للنهاية وقع مختلف… يرافقها صمت غريب… أهو الخوف؟ أم الهدوء ما قبل العاصفة؟…
البرج كان طويلا جدا، ومتعب، توقفوا لفترات عدة، لم تكن مادي فقط المتعبة، بل رافقها إكليو بالتعب، تعجبت مادي من ذلك فأخبرها ليڤ أنها قوة البحر، هي تمنع كل من يحاول الركوب لها وفقط القلة من يصمد أمام جبروتها.
كم أخذ منهم أسبوع؟ أم شهر؟ وربما بينهما، لكن الأمر دام لوقت طويل تخلله الكثير من الكلام والضحك، وأثناء ذلك وبينما كانوا يرتاحون قالت مادي 'ليڤ هل لي بسؤال؟' فقال 'ألا يمكنكِ أن ترتاحي وأنتِ صامتة؟' فقال إكليو وهو مسند رأسه بالجدار 'مسستحييييل' تابعت مادي كلامها وكأنها لا تسمعهما 'لماذا تكره هذه المملكة' فقال ساخرا 'أتسمين هذه مملكة؟' لم تجبه بل ضلت تنظر له بتعجب فتابع كلامه 'مجرد مدينة بنيت منتصف الا مكان وسميت مملكة' نظرات مادي المتسائلة مازالت مستمرة فتابع كلامه 'هذه المملكة لا ملك لها تحكمها البحر، لذلك هي بهذا الحجم، فأنتم تعرفون ان للبحر نطاق قوة محدود، وهي أنشأت مملكتها على حدود نطاق قوتها' قالت مادي وعلامات الحيرة قد زالت منها 'هكذا إذا' وبعد صمت طويل قالت 'ليڤ لقد أصبحت ثرثار هذه الايام' فقال وهو ينهض 'هذا بفضل قلة استيعابك' تابع الصعود وهو يقول 'إذا كان لديكِ قوة للكلام فلديكِ قوة للحركة' صرخت مادي منزعجة من ليڤ وقال إكليو بغضب 'أنا كنت صامت' ولكنه لم يستجب لاعتراضهم مما أجبرهم بالنهوض وهم يتضاربون فيما بينهم.
بينما كانوا يحاولون النوم همست مادي الى إكليو الذي يتكأ عليها قائلة 'هل أنت نائم' فقال هامسا 'نامي وإلا جعلنا ليڤ نصعد' فقالت 'لا بأس يبدوا أنه نائم' فقال مزعج 'ليس ببعيد عنا فسيسمعنا بالتأكيد' نظرت مادي الى ليڤ الذي كان أعلى منهم بعدة درجات وقالت 'لا بأس لا يسمعنا' عرف إكليو أنه لا فائدة منها فقال 'ماذا تريدين قصة قبل النوم؟' انزعجت منه وقالت بغضب 'وهل تضن أني طفلة' أجابها بهمس غاضب 'لا ترفعي صوتكِ أنا قريب كفاية لأسمع نواياكِ' هدأت مادي ثم قالت 'أردت متابعة الحديث الذي أوقفه ليڤ' فكر إكليو قليلا ثم تذكر ما تعنيه وقال 'آه ما به' قالت مادي متجاهلة إكليو الراغب في النوم بشتى الطرق 'في ذلك الوقت أحببت فكرة وجوده معنا، فقد كان يعرف الكثير عن الترحال عكسنا، ربما لهذا السبب شعرت بالراحة لوجوده' ثم تابعت كلامها بخجل وقالت 'لقد كان أول رجل يتودد لي لذلك شعرت بالسعادة' خبأت وجهها بيديها من الخجل ثم تابعت كلامها قائلة 'تفهم شعوري صحيح إكليو' أجابها شخير إكليو فشعرت بالغضب وأرادت أن تغلق أنفه بيدها لكن صوت ليڤ اوقفها قائلا 'أول الأشياء ألذها، وحينما نعتاد عليها، نشعر بمرارتها' نظرت له بخليط من الخوف والتوتر وقالت 'هل أيقظتك؟' لم يجب مما جعلها تشك أنه تكلم وهو نائم.
تابعوا صعوهم المرهق حتى وصلوا للقمة وأخيرا هم يقفون أمام باب خشبي متوسط الطول لا يميزه شيء، فقالت مادي بتعجب 'هل هذا باب قصر الملكة؟' أجابها ليڤ 'بل باب سجنها' فتح الباب بدون طرق فلم يجدوا شيء أمامهم كانت الغرفة خالية تماما من كل شيء، غرفة من الطوب الابيض بنافذة صغيرة تطل على المدينة، ولا شيء أخر.
أنت تقرأ
البحر السابع
Adventureعندما تكون العظمة هدفك، والشجاعة سلاحك، والفضول دافعك، فأنك ستنطلق الى اعمق البحار للبحث عن الكنز المفقود.... "المكان مظلم وجاف ويشعرك بالاختناق انه اعمق مكان قد تصل إليه داخلك، انه المكان حيث تفقد فيه روحك، واملك، وقوتك، لذا قاتل حتى لا تصل الى هذا...