الفصل الثامن والاربعون (رحلة في الصحراء)

6 1 0
                                    

غادروا الى رحلتهم القادمة، لم يعودوا يبحثون عن أجوبة، فلم يعد لديهم قوة كافية لتحمل المزيد…

ودعهم الملك بنفسه وزودهم بالكثير من الطعام، أعتذر كونه لا يملك دابة لتعينهم على السفر، فهم لا يحتاجونها في مملكتهم، منذ أن ترك الفتية أحصنتهم قبل وصولهم للملكة بحر النار وهم يسيرون على أقدامهم، قال إكليو محاولا التخفيف على الملك 'لا تقلق فقد أعتدنا الترحال منذ زمن'.

لم يكن لهم مقر من الأساس فهم لا ينتمون لهذا الزمن.

تحرك الجمع ناحية السفينة قال لهم ليڤ محذرا 'النزول ليس مثل الركوب'

لم يفهموا ما يقصد إلا حين أعطاهم البحار حبلا متصلا بأرض السفينة وقال لهم 'أربطوا نفسكم جيدا في الارض حذار تكسر عظامكم من الاصطدام' قال إكليو وهو مرتعب 'ماذا يقصد' انتبه الى ليڤ الذي بدأ بربط نفسه بقوة وقال 'ستعرف عما قريب' نسخ الجميع فعله بتوتر وهم لا يعرفون قوانين الجاذبية، ما أن انطلق الانذار حتى ارتفعت أجسادهم للأعلى بالقوة ولولا الحبال لتطايرت أجسادهم ككرة داخل زجاجة يلعب بها طفل لتصدر صوت الارتطام، كلها ثواني وتوقف الشعور بالاختناق بسبب الحبال التي ضغطت على بطونهم وصدورهم قال دان وهز يفك الرباط 'لا الصعود ولا النزول أيحاولن قتل زوارهم؟' قالت مادي وهي تنهض بوهن 'هذه المملكة جميلة ولكن الوصول لها صعب جدا' لم يعلق إكليو الذي كان يأخذ أغراضه من داخل صندوق خصص لتخزين الاشياء فيه.

خرجوا أخيرا من الميناء، سعادتهم بالوصول للقاع لا توصف كانوا يركضون في كل مكان وكأنهم غابوا عن الارض لسنين طويلة.

بدأت الرحلة الى مملكة رياح البحر…

الطريق في البداية احتفظ بخضرته واوراق شجره وعذوبة جوه، فكان وقتا جميلا للكلام فقالت مادي 'لم نسألها عن قصتها أو أسمها حتى' فقال إكليو 'غير مهم' قالت مادي وهي محتارة 'تقصد أسمها أم قصتها' فقال بنبرة صوته المعتادة 'الاثنان' قال دان مقاطع حوارهم الغريب 'ربما تعرفون شيء جديد من قصتها' قال إكليو متعجبا من مشاركة دان 'أعرف قصتها فقد أخبرتني بها عجوز من الجن' فقالت مادي 'هكذا إذا' ثم قالت بحماس 'قصها علينا قبل النوم' وافق دان على الامر وبقي ليڤ صامتا.

تجمعوا حول النار الدافئة أصبح لا بأس بإشعالها لوجود ليڤ معهم، استلقت مادي خلف إكليو بينما كان دان يحد سيفه، وليڤ يراقب النار، قالت بحماس 'أنا جاهزة لسماع القصة' قال بعد أن اطلق تنهيدة بصوت عالي 'حسنا، أسمعي، قبل مئات السنين وقبل الحروب عاش مجموعة من البشر برفقة الجان أعلى الجبال، وكانوا في وفاق ولم يكونوا متصلين بالعالم السفلي أبدا، وسارت بينهم قصص الحب المحرمة بين البشر وفصيلة الجان، حكم الجبال ملكان ملك للبشر وملك للجان، وفي كل مرة يقع بشري بحب جنية او العكس، يقوم الخلاف بين الملكين، لذلك عندما أخبرهم الرجل ذو الرداء الاسود بقوة البحر وافقت أميرتهم، بعد أن عقدت اجتماع مع الملكان وأخبرتهم بكل شيء، وكان شرطها الوحيد لتضحي بنفسها هو أن يكون الحكم للجان فقط، ولا حكم للبشر، وذلك بسبب عمرهم القصير بالنسبة للجان، وبسبب مشاعرهم المتغيرة، على حسب كلامها، وهذه هي القصة' قالت مادي بصوت ناعس 'يا لها من تضحية' أغمضت عينيها واستسلمت للنوم.

البحر السابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن