حدد ليڤ موقع القبيلة، تحركت القافلة الصغيرة بوتيرة سريعة، فهم لا يرغبون بإهدار المزيد من الوقت.
اعتادت لامار تواجدها مع المجموعة الغريبة، فكان دان كالأخ الأكبر فهو معتاد على التعامل مع الأطفال، بقيت تحادثه طوال الرحلة وهو يستمع بحرص لها ويجيب بحذر حتى لا يزعجها، وكانت مادي كالأخت الكبرى فكانت تساعدها في الطبخ، وأعداد المائدة وتوزيع الطعام، وإكليو كان كالأخ الأصغر فكانت تعلمه الطريقة الأسرع لصيد الزواحف، وليڤ فكان مثل الاب لهم يحميهم ويحذرهم، بعيد عن الجميع ولكنه الأقرب لهم، فهو يعرف متى تشعر مادي بالبرد ومتى يجوع إكليو، ولم تفهم المسافة بين دان وليڤ.
مضت الأيام بسرعة و وجدوا أنفسهم قريب قبيلة لامار، قال ليڤ وهو يشير الى مكان أشبه بالقرية 'هذه هي قبيلة عذار' تعجب الجميع لرؤية البنيان وسط الصحراء، والنخيل من حولها بدت وكأنها واحة جميلة ولكنها خالية من بركة الماء، بنيت البيوت من الحجار، و وزعت بشكل منظم ومدروس، وفي وسط تلك البيوت البسيطة، بني بيت من طابقان ومنارة ضخم البنيان أدرك الجميع أنه بيت الزعيم.
للقرية مدخل واحد يحرسه بعض الحرس وما أن أقبلوا حتى شهروا الأسلحة وطلبوا منهم التوقف من مسافة بعيدة، صرخ أحد الحرس قائلا 'من أين أتيتم؟، وماذا تريدون؟' رد ليڤ 'لكم طفلة ضائعة وجدناها في قلب الصحراء، ونحن هنا لنردها لأهلها' ثم أشار الى لامار وما أن راءها الحارس حتى قال 'ألستِ أبنة عيد أبن عم الزعيم رضيان' قالت الطفلة 'أجل أنا لامار أبنة عيد أبن جميل أبن سحام أبن عذار' فقال الحارس 'وأين أهلك؟' بدأت لامار بالبكاء فضمتها مادي ثم قال ليڤ 'تم الهجوم على قافلتهم من قبل قطاع الطرق، من حسن حظها أنهم لم يروها' ثم تابع كلامه 'سمعنا صوت بكائها بينما كنا نترحل' فقال الحارس تعالوا معي سآخذكم الى الزعيم رضيان' فقال إكليو 'ليس لدي الكثير من الوقت، علي الذهاب للبحث عن الباقي' فقال له ليڤ 'لا بأس اذهب أنت وأنا سأشرح للزعيم كل شيء' غادر إكليو مسرعا أراد دان الذهاب معه ولكن إكليو قال له 'وجودك سيبطأ من وتيرتي' غادر راكضا بسرعته المعهودة، ودعته لامار بعينيها أملة أن يعود بباقي أهلها.
دخلوا الى أرض عذار، وأينما يسيرون يسمعون همسات من كل مكان تقول 'أليست هذه لمار؟' 'من هؤلاء الأشخاص' 'يا لجمالهم من أين أتوا' 'يبدون رجال أقوياء' 'هل هذه فتاة معهم لماذا تسير مع الرجال؟' 'لا يبدوا أنهم عائلة واحدة'، تمنت مادي حينها أنها لم ترزق بسمع جيد.
وصلوا الى المنزل الذي توسط القرية، فقال الحارس 'تفضلوا بالدخول' تعجبوا من تصرفه فهم اعتادوا الانتظار في الخارج حتى يؤذن لهم بالدخول، ما أن دخلوا حتى أستقبلهم الرجال واقفين ويحيونهم بأحسن التحيات، أجلسوهم على الارض وقدموا لهم الطعام والشراب، واغدقوا عليهم بالضيافة، أجلس زعيمهم رضيان لامار في حجره وكان يضمها ويقبلها وكأنها طفلته الصغيرة، شكر الزعيم شهامتهم ثم قالت لامار بسعادة 'وعدني إكليو أنه سيعيد عائلتي كلها' تعجب الزعيم وقال 'إكليو من يكون؟' نظر الى المجموعة سائلا عن تفسير فقال ليڤ 'رفيق لنا له خبرة في الترحال وتقفي الاثار أنفصل عنا عند القرية، لقد أخبرتنا أبنتكم بشان ما جرى فعز عليه الدخول دون إعادة الجميع' أبتسم الزعيم بسعادة وقال 'يا له من رجل' ثم قال وهو يحك لحيته الكثيفة 'ونحن لن نترك أهلنا لرجل لا نعرفه سأرسل الجيش في خبرهم' كان الزعيم رجلا ضخم البنية وكأن جسده أعتاد القتال، كثيف الشعر طويل القامة، له هيبة تناسب مقامه، وابتسامة تسر الخاطر، طلب من الفتية أن يبقوا ضيوفا في داره، فوافق ليڤ دون جدال.
في وسط الصحراء ركض إكليو بسرعة كالبرق راغبا في الوصول الى مقر العصابة قبل حلول الليل فقد خطط تحرير من أمسكتهم العصابة أولا خشية على حياتهم أو أن يقوموا ببيعهم، بعدها البحث عن الذين تاهو في الصحراء، فهو يعرف خبرهم وأنهم بخير.
وصل إكليو الى مقر العصابة في المساء كما خطط كان القمر بدرا مما صعب عليه الاختباء ولكنه أستعار قوى الجن، فطلب منهم إخفائه وهكذا أستطاع التحرك بهدوء دون شعور أحد به، عرف مداخل ومخارج المكان، وأين موقع الاسرى، وضع خطة واحدة 'سأغلق جميع المخارج حتى يبقى مخرجا واحد، ثم سأقتل كل أفراد العصابة، وبعدها أحرر الاسرى' كان قلقلا من أن لا يثقوا به ولكن لا يوجد لديهم حل أخر غيره. وهكذا بدأت الخطة، بينما كانوا نياما وتركوا شخصان للحراسة بدأ بإغلاق المخارج السرية، التي لا تخضع للحراسة، أغلقها بعد الاستعانة بقوة الجن فسدوا الحفر بالرمال والحجارة، بعدها بدأ مع المخارج الظاهرة وكانت عبارة عن ثلاث مخارج فوكر العصابة يقع على تل عالي ولا يمكنك ركوبه إلا من ثلاث مسارات ظاهرة، وهم قاموا بحفر بعض المسارات السرية حتى يتسنى لهم الهروب متى ما أرادو. عرف أن إغلاق المخارج الرئيسية سيسبب جلبة لذلك عليه جعل الأمر يبدوا طبيعي، بينما كان الحارسان ينظران لمكان أخر، قامت أحدى الجنيات بتحطيم جزء من التل فتساقط ليسد أحد المخارج، غضب الحارسان وبدأا يلعنان حظهما، فما كان من إكليو حتى قام بمقطع رأسيهما في الوقت نفسه، أمسكت الجنيات بأجسادهم ورؤوسهم ليخفوها في مكان بعيد حتى لا يعثر عليهم أحد، بعدها قام بسد المخرج الثاني بالحجارة الضخمة التي جلبتها الجنيات، وبقي مخرج واحد، حدث كل هذا ولم يشعر البقية بالأمر بسبب شربهم الخمر قبل النوم. شعر إكليو بالسوء لقتلهم وهم نيام لذلك ترك الأمر للجنيات فهن خبيرات بذلك، كتمن أنفاس النيام حتى خارت قواهم نازعوا الموت ولكن لم يكن بإمكانهم فعل شيء. مات الجميع كما خطط إكليو.
في أثناء ذلك أرسل زعيم قبيلة عذار جنده لتقفي أثر إكليو، لم يعرفوا أنهم يتبعون خليفة الشيطان.
بقي الثلاثة في غرفة واحدة فقالت مادي 'نحن أسرى أليس كذلك؟' فقال ليڤ 'من الخاطئ الظن غير ذلك' تعجب دان وقال 'ألم ننقذ طفلتهم؟ لماذا يفعلون ذلك' بينما هم كذلك فُتح الباب ودخلت لامار الغرفة مطأطأ الرأس بخجل قائلة 'أنا أسفة، رغم أنكم أنقذتم حياتي، يعاملونكم هكذا' قالت مادي بلطف 'لا علاقة لكِ بالأمر، هذا أمر الكبار ومن الطبيعي أن يقلق، فلدينا رفيق غائب ماذا لو كنا نضمر الشر لكم؟' فقال دان مؤيد 'معها حق قد لا نكون أشخاص طيبين مثل ما تعتقدين' قاطعهم ليڤ قائلا 'نحن كذلك ولكن كلامكم لا يساعدنا' لم تعرف مادي ما تضيف، وانزعج دان من كلامه فقالت لامار 'سأحدث عمي عن الامر أكثر' غادرت قبل أن يمنعها أحد من فعل ذلك.
توجه إكليو الى السجن تعجب الجميع عندما رأوه فقال بلطف 'لا تقلقوا فأنا هنا لإنقاذكم' فتح باب السجن وقال لهم 'هيا بسرعة فلامار في انتظاركم' خرج رجل من بين الجمع عرف إكليو أنه أب لامار مسك أكتافه بقوة وقال له 'هل هي بخير؟ هل أبنتي بخير؟' أبتسم له إكليو وقال 'أجل أنها بخير وقد قمنا بإعادتها لقبيلتكم' تجهم وجه الرجل وقال 'ماذا فعلتم؟' تعجب إكليو وقال 'أعدناها لأهلها' غضب الرجل وقال 'يا إلهي لماذا هذا يحدث بعد عناء الهروب' تعجب إكليو من كلامه وقال 'عن ماذا تتحدث؟'
فقال الرجل بعد ان جلس على الارض من هول الصدمة 'نحن من الأساس هاربين من قبيلتنا، أبنتي في خطر' ثم بدأ بالبكاء خوفا على أبنته، أما إكليو فشعر بالقلق على رفاقه…
أنت تقرأ
البحر السابع
Adventureعندما تكون العظمة هدفك، والشجاعة سلاحك، والفضول دافعك، فأنك ستنطلق الى اعمق البحار للبحث عن الكنز المفقود.... "المكان مظلم وجاف ويشعرك بالاختناق انه اعمق مكان قد تصل إليه داخلك، انه المكان حيث تفقد فيه روحك، واملك، وقوتك، لذا قاتل حتى لا تصل الى هذا...