لم يكن مادي يعلم أنه تم نقله الى بعد أخر وذلك لأنه لا يتوقف سريعا عن البكاء حينما يبدأ…
توقف عن البكاء بعد أن سمع صوتٌ انثوي دافئ يقول 'لا تبكي يا أبنتي فنحن حين نريد البكاء نضحك بصوت عالي حتى يظن من يسمعنا أننا فقدنا عقولنا' تعجب مادي من الصوت وعندما رفع رأسه وجد فتاة شابة وكأن الزمن توقف امامها في مكان غريب مضيء باللون الأزرق الدافىء خالي من كل شيء ميز من شكلها أنها من الجان وقال 'أنتِ الملكة' قالت بابتسامة لطيفة 'أنا هي أمك' قال مادي 'أمي؟ أمي ماتت عندما كنت طفل وكذلك أبي بعد أن هربا بي بعيدا عن ظلم أحفادك' ابتسمت الملكة وقالت 'دعيني أخبركِ بتكملة القصة يا فتاتي الجميلة' جلست الملكة في منتصف الامكان وجلس مادي بجانبها وحينما استقرا بجانب بعض أمسكت الملكة بيد مادي وقالت 'بعد أن أقنعت الملك من التوجه الى الشجرة المقدسة في الصباح ذهبنا نحن الاثنان فقط بكل سرية وهناك أخبرنا عن حقيقة العالم' قال مادي 'وماهي حقيقة العالم؟' قالت الملكة 'ما هي…اتساءل… نحن نعيش في أبعاد مختلفة وكل بعد يختلف عن الاخر وهناك شخص، شخص واحد فقط يمكنه التحكم في الابعاد كتحطيمها او تغيير مستقبلها وماضيها هذه الابعاد سماها البحار الستة والبحر السابع هو البعد الاصلي للعالم وحيث يوجد السلام الابدي' قال مادي متعجبا 'السلام الابدي' تابعت الملكة كلامها قائلة 'لم يصدق الملك كلام ذلك الرجل فغضب واراد العودة لكني أصريت عليه بالبقاء تابع ذلك الشخص كلامه وقال أن هناك قوى قديمة أستخدمها البشر سابقا عندما كانوا متحدين مع الجان وهذه القوى تسمح لهم بالتحكم جزئيا بالأبعاد ويصبحون يعرفون المستقبل وكيف تغييره وثمن ذلك أعجبتني الفكرة وسألته كيف الطريقة وقال أن الطريقة الوحيدة هي أن أصبح أنا مفتاح الباب المؤدي الى القوة وأسمي هو الكلمة السرية للحصول على القوة رفض الملك ذلك خاصة أني كنت وقتها حامل بطفلي الرابع كنت حينها حامل بكِ' تعجب مادي وقال 'هذا مستحيل لقد مر قرن كامل كيف ابقيتني في جوفك؟' قالت الملكة 'انظري حولكِ هذا المكان قد توقف الزمن به وحينما حصلت على القوة رأيت المستقبل وعرفت أن ولادتك في ذاك الزمن خطأ لذلك قررت أن ألدك في هذا الزمن حيث تصبحين العون الوحيد واليد اليمنى لمفتاح البحر السابع' قال مادي 'تقصدين إكليو؟' اجابت الملكة 'أجل مهما حدث عليكِ أن تذهبي برفقته الى البحر السابع وأن تجعليه يدمر الابعاد الست كلها' تعجب مادي وقال 'لماذا تقولين ذلك هذا جرم' قالت الملكة بحزم 'ستعرفين حينما تحصلين على القوة تهنيد' قال مادي 'تهنيد؟' قالت الملكة بلطف وكأنها تخاطب طفل رضيع 'أجل هذا هو أسمك الذي سميتك به' قال مادي بحزن 'كيف قبل الملك ذلك أن تضحي بنفسك؟' قالت الملكة 'هو لم يقبل أنا أجبرته على ذلك ولفرط حزنه أعتزل النساء من بعدي أشفق عليه، ولكن لو أنه لمس امرأة أمامي لقتلته' انهت كلامها بضحكة خجلة ثم قالت 'أنا وهو عرفنا المستقبل ولذلك صبرنا طوال تلك السنين لأننا نعلم أنه هناك لقاء أخر قريب مهما بعد' قال مادي 'هذا اللقاء في البحر السابع بعد أن يتم تدمير الأبعاد كلها' قالت الملكة 'أجل، لا تقلقي ستعرفين ما أعنيه قريبا الان أغمضي عينيك وعندما تكونين مستعدة أنطقي أسمي' قال مادي 'وما هو أسمك' قالت الملكة 'لا تتغابي عزيزتي أنتِ تعرفينه بالفعل لأنك أبنتي' صمت مادي ولم يسأل أكثر ما زال لا يصدق كونه أبنت الملك والملكة والوريث الشرعي للحكم ليصدق أمر الابعاد والبحار وكل تلك الاشياء لكنه أغمض عينيه عندما تذكر إكليو وتذكر وحدته وحزنه قرر أن يتخطا ضعفه ثم قال 'سايلين' حينها فقط مر في رأسه كل ما رأته الملكة في حاضرها والمستقبل البعيد الذي تكلمت عنه ورأى أيضا صديقه إكليو الذي كان أكبر عمرا في الخامسة عشر ربما مغطا بالدماء والمطر يغسل جسده عينيه الغاضبتين ونفسه المتقطع وذلك الرجل ذو اللباس الاسود أمامه يخاطبه ويقول له "أفتح الباب أيها المفتاح" فيرد عليه إكليو "أنا لست بمفتاح الى أحد" ثم يتمتم بشيء لم يستطع مادي سماعه وبأثره يغضب ذلك الرجل ويتوجه بضربة قاضية ناحية إكليو المبتسم وبعدها يفتح مادي عينيه ليجد إكليو امامه بوجه قلق وحزين ابتسم مادي لكونه مجرد حلم وان صديقه الطفل ما زال بخير خاطب نفسه بحزم قائلا "لن أسمح بشيء مثل ذلك أن يمس إكليو سأحميه وإن توجب علي تدمير الابعاد بنفسي" حينها ابتسمت الملكة برضا عندما سمعت أفكار أبنتها وقالت 'هذه هي أبنتنا يا اغريق الست فخورا بها'…
أنت تقرأ
البحر السابع
Пригодиعندما تكون العظمة هدفك، والشجاعة سلاحك، والفضول دافعك، فأنك ستنطلق الى اعمق البحار للبحث عن الكنز المفقود.... "المكان مظلم وجاف ويشعرك بالاختناق انه اعمق مكان قد تصل إليه داخلك، انه المكان حيث تفقد فيه روحك، واملك، وقوتك، لذا قاتل حتى لا تصل الى هذا...