الفصل الخمسون (حرب داخلية)

6 1 0
                                    

بعد أن هدأ قص عليه إكليو ما حدث معهم من البداية حتى النهاية…

قال الرجل بتوتر 'هو بكل تأكيد سيرسل الحرس خلفك وحينها سيعيدوننا الى القبيلة' فقال له إكليو 'ولماذا هربتم من الاساس؟' لم يستطع فهم الأمر فهم عائلة كما أخبره ليڤ.

نظر الرجل الى إكليو متعجبا ثم قال 'ليس لدي وقت للشرح لك' ثم قال وهو يهم بالنهوض 'أبنتي بخطر، كلا جميعنا بخطر' فقال بصوت غليظ أشبه بنمر يخبر فريسته أن لا مهرب لها 'هناك وقت' ذاك التهديد في صدى صوته جعل الرجل يتوقف عن الحراك وهو في منتصف وقفته، ثم تابع إكليو كلامه قائلا 'لن يصلوا مهما حاولوا فأنا أخفيت أثري، وحتى وإن وجدوا المكان سيكون قد حل الصباح' ثم غير من طريقة كلامه لم يعد طفلا لطيفا 'تكلم' عاد الرجل للجلوس فهو قد أدرك أنه تورط مع كائن مختلف، كائن أدرك من يكون.

قال الرجل مخفيا خوفه من إكليو 'أنا أكون أخ زعيم القبيلة، وأخي لم ينجب إلا البنات، ولا خليفة له، لذلك إن مات أخي أخلفه أنا، يختلف الأمر لو أنه أنجب ولدا' قاطعه إكليو قائلا 'وما العيب في أن تخلف أخيك؟' فقال الرجل 'هنا بيت القصيدة، فنحن أخوة من نفس الأب ولكن لأمين مختلفتين، هو أبن الزوجة الاولى التي لم تنجب غيره، فقد مرضت ولا عادت تستطيع إرضاء زوجها، فتزوج أمي التي أنجبتني ثم أنجبت فتاتان غيري، ما سبب الحقد بيننا هو كون والدي هجر زوجته الاولى تماما وما عاد يزورها، ولا ينام معها وحتى حبه لنا كان مختلفا، فهو فضلنا على أخينا الاكبر، مرت الايام وكبرنا وما زلت أذكر كيف أنه كان ينافسني في كل شيء وبالتأكيد كان يتفوق علي، يمكنني فهمه أراد التباهي أمام أبي، ولكنه لم يعره اهتماما' قاطعه إكليو بملل قائلا 'أخبرتك أننا نملك وقت ولكن لا يعني أن تقص حياتك كلها' أعتذر الرجل ثم تابع كلامه 'بعد أن مات والدي ورثه الاخ الاكبر باتفاق الجميع، رغم أن أبي أوصى أن يكون الخلافة لي، لم يهتم أحد بوصيته حتى أنا، رغم ذلك كن لنا الحقد الكبير ففي أحد الليالي وامام الجميع قال لي أنت لن تحكم أبدا، ولذلك هو يريد القضاء علي وعلى عائلتي كلها وخواتي حتى لا تنجب أحدا منهن ولدا' نظر إكليو للسجن فوجد طفلا تحتضنه أمرأه فقال 'فتى' فقال الرجل 'أجل' فهم باقي القصة زاد الامر بعد ان ولد هذا الفتى، لذلك كان عليهم أن يهربوا.

نهض من مجلسه ثم قال 'حسنا سأساعدك' نظر له الرجل وقال 'وكيف؟' قال إكليو وهو مبتسم 'أنا أدعى إكليو، وأنا سليل شيطان، وأنا الفتى الذي سيدمر العالم' لم يفهم الرجل ولكن طالما أنه سيساعده فلا يهم لو كان الشيطان نفسه.

في المقابل بينما كان دان غافيا، كانت مادي تحاول النوم الى ان رمقت ليڤ وكأنه يتحدث مع أحد فسألته 'مع من تتكلم؟' فقال 'مع رسول' عرفت انه لن يجيب إذ لم تسأل فقالت 'وماذا يريد؟' أجاب 'في الصباح ستعرفين' ليڤ يحب الغموض مثل إكليو تماما ربما بسبب انجذابهم للظلام.

في صباح اليوم التالي أشرقت الشمس كما اعتادت كل يوم بدون ان يوقفها أحد، تعرف الشمس هذا لذلك تنشر أشعتها في كل مكان بمرح.

كان اليوم هادئ، خرج الجميع للعب كالعادة وبدون أي مقدمات عادت مجموعة الفرسان مع الناجين من العصابة ومعهم إكليو بكل فخر بعد أن جمع الضائعين في الصحراء ليلا، تقدم الزعيم راضيان مرحبا بهم، ويعانقهم وكأنهم مسافرين عائدين من رحلة طويلة.

أدخلهم راضيان الى الحجرة الضخمة المبنية خصيصا للاجتماعات وسط القبيلة مع وجبة ضخمة ليأكلوا ويملئوا بطونهم، قال إكليو قبل أن يأكل أحد 'أين رفاقي' فقال الزعيم 'لقد غادروا' تجمد وجه إكليو بوجه مبتسم خالي من المشاعر 'متى؟' فقال الزعيم وهو يتصنع التفكير 'قبل أن تصلوا بمدة قليلة' تعجب إكليو ثم قال 'لا بد أنهم لم يصبروا لعودتي، لا بأس فأنا أعرف كيف أجدهم' رد الزعيم مظهرا عدم مبالاته 'هذا جيد، والان فلتأكلوا' توتر الجمع من الاكل لكنهم أطمأنوا عندما بدأ إكليو بالأكل، ثم سقطوا الواحد تلو الاخر مغشيا عليه.

نهض الزعيم من مجلسه وهم بالمغادرة ولكن صوت ضحكة خفي أوقفه، أستدار بعنف يبحث بين الجثث عن صاحب صوت الضحكة نهض جسده وكأنه قد بعث حيا مرة أخرى يتمايل بينما يقف معطيا ظهره الزعيم، قائلا بصوت خبيث 'غريب رغم أن الطعام مسمم لكن لم أمت، كلا لم يمت أحد غيرك' تعجب الزعيم هو رجل خاض الحروب ويعرف معنى الوحوش وهذا الذي أمامه شيء مختلف قال الزعيم محاولا الصمود 'كي..كيف أنا لا أفهم … من أنت؟' أستدار ببطء وهو يقول 'أنا أبن الشيطان'

أستيقظ عيد على صوت أبنته وعندما فتح عينيه أدرك ما جرى، فقد عاش عيد ومات راضيان مسموما.   

بينما كانت المجموعة تتابع طريقها الى مكان البحر قالت مادي 'لم أفهم ما جرى هل يمكنكم أن تشرحوا' فقال إكليو متذمرا 'أنتِ تحبين القصص' أهتز جسدها سعادة وقالت 'قص لي ما جرى' فقال مستجيبا لطلبها 'أدركت أن الزعيم يريد قتلهم ولذلك أرسل الجنود، فأرسلت الى ليڤ طالبا منه الدعم الداخلي، فأرسل رسالة الى الحراس كاتبا أعيدوهم احياء، تفاجئ الزعيم عندما راءهم، ولكن مساعده أخبره بأمره الثاني الذي لا يذكره، وهو معتاد على ذلك بسبب كثر شربه، أن يصنع طعام مسموم لهم، والباقي أتممته أنا، فقمت بتنويم الجميع بعدها أوهمت الزعيم انهم أكلوا من الطعام، وحينما ظن أن الجميع أموات نهض مغادرا، فقمت قليلا بتخويفه بعدها طلبت من أحد الجنيات أن تتحكم به وتجعله يأكل من الطعام حتى مات مسموما' انبهرت مادي من الخطة وقال دان بعد أن ارتعش جسده 'شيطان' ضحك إكليو ثم قالت مادي متسائلة 'ماذا جرى لهم يا ترى' فقال إكليو 'هذا يعتمد عليهم'، مازال الطريق مستمر والنهاية قريبة…

البحر السابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن