الفصل السابع عشر (الوصول)

10 4 0
                                    

تابع الإثنان رحلتهما بحذر بعدما حدث معهم من هجوم قطاع الطرق…

كان مادي هادئ طوال الايام الاولى التي تلت الحادثة لكن لا احد يبقى هادئا بوجود إكليو سرعان ما تغير مزاجه وعاد غاضبا سليط اللسان كما كان بسبب مشاكل إكليو التي لا تنتهي ففي يوما ما قرر إكليو الذهاب لاصطياد حيوان ما لأكله ولم يتوقع مادي انه سيحظر فريسة كبيرة الى ان عاد بجاموس ضخم يكفي لإشباع عشرين رجل من ضخامته، ومرة اخرى ذهب مادي لقضاء حاجته وعندما عاد وجد ان إكليو اشعل نارا ضخمة بحجة ان الجو بارد ولن يتحمله جسد مادي الضعيف ناسيا قرارهما بالتواري عن الانظار، ومرة قرر التباهي بسرعته امام مادي فركض واختفى عن الانظار وبقي مادي لوحده في منتصف الطريق حتى هاجمه بعض الحيوانات المفترسة واضطر ان يواجههم لوحده وعندما عاد إكليو كان قد هزمهم بالفعل وترك العديد من الجروح على جسده، واخر مصيبة اوقعهم فيها هي وصولهم الى الجبال الشاهقة المعروفة بالجبال المحرمة لحرمت صعودها او الاقتراب منها قال مادي وهو متعجب من اقترابهم من الجبال 'الى أين نحن ذاهبون يا إكليو' قال إكليو وهو يشير الى الجبال 'قريتي تقع خلف هذا الجبل الضخم وبين سلسلة الجبال' شهق مادي بقوة لدرجة انه ظن ان روحه خرجت من جسده ثم قال بصوت مبحوح 'الجبال المحرمة… قريتك هناك…' تعجب إكليو من ردة فعله المبالغة فقال 'ما بك انها مجرد جبال' قال مادي بانفعال 'انت لا تدرك الامر لأنك أحمق كلا أنا الاحمق كان علي ان اسألك عن موقع قريتك منذ البداية، انها في الجنوب وماذا يوجد في الجنوب غير الجبال المحرمة سأُقْتل سنُقتل إذا عرف احد بهذا سنموت' قال إكليو ببروده المعتاد 'لا تبالغ انا من سكان تلك القرية ولم يحدث لي شيء ولن يعرف احد انت فقط مهوس بالنحس' صرخ مادي بغضب 'من هو النحس يا وجه النحس لقد كان خطأي ان اتيت معك يا اللهي ماذا علي ان افعل' قال إكليو بتعجب 'لم اكن اعرف انك متدين يا مادي هذه اول مرة تذكر الاله في كلامك' غضب مادي وصفع رأس إكليو بقوة وقال 'ليس هذا المهم يا أحمق كيف سنصعد هذه الجبال سوف نقتل هل تفهم ذلك' قال إكليو وهو يمسح رأسه 'الترحال معك كان اكبر خطأ' ثم تابع كلامه 'لا تقلق هناك طريق خاص لا يعرفه سوى سكان القرية سنعبر بأمان' هذه الكلمات لم تطمأن مادي بل زادته شكا وخوف…

تابع الاثنان سيرهم الى الجبال المحرمة حينها سأل إكليو 'اخبرني لماذا سُميت بالجبال المحرمة؟' قال مادي 'لا اعلم حقا لكن كل ما اعرفه انه محرم صعودها او حتى الاقتراب منها' صمت إكليو ثم تذكر انه اشار الى كاهن قرية المرجان الى مكان قريته واخبره انها قرية مهجورة وليست محرمة لماذا اخفى هذه الحقيقة عنه ولماذا ساعده من الاساس كثير من الاسئلة تحتاج الى اجابات…

وصل الاثنان الى الجبل بدأ إكليو يسير بمحاذاته بحثا عن بوابة الدخول ثم اشار الى مادي وقال له 'انظر هل ترى هذه الشجرة هذه هي رمز بوابة الدخول' تابع إكليو سيره تجاه الشجرة اما مادي قال متمتما 'ما الفرق بينهم كلهم متشابهون' بالنسبة الى إكليو الذي عاش بين الاشجار يعرف كيف يفرق بين الاعشاب المتشابهة لكن مادي يعرف كيف يفرق بين انواع البصل. استمر سيرهم الى ان حل الليل قال مادي 'هل نشعل النار؟' نظر إكليو بتعجب له وقال 'هل تريد اخبار الجميع انك هنا؟' شعر مادي بالخجل من سؤاله فقال 'كنت اختبرك فقط ايها الاحمق'، نام الاثنان تلك الليلة دون اشعال النار فكان الجو بارد فقال إكليو 'مادي اشعر بالبرد هل يمكنني النوم بجانبك؟' قال مادي بتعصب 'كلا مت من البرد' قال إكليو وهو يرتجف 'هيا لا تكن قاسيا اعلم انك تشعر بالبرد ايضا هكذا سندفأ بعضنا' صمت مادي ولم يجب فهو يعلم ان إكليو محق استمر إكليو بالإلحاح عليه الى ان استسلم مادي قفز إكليو من السعادة واضجع بجانبه كان جسد إكليو دافئ جدا حينها ادرك مادي انه لم يكن يشعر بالبرد هو فقط اراد ان يدفأ مادي بجسده همس مادي بلطف الى إكليو الشاخر 'عندما تكبر وتصبح رجلا كاملا ابقى طفلا بداخلك كما انت الان إكليو'…

صباح اليوم التالي وصل الاثنان الى اعتاب قرية إكليو القرية المحرمة…

البحر السابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن