الفصل الخامس والعشرين (البحار)

10 3 1
                                    

مر أسبوع من معرفة مادي ماضيها تغيرت شخصيتها كثيرا فباتت اهدأ من قبل واللطف كذلك مما جعل إكليو يرتاب منها…

'إذاً سمتكِ أمكِ تهنيد' قال إكليو ثم تابع كلامه 'لم يجتهد أحد في تسميتكِ' ضحكت مادي وقالت 'أليس كذلك لا أظنهم أهتموا بتسميتي حتى' قال إكليو 'إذا ما هي الخطوة التالية ؟' قالت مادي 'سنتوجه للبحر الثاني بحر مملكة عشير' قال إكليو بحماس 'مملكة عشير تشتهر بالمعمار العجيب متحمس لرؤيتها' قالت مادي 'نحن لسنا ذاهبين للتنزه' قال إكليو بلا مبالاة 'اهه أجل ذاهبون لتدمير العالم' تعجبت مادي لأنها لم تخبر إكليو بشيء مما تعرفه فقالت له بهدوء لم يعتده إكليو بعد 'من أخبرك بذلك؟' قال إكليو 'لا أظني سأعتاد على شخصيتكِ الجديدة' ثم تابع كلامه قائلا 'هناك أمور أعرفها وأمور يخبرني بها أحد ما هل تذكري البيضة التي أخبرتكِ عنها؟' قالت مادي 'أجل والرؤية عن الحرب التي رأيتها' قال إكليو 'أجل حينها ظننت أني رأيت شيئا من الماضي لكني كنت مخطأ لقد كان المستقبل وأنا من سأقود تلك الحرب وسأدمر العالم كله' كلام كبير ينطقه طفل صغير بهدوء، وكأنه يقص قصة تافهة لا يهمه أمرها، حينها فقط تذكرت مادي ما رأت، جسد إكليو المغطى بالدماء، وتلك الجثث حوله، بات كل شيء واضح الان، المستقبل المظلم الذي ينتظر هذا الطفل الصغير، زاد إصرار مادي بتغيير المستقبل، مستقبل إكليو مهما كلفها هذا من ثمن…

قرر إكليو أن يعود الى قرية المرجان ليحادث كاهنها ليجيب على الكم الهائل من الاسئلة التي يملكها، لذلك شد الاثنان الرحال وتركوا خلفهم القرية المحرمة او قرية بحر إغريق…

شعر الأثنان بالخوف والجمود عندما شاهدا قرية المرجان محطمة عن بكرة أبيها، وكأن إعصارا مر منها وحطم كل ما فيها. ركض إكليو في الأرجاء وهو ينادي بأسماء أهل القرية لكن لا مجيب، سقط على الارض محملا بالذنوب فهو السبب في موت كل من في هذه الارض لأنه كان معهم، هذا ما فكر به بقلبه الصغير، وقفت مادي بجانبه لتواسيه لكنها لم تعرف ماذا تقول لتخفف عنه…

تابعا طريقهما للعودة لقرية ارجان لعلهم يجدون خبراً عما جرا عند كاهنها، لكن الصدمة تكتمل عندما يرون قرية ارجان محطمة كذلك ولا أثر لسكانها، صرخ إكليو غاضبا 'ما الذي يجري هنا ماذا حدث للجميع؟' توجه الى مادي وتمسك به رجيا 'ألا يمكنكِ معرفة ما جرا بقوتكِ؟' توترت مادي من انفعال إكليو ولم تعرف ماذا تفعل او تقول…

بات الاثنان في انقاض قرية ارجان متأملان في عودة أحدا ما ليخبرهم ما جرى هنا، وبينما هما كذلك حتى سمعا صوت خطوات شخص يتسلل بين البيوت، فقرر الاثنان إحاطة المتسلل فتوجه إكليو للخلف ودخلت مادي من الباب الأمامي، وفور ان وجهت السلاح حتى تفاجأت من كون المتسلل طفل فأبعدت سلاحها خوفا على الطفل، لكنه توجه هاربا للخلف وقبل ان يهرب امسكه إكليو وطرحه أرضا سائلا إياه 'من أنت؟ ومن أين أتيت؟ هل تعرف ما الذي جرى للقرية' كان الفتى خائفا لذا بدأ بالبكاء والترجي بأن يتركه حيا لكن هذا زاد من غضب إكليو الذي كان مستعد لتوجيه ضربة للفتى، لكن مادي أوقفته قبل ذلك قائلة له 'توقف إكليو ألا ترا أنك تخيفه' هدأ إكليو عندما رأى دموع الفتى الصغير فتركه وابتعد عنه ليهدأ من أعصابه، بينما مادي كانت تلاطف الطفل وتقول له 'هل أنت لوحدك لدي بعض الطعام ما رأيك أن تأتي معي وسأعطيك بعضه' أشار الفتى بعينيه الى إكليو فقالت مادي 'لا تقلق أنه شخص لطيف لكن أنا وهو كنا غائبان لفترة عن القرية وتفاجأنا برؤيتها محطمة هل تعرف ما جرى هنا؟' قال الفتى بعد أن مسح دموعه 'هل ستعطيني الطعام إن أخبرتك؟' قالت مادي 'أجل والكثير منه' ابتسم الفتى ثم قال 'مر على الامر ما يقارب الشهر عندما أمر الملك بتحطيم كل القرى المبعثرة وارسال كل المواطنين المؤمنين الى المدن وقتل كل الأشخاص الغير مؤمنين وبالتأكيد حتى الاطفال منهم، مازال الجنود في الخارج قد يرونكم في أي لحظة لذا كونوا حذرين منهم' تعجب مادي عندما قال شهر فهم غابوا عن القرية لمدة اسبوعان فقط.…

سمع إكليو الكلام وابتهج قائلا 'هذا يعني أن الجميع بخير' لكن حينها تذكر الأشخاص الذين قابلهم من القرى المهجورة ثم قال غاضبا 'هل ماتوا كلهم؟' قال الفتى 'لا علم لي أنا استطعت الهرب من الجنود لكن لن يستمر هروبي للأبد، إما أن أموت على أيدي الجنود او من الجوع والعطش' شعرت مادي بالحزن وارادت فعل شيء لكن كان هناك شيء يمنعها…

أعطت مادي الطفل بعض الطعام وغادر مسرعا دون معرفة وجهته قالت مادي بحزن 'كان علينا أن نسأله عن وجهته' قال إكليو كاتما غضبه 'وما الذي ستفعلينه إذا عرفتي ذلك؟ لا شيء سيتغير' قالت مادي بهدوء 'أنت قلت أنك ستدمر العالم، يعني أنك ستقتل الكثير من البشر، هل أنت مستعدا لذلك؟' لم يجب إكليو عن كلامها كان الاثنان جالسان في انقاض بيت جوان اطفئا النار بعد أن سمعوا القصة من الفتى خوفا من الجنود ومن قطاع الطرق الجوعى، تابعت كلامها قائلة 'حسنا ما هي وجهتنا التالية' قال إكليو 'العاصمة أخبرني كاهن المرجان أن هناك مكتبة كبيرة وقد نجد المزيد من المعلومات عن باقي الممالك، من الافضل أن نستعد لكل شيء' انها كلامه وتوسد الارض لينام بقي مادي يتأمل إكليو الذي اصبح يتكلم بلسان الرجال لا الاطفال بعض الاحيان يشعر مادي أن إكليو رجل قزم لكن سرعان ما يغير رأيه عندما يبدأ بافتعال المشاكل…

البحر السابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن