الفصل الثاني والاربعين (الطفل الضائع والجنية الشريرة)

6 2 0
                                    

جلس الجميع في مكانه منصت للقصة، يعرف كل منهم أنها تعنيه، وسيجد الجواب لسؤاله فيها.

قال الحاكم 'منذ زمن طويل، طويل جدا، وقبل الحروب والدمار، عقد شعب من السحرة عقد مع الشيطان، أن يملكون قوة لا يملكها أحد غيرهم، وأن يصبحوا سلاطين هذا الزمان، ولكن لا أمان للشيطان، كما لا أمان للبشر، عقد الشيطان معهم صفقة، أن يفدوه بحسناء قومهم كل عشرين سنة، ولا يسألوه عنها، وسيعطيهم القوة والجبروت، وعمر يدوم لمئات القرون، وعلماً لم يُعْطَى لأحد غيرهم، فأخبرهم عن البحار الستة، والبحر السابع، وعن المفتاح، وأعطاهم القوة التي تسمح لهم بقتل أقوى الوحوش بلحظة، ولكنهم طمعوا وارادوا قوة البحر السابع فبذلوا الغالي لأجل الحصول عليه، ولد فتى من أم حسناء ولكنها لم تكن الأجمل بين قومها، ولد ذلك الفتى يتيما فكان كل ما يملك هي أمه، ربته لوحدها فلم يعنها عليه أحد، فزاد حبه لها وحبها له حتى باتا لا يفترقان أبدا، عندما أقترب يوم التضحية، أدرك الجميع أن أميرتهم المدللة هي أجمل من في قومها، بكت الأميرة كثيرا لكونها ستصبح الأضحية القادمة، وبكى الشعب معها لحبهم لها، فقرر الملك أن يقوم بتشويه أبنته، وهكذا لن تصبح الأجمل بين قومها، صُعِبَ على الملك فعل ذلك بأبنته، وحينما كان ضائعا حيرانا، وجد في طريقه تلك الحسناء، كانت تشبه نوعا ما أبنته، مع بعض التجميل ستصبح مثلها ولن يكشف الشيطان خطتهم، ولكن كان بجانبها طفل صغير لم يترك أمه، ولم تقبل الأم كل العروض التي قُدِمَت لها، فقد قال لها الملك ضحي بنفسك وسيعيش أبنكِ أفضل عيشة سأقربه لي وأربيه كأبن لي وسيرث العرش فلا أملك فتيان في قصري، رغم ذلك لم توافق الأم فلا طاقة لها على فراق أبنها، وهي تعلم أن وعود الملوك باطلة، أستمر الملك في محاولات إغرائها ولم تفد، فلم يجد سبيلا أخر غير أن يقوم بتهديد حياة أبنها فأمسك به و وضع الخنجر عند رقبته وقال لها أطيعيني أو أقتله صاحت الام بحرقة، و وافقت على مضض، بينما قام الملك سرا بالتخلص من الطفل، كونه يعرف أنه سينهض للانتقام منه، تنقسم القصة الى قسمين مصير الأم والأبن فأما مصير الأم فقد تم التضحية بها للشيطان، ماذا يفعل الشيطان بضحاياه؟ هل يأكلهم؟ ام يعذبهم؟ ام يجعلهم زوجات له؟ لكن الشيطان لم يكن يفعل شيء بهن أسكنهن في مكان بعيد ونائي، أقترب من من سمحت له وبقي بعيد عن من لم تسمح له، عرف الشيطان أمران عندما حصل على اضحيته الجديدة، الاولى أن هذه الفتاة ليست الأجمل بين قومها، والثانية أنها سُلب منها طفلها غصبا عنها، لم يضع الشيطان شرط أن تكون الفتاة بكرا أم لا، حزن الشيطان لحزنها، فقد كانت فتاة لطيف ومتمسكة جدا بطفلها، لم تبقى طويلا في الحياة وسرعان ما فارقتهم بسبب حزنها، شعرت أحدى الفتيات بالحزن وقد كانت الأقرب لذلك الشيطان فقالت له أن ينتقم لها، ففعل كما طلبت منه، لا لكون اضحيته قد ماتت، ولا لكونها طلبت منه، بل لكونهم خدعوه ولم يوفوا بوعدهم، قد تظنوا أن الشيطان شخص طيب كونه يعتني بالفتيات، كلا، هو فقط يفعل ذلك لمصلحة في نفسه، نعود للفتى طلب الحاكم من عدة فتيان ان يأخذوا هذا الطفل الى الغابة وينحروه هناك ويقطعوه ويخفوا جثته، ولكن الطفل أستطاع الهروب منهم في الغابة، وركض حتى سقط في جرف عميق، فظن الفتيان أنهم أنجزوا مهمتهم بسهولة، لكن الفتى لم يمت، أستيقظ ونظر حوله و وجد الظلام فقط، تابع سيره محاذاة الجدار محاولا العثور على مخرج، سار وسار حتى سقط، ثم نهض وتابع سيره، لم يعرف الفتى كم يوما بقي يسير ولكن كل ما كان يفكر فيه هو الوصول الى أمه، حتى وصل الى مخرج، وأدرك أنه في الغابة المحرمة التي تسكنها الجنية الشريرة، تلك الجنية تقتل كل من يدخل أرضها ولم تهتم طفل كان أم رجل، شعر بالخوف ولكن كان له هدفا أكبر، عليه الخروج لإنقاذ أمه، تابع سيره متجاهلا كل الصرخات، والاصوات المرعبة، كان يرغب بالبكاء، ولكن لا وقت لديه، أُعجبت الجنية بقوة الفتى، فظهرت أمامه وقالت له ما الذي يعطيك الدافع للاستمرار، فأجابها بصوته الضعيف أريد إنقاذ أمي من الشيطان، ضحكت الجنية بصوت عالي حتى طارت الغربان من الأشجار، خوفا من صوت ضحكتها، غضب الفتى وسألها ما يضحكك؟ فقالت الجنية أضحك على بؤسك، فأنتم إيها البشر لا يسقطكم إلا خسارة الأحبة، تعجب من كلامها ثم قال لها ماذا تعرفين أخبريني لقد كان ضعيفا منهكا ولكنه صرخ بصوت قوي غاضب أثار إعجاب الجنية به، فقالت له وهي تبتسم لقد ماتت منذ زمن طويل، لم يستطع الطفل تحمل الصدمة فوقع مغشيا عليه، لم تعرف الجنية لماذا اعتنت به ولكنها أدركت أن هذا الفتى سيكون مفيدا لها، استيقظ الفتى حزينا مما سمع وبدأ بالبكاء فور فتح عينيه، أمي لماذا تركتني يا أمي، ثم تحول حزنه الى غضب، وقال بصوت أشبه بثور هائج سأنتقم لك ممن قتلك، فقالت الجنية بهدوء وهي تنظر للنجوم في السماء لقد مات، نظر لها متعجبا ثم تابعت كلامها غضب الشيطان لأنهم خدعوه فلم تكن أمك أجمل قومها، إضافة أنه خسرها فور الحصول عليها، لذلك قام بقتل الحاكم وعائلته كلها، وتفرق قومك مع لعنة بسيطة وهي أن لا قرار لهم، رغم صغر سنه فقد كان فتا ذكي ففهم ما تقصد، وهدأ قليلا ثم قال إذا ممن علي أن أنتقم، فقالت له من العالم لكه، وهكذا نمت علاقة قوية بين الجنية والفتى علاقة بنية تدمير العالم عن طريق البحر السابع.
البحار الستة هم أرواح الفتيات الاتي أخذهن الشيطان، فقد أستخدم أرواحهن القوية لفتح الأبعاد، وأما المفتاح فقد كان جنين فتاته ومن نسله، وقال قبل أن يضحي بنفسه ليتم اللعنة "سيكون دمار هذا العالم على يدي جنيني"، استخدمت الجنية أرواح بني نسلها للدخول الى الأبعاد فهذه كانت الطريقة الوحيدة، فلم يستطع البشر استخدام قوته بدون مساعدتهن، وقام الطفل الضائع بإغواء البشر ليستخدموا قوة البحر. 
أسم الجنية هو سايلين وأسم الفتى هو جوان وأسم الشيطان هو إكليو'.
أسماء مألوفة وقصة غامضة هل هي حقيقة أم كذب؟ ولماذا يعرف الحاكم هذه القصة وما علاقة ليڤ بها؟ دار رأس مادي بالكثير من الأسئلة ولكنها لم تستطع إزاحة عينيها عن إكليو الذي لم يُصدم من سماع اسمه…

البحر السابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن