ايها العم؟'

قال له وهو يسير بتجاه مقدمة المعبد 'انا الكاهن'

انصدم الفتى من لطف الكاهن لأنه ظن انه سيكون مثل عمدة القرية رجل غليظ القلب.

تابع الاثنان سيرهما والفتى بدأ يتأمل المكان، عندما تقدموا اكثر كان هناك ابواب في الجهة اليمنى من المبنى وعند الجهة اليسرى كان هناك درج منقسم الى جزء يأخذك للأعلى وجزء يأخذك للأسفل، اتجه الكاهن الى باب في المقدمة رُسِم على ذلك الباب كتاب مكتوب داخل الكتاب (مكتبة المعبد)، فتح الكاهن الباب ودخلوا حينها لمح الفتى خريطة وتفاجأ عندما راها قال بتعجب 'انها مختلفة عن خريطتي!!' فقال الكاهن 'ارني خريطتك يا فتى' اخرج الفتى خريطته واعطاها الكاهن، تقدم الكاهن و وضع الخريطة على الطاولة ثم قال 'انظر جيدا يا فتى الاختلاف في الخريطة هي رسم الحدود فقط لكن ان تلمح الاختلاف بهذه السرعة انت سريع البديهة ايها الفتى'. ضحك الفتى بخجل ثم قال 'هذا لأني اركض بسرعة لذلك انا اللمح الامور بسرعة' ضحك الكاهن ثم قال 'هكذا اذا' ثم تابع قائلا 'ما هو اسمك ايها الفتى' قال الفتى بحزن 'انا ولدت يتيما ولا اسم لي، ولكن في القرية يطلقون علي القابا عدة كالمزعج واللص' انها كلامه بضحكة مرحة يخفي بها حزنه شعر الكاهن بالحزن ثم قال له 'ايها الفتى لماذا لا تبقى هنا لعدت ايام' تعجب ثم سأل الكاهن 'لماذا؟' فأجابه الكاهن بابتسامة لطيفة 'لأن المعرفة التي تطلبها تحتاج لعدة ايام حتى يتم شرحها وانا لدي واجبات علي تقديمها لذلك لن استطيع ان اشرحها لك طوال الوقت ربما ساعة في اليوم' صرخ الفتى بتعجب 'ساعة في اليوم فقط؟!!! كلا انا لا استطيع ذلك' ثم لمح للفتى فكرة وقال بحماس 'ماذا لو ساعدتك بعملك وانتهيت باكرا حينها قد تفضى لوقت اطول' ابتسم الكاهن بذكاء لأن الفتى قال ما ارداه الكاهن يقول 'انها فكرة جيدة، لكن سيكون من الصعب مناداتك بالفتى، ما رأيك ان اعطيك اسما' امتلأت عينا الفتى بالسعادة والحماس ثم قال 'اجل، لا مانع لدي' ابتسم الكاهن وقال 'اسمك سيكون إكليو' سعد الفتى بهذا الاسم وقال وهو يبكي 'شكرا لك ايها الكاهن منذ الان اسمي ليس الاحمق او اللص او المزعج او حتى الفتى انه إكليو' واستمر الفتى بالبكاء بسعادة وشعر الكاهن بمشاعر الفتى وكان يطبطب عليه ثم قال له 'يكفي بكاء ألم تقل لي انك ستساعدني' مسح إكليو دموعه وقال 'اجل، ماذا علي ان افعل' ابتسم الكاهن وقال 'اذهب الى القبو وسترى غرفة مكتوب عليها مستودع هناك ستجد اغطية و وسادة احضر واحدة لك وافرشها في الارض الفارغة في المعبد' صرخ إكليو بحماس 'حااااظر'

هكذا ذلك الفتى الاحمق حصل على اسمه الاول وكان سعيدا جدا به، وكان الكاهن اول أبٍ يحصل عليه إكليو والمعرفة التي سيحصل عليها من الكاهن ستكون بداية رحلة عظيمة اسماها إكليو (رحلة البحث عن البحر السابع).

البحر السابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن