غابة الوجه الباكي كانت مختلفة عن الغابة القريبة من القرية فهي تبعد عن قرية ارجان بمسافة يوم. كان القمر على وشك الموت لذلك قرر إكليو اخذ راحته في ترحاله وان لا يتعجل المشي حتى يصل للغابة بعد موت القمر. في الطريق الى الغابة قرر ان يسترجع ما يعرفه عن اسطورة ذو الوجه الباكي لا احد تعرض للأذى بسببه ولا يوجد ضحايا منه لذا الاستنتاج الاكيد انه مجرد جذع شجرة او خيال الرحالة لكن ما اجمع عليه الجميع مما جعل الاسطورة أكثر إخافة هو صوت البكاء العالي المسموع عند ظهور الوجه وصفات الوجه المماثلة وجه ضخم وعينين حزينين تذرف الدموع بعض المسافرين أكدوا انهم ابتلوا بدموع الوحش وإضافة لذلك رائحة كريهة تخرج بخروج ذلك الوجه تجبر الناس على الفرار للنجاة منها بين طيات الكلام وجد سطر غريب بينهم يقول (من يستطيع معرفة سر بكاء الوحش يحصل على سر) وهذا ما دفع الفضول للكثير من المغامرين لدخول الغابة لكن لا أحد عرف عن سر الوحش.
وصل إكليو الى مشارف الغابة و وقف عندها لكي يتأملها كانت غابة بأشجار كثيفة تحجب ضوء الشمس من التغلغل بين اوراقها ذلك الظلام الدامس يجلب للنفس الكأبة والخوف. اخذ نفساً عميقاً وخطا اول خطوة في طريق الغابة كلما توغل داخل الغابة اشتدت الظلمة وشعر بانعزاله عن العالم الخارجي كان الجو في الداخل هادئ لا يمكنك حتى سماع صوت الطيور او الحشرات وكأنهم اختبأوا من شيء مخيف.
تابع إكليو سيره بخطوات ثقيلة يتأمل فيها كل شيء موجود حوله ويبحث عن شبح الغابة وحينما توسط الغابة بدأ يسمع صوت البكاء بكاء شبيه بعجوز تنعي فقيدها صراخ مؤلم يحطم القلب شعر إكليو بالأسى لصاحب الصوت لا الخوف منه قلبه الرؤوف لم يعرف الخوف قط سأل بصوت عالي 'من انت؟ لماذا تبكي؟ اجبني.... اخرج ولا تخف فأنا صديق لك ولست بعدو'
عم الصمت لثواني قبل ان يخرج وجه ضخم امامه بأنفاس كريه و وجه بغيض تسيل من اعينه الدموع كنهر جاري من منبعه فوق الجبال تعجب إكليو من منظره لكنه تقدم الى الوجه و وضع يده الصغيرة على وجهه الضخم وقال بصوته اللطيف 'ما يبكيك يا ذو الوجه الباكي' لم يجب الوحش عن سبب بكائه بل زاد ذلك من بكائه ونحيبه قال إكليو 'لا بأس ابكي بقدر ما تريد لكن دعني اخبرك الاشياء التي نبكي عليها الان ستكون قوة لنا فيما بعد وسننهض اقوى من قبل ونواجه العالم بقوتنا ولن يستطيع احد هزيمتنا هل تعرف لماذا؟........ لأننا هزمنا حزننا' توقف الوجه الباكي عن البكاء بعد ان كون بحيرة اسفل منه وقال بصوت طفل 'وما هو حزنك انت؟' صمت إكليو يفكر لفترة ثم قال وهو ينظر للأسفل ويلعب بالماء بقدميه 'حُزني انني ما زلت أسٌير حُزني' قال ذو الوجه الباكي 'ومن هو سّجانك؟' إكليو 'سجاني؟' ذو الوجه الباكي 'ألم تقل انك اسير حزنك فمن هو سجانك؟' ابتسم إكليو بحزن وقال 'ومن غيري سجان نفسي' ابتسم ذو الوجه الباكي وبدأ وجهه يتشقق حتى تكسر كاملا مسببا موجة من الرياح القوية مما دفعت إكليو للجلوس حتى يحتمي منها وبعد ان هدأت الرياح فتح إكليو عينيه ونظر الى مكان الوحش فخرجت له جنية صغيرة بلون ازرق مرتدية فستان من بتلات الورد الاحمر ذو شعر فضي لماع وعينان سوداوان بالكامل ابتسمت الجنية واقتربت من وجه إكليو المتعجب ثم قالت له 'شكرا لك يا فتى لقد انقذتني لقد كنت ملعونة منذ ألف سنة ولم يستطع احد انقاذي' قال إكليو وهو مازال متعجب 'من انتِ؟ ومن لعنكِ؟' قالت الجنية ' انا ادعى ساناوي وانا انتمي من فصيلة الجنيات الحارسات ولكن منذ ألف سنة هجم علينا ساحر لعين يبحث عن البحيرة لذا قاتلنا كلنا وعندما بقيت انا لوحدي قام بلعني بهذه اللعنة وهي ان ابكي طوال عمري ولم اكن اعلم ان للعنة طريق لفكها شكرا لك مجددا' بعد صمت دام لثواني قال إكليو ' هل قلتي البحيرة هل تعرفين مكانها؟' الجنية 'اجل ولكن لماذا تسأل؟'
إكليو 'انا ايضا ابحث عنها لدي هدف وهو الوصول للبحر السابع' الجنية 'اوه انت فهمت قصدي خطأ البحيرة التي اقصدها مختلفة' إكليو 'ماذا تقصدين وماذا تعرفين عن تلك البحيرة'
قالت الجنية 'البحيرة التي احميها تسمى ببحيرة القوة وهي كل من شرب منها اصبح قوي ومنيع ضد جميع انواع السحر اما ما تقصده فهي اسطورة حتى انا لم ادركها لكن اعرف شخصا قد يساعدك' قاطعها إكليو بحماس وقال 'حقا من هو؟' قالت الجنية بتوتر 'اوه انت متحمس جدا.. يدعى بقزم الانفاق وهو يعيش اسفل الارض لا اعرف إذ مازال حيا او لا لكن كل ما اعرفه ان باب مدخله عند جبل ارجوان' إكليو 'قزم الانفاق انه الاسطورة الثانية التي سأحقق بشأنها شكرا لك علي الذهاب الان' هم إكليو بالنهوض لكن الجنية اوقفته قائلة 'انتظر قبل ان تذهب اريدك ان تشرب من البحيرة' إكليو 'لا داعي لذلك اعلم انك ترغبين برد الجميل لكن انا حقا بخير' قالت الجنية بنبرة تأنيبية 'توقف عن التصرف بنبل واستغل كل الفرص لتصبح قوي.... انت ذاهب في رحلة صعبة وقد تواجه سحرة في طريقك السحرة هم اعداء الانقياء امثالك ورغبتهم في الحصول على القوة شيء مخيف وقد يفعلون كل شيء للحصول عليها مثل إبادة جنس كامل' شعر إكليو بالتوتر من كلامها لكنها محقة هو ذاهب لمعركة صعبة ويحتاج للتسلح اجابها بالموافقة ثم طلبت منه ان يتبعها بدأت الجنية بالطيران امام إكليو وهو كان يتبعها بين اغصان الاشجار في طريق مظلم غير معلم شعر في البداية انه ضائع لكن بعد وقت ليس بقصير بدأ برؤية ضوء من بين الاغصان ظن في البداية انه خرج من الغابة لكنه وصل الى باب كهف صغير كان عليه ان يحبو لكي يدخله تابع الطريق بالتوسع شيئا فشيء حتى وصل الى كهف واسع توسطه عمود من الحجارة اللماع بالأخضر يتدفق من ذلك العمود ماء يصل الى اسفل العمود ويتجمع اسفله ليشكل بحيرة صغيرة قالت الجنية لإكليو 'تقدم واشرب منه حتى ترتوي' تقدم إكليو ناحية البحيرة كان الماء شفاف صافي وله طعم حلو لم يذق مثله قبلا لكنه اكتفى من رشفة واحدة فقالت الجنية له 'هل اكتفيت؟' اجابها 'اجل فأنا لم اكن ظمأنا في الاصل' تبسمت الجنية ثم قالت له 'قدر لك ان تكون هنا وقدر لي ان اكون خادمة لك انا ساناوي اقسم بالدماء التي سكبت لتحمي هذه البحيرة ان احمي دمك من الانسكاب هل تقبل قسمي؟' تعجب إكليو من قسمها ثم قال 'هل انتِ واثقة من هذا ستغادرين الغابة وتأتين معي؟ انتِ في الاساس لا تعرفيني لا تخاطري بحياتك هكذا' قالت ساناوي 'انت هو الذي لا يعرفني لكن كلنا نعرفك لا بأس خذ وقتك في معرفة نفسك وانا من الاساس لا يمكنني مغادرة الغابة او الابتعاد عن البحيرة لكن ان قبلت قسمي فسأستطيع ان اقدم لك ما هو افضل مني' إكليو 'لقد قدمتي الكثير بالفعل لكن لا اظنك ستسمحين لي بالرحيل دون قبل قسمك لذلك انا اقبله' ساناوي 'شكرا لك لقبول قسمي والان هل يمكنك ان تغمض عينيك' إكليو 'هل هذا ضروري' ساناوي 'اجل' اغمض إكليو عينيه ثم قالت ساناوي 'افتحهم الان' فتح إكليو عينيه ولكنه لم يجد شيء تغير فيه فقال 'ما الذي فعلته لي؟' ساناوي 'لقد قمت بوسمك وبموجب ذلك كل الجان في العالم سيقوم بتنفيذ قسمي بحمايتك' في الواقع إكليو لم يفهم كل ما جر حوله لكنه جارا تصرفات الجنية وبلطف قام بشكرها ثم غادر الغابة متوجهاً لقزم الانفاق.
أنت تقرأ
البحر السابع
Adventureعندما تكون العظمة هدفك، والشجاعة سلاحك، والفضول دافعك، فأنك ستنطلق الى اعمق البحار للبحث عن الكنز المفقود.... "المكان مظلم وجاف ويشعرك بالاختناق انه اعمق مكان قد تصل إليه داخلك، انه المكان حيث تفقد فيه روحك، واملك، وقوتك، لذا قاتل حتى لا تصل الى هذا...