الفصل الثاني والعشرين (الملكة)

6 3 0
                                    

روح البحر هذا ما أطلقه ذلك الرجل على تلك القوة ومن هنا بدأت البشرية تنحدر للأسوأ…

في يوم من الايام وبينما كان الملك إغريق مع زوجته جالسان يتناقشان بشأن الحروب و وضع المملكة دخل عليهم شخص مجهول ومن حيث لا يعلمون قائلا 'هل تريدون ان أهديكم الى سبيل الخلاص؟' تعجب الملك وفز من مضجعه حمل سيفه و وجهه للرجل وبقيت الملكة خلف ملكها ليحميها مرتدية قلادتها حمراء اللون كقطرة دم بنقوش زرقاء قال الرجل 'لا تفزع أيها الملك المبجل فأنا أتيتك بالخلاص' قال الملك 'عن أي خلاص تتكلم ومن أنت وكيف دخلت الى هنا' قالت الملكة 'من المستحيل ان لا أستشعر وجودك' فقال الرجل وهو يركز نظره على القلادة 'حواس الجان اقوى من البشر لكن هناك من هم اقوى من ذلك العالم الذي تعرفونه ليس إلا جزء بسيط من الكون لذا لا تستغروا بأنفسكم… أنا لم أتي لأشرح لكم من أكون بل لكي أنهي عصر الحروب هذا و أنتم أول من سأخبرهم عن قوة عجيبة ستمنحكم القدرة على أنهاء هذه الحروب' قالت الملكة بتوجس 'وما هي هذه القوة؟' أشار بأصبعه الى الملكة وقال 'أنتِ أو بالأحرى روحكِ' قال الملك بغضب 'ما هذه الترهات التي تقولها' أمسكت الملكة ذراع ملكها وقالت 'دعنا نسمع له فأنا لا استشعر منه الخبث' أبتسم الرجل برضى ثم تابع كلامه 'شكرا لثقتكِ يا ملكة الجان لكن الثقة ليس كل ما أريده فأنا أحتاج أن تؤمنوا بكلامي' قال الملك 'وكيف نؤمن بكلام شخص غريب لا نعرف حتى أسمه' قال الرجل 'أعذرني أيها الملك العزيز لكن لا أستطيع أخبارك باسمي فكما عند الجان أسماؤنا محظور النطق بها' قالت الملكة 'ومن أنتم؟' أبتسم الرجل وقال 'ستعرفين قريبا من نكون' ثم تابع كلامه قائلا 'غدا فلتتوجهوا الى الشجرة المقدسة وهناك سأعرض عليكم التاريخ وستعرفون كل شيء عن هذا العالم وعن القوة والبحار الستة' وأختفى كما ظهر… تردد الملك بالذهاب لكن الملكة أصرت عليه ولأنها تملك قوة تخولها لمعرفة نوايا البشر قرر الملك الثقة بها والذهاب لكنهما نسيا شيئا مهما وهو ان ذلك الكائن لم يكن من البشر او الجان. في صباح اليوم التالي افرغ الملك والملكة وقتا للذهاب للشجرة المقدسة وأعني بها هذه الشجرة التي نجلس تحتها وهي كما ذكرت سالفا مقدسة لدى الجان و مجرد شجرة لدى البشر، عندما وصلا كان ذلك الرجل بانتظارهم حياهم كما يجب وأجلسهما بجانبه كمجلسنا هذا ثم أعطاهم السر لا أحد يعرفه سواهم فهما لم يذكرا تفاصيل حوارهم معه الى أي أحد حتى أبنائهم الثلاثة ولكن ما جرى بعدها هو الأهم عاد الملك لوحده معه القلادة فقط وقال لقومه أن الملكة باتت سجينة هذه القلادة وروحها ستبقى فيها للأبد وكل من يرث هذه القلادة أنثى كان او ذكر سيكون حاكم عرش هذه البلاد وبعدها شهدت البلاد قوة لم تشهدها قط وحتى الحاكم تبدل ليكون شخصا أكثر حنكة وقوة وكأنه سرق حكمة الاوليين عرف نوايا أعدائه واستخدمها لصالحه وأنهى حربا دامت لسنين وهكذا بدأ قرن السلام كما سماها الأسلاف ثم ومن دون سابق إنذار وكونك قرأت التاريخ تعرف جيدا أن هناك شيء ناقص وهو سبب الحروب فبعد أن حصل الملك على القلادة والقوة خرج رجل غريب من حيث لا أحد يعلم وقال "هناك ستة بحار في هذا العالم ولكل بحر روح ومن يحصل على ارواح البحار الستة سيصل الى البحر السابع وهناك سيحصل على حقيقة العالم" ومن هناك بدأت الحرب التي أنهاها إغريق الحاكم الوحيد الذي أستطاع استعمال قوة روح البحر.

انها كلامه بابتسامة لطيفة وهو يتصفح وجها إكليو ومادي الحائران ثم قال 'هل لديكم اي اسئلة' قال مادي 'ألم تقل أن القلادة كانت تختار الملوك إذا لماذا لم يستخدم أحد قوتها' قال إكليو 'ما الذي حدث بعد موت الملك؟' قال مختار 'خلف الملك ثلاث أطفال وكانوا كلهم اولاد ظن الجميع ان القلادة ستختار الاكبر لأنه الأجدر بالملك او هذا ما ظنه الجميع لكن الأبن الأكبر كان مغتالا بنفسه عنيد الرأي وهذه ليست بصفات الملوك أما الأبن الثاني كان محط أنظار الجميع بسبب ذكائه وحيلته لكن حبه للحياة والجاه أسرت كل وقته فبات ملاحقا للمال والنساء وكان الأبن الثالث عاقل رزينا ولم يكن له صوت يسمع تجاهل الجميع وجوده ولم يعره أحدا اهتمامه حتى الملك إغريق بنفسه كان يصب اهتمامه على أبنه الأكبر بسبب قوته الجسدية وهذا ما كان يحتاجه في المعركة وذكاء أبنه الثاني اما الثالث فلم يؤخذ معهم لأرض المعركة بسبب بنيته الجسدية الضعيفة فلزم القصر منذ صغره وبعد موت الملك عُورضت القلادة على الجميع ارتداها الأبن الأكبر لكن لم يحدث شيء فضحك الأبن الثاني وقال هذا مجدي وارتداها الأبن الثاني ولم يحدث شيء فقال الأبن الأكبر لابد أن القلادة تعطلت وعندما اقتربت القلادة من الأبن الثالث بدأ شعاع يظهر من القلادة وسُمع صوت منها عندما ارتداها الأبن الثالث قائلا فليحيا ملك الإنسجان غضب الأبن الأول والثاني لكن الوزراء رضخوا لأمر القلادة وانحنوا لتحية ملكهم الجديد حكم الأبن الثالث لمدة عشر سنين عمها السلام والهدوء لم تشهد ظلما ولا جورا ولم يُسمع فيها صوت طفل باكي ولا أم ناعيه، ولكن لم يدم الأمر طويلا منذ أن استلم الملك الحكم والأبن الأول والثاني يخططان لاغتياله وسرعان ما نفذا خطتهما وتم اغتيال الحاكم وتلفيق التهمة لأحد الوزراء الموالين له ارتدا الأبن الأول القلادة لكنها لم تُشع وفي يوم تتويج الحاكم سُمع صوت منها لم يولد بعد الوريث الشرعي لي ومنذ ذلك الوقت لم تشع القلادة الى أي ملك على العموم لم يهتم أحد بذلك والحكم أصبح للأقوى' نظر إكليو الى مادي وقال 'لهذا السبب هربت بك أمك الى أن تكبر وتصبح قادرا على محاربتهم' قال مادي منكسا رأسه 'أنا لست أهلا لذلك حكم مملكة مدمرة مثل هذه' امسك إكليو كتف مادي وهزه وهو يقول 'قد تكون أنت الخلاص لهم آلم ترى ماذا حل بالناس هنا' صفع يد إكليو بعنف وقال 'بلى لكني لا أملك القوة مثلك سليط اللسان ولا أحد يحبني لن يتبعني أحد أبدا' قال مختار 'لا تقلقِ إذا استطعتِ تحرير قوة القلادة ستصبحين ملكة جديرة بالحكم' قال إكليو باهتمام 'وكيف نحرر قوة القلادة' قال مختار وعينيه على مادي 'لا علم لي لكن كل ما أعرفه ان الحاكم عليه تقبل مصيره بالأول وهناك شرط أخر' قال إكليو 'ما هو هذا الشرط' قال مادي 'علينا ان نذهب الى البحر' قال مختار 'أجل' قال إكليو 'وأين هو هذا البحر؟' قال مختار 'صاحب الروح هو من يستطيع الذهاب إليه' وضع مختار القلادة في يد مادي ثم قال 'أنا أؤمن بكِ' ثم أختفى بلمح البصر…

البحر السابع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن