قرية ارجان لم تكن ذلك البعد بالنسبة لسرعة إكليو استغرق الامر يومان ركضاً وساعتان جرياً وخمس دقائق مشياً حتى يصل الى قرية ارجان. لقد كانت قرية مختلفة عن قرية المرجان فقد كانت مليئة بالأشخاص المرعبين ذوي أجسادٍ ضخمة ووجوهٌ بغيضة ونظرات كاره لكل مار من امامهم. البحث عن المعبد لم يكن صعبا جدا فقد كان مبنى ذو بناءٍ مميز رغم الرعب الذي دخل قلبه إلا انه استمر في طريقه بكل شجاعة فتح باب المعبد وادخل رأسه ببطء باحِثاً عن وجود أحد في الداخل حتى سمع صوتاً قادم من مقدمة المعبد 'ادخل ولا تخف فأنت في ارض الإله ولا خوف في ارضه' اطمأن من كلمات الكاهن لذلك اكمل طريقه لمقدمة المعبد حتى يقابل الكاهن تعجب من كون المعبد مطابق الى معبد قرية المرجان قاطع تأمله صوت الكاهن قائلا 'من أين اتيت يا فتى؟' اجاب إكليو 'اتيت من قرية المرجان ارسلني كاهن القرية لمقابلة كاهن قرية ارجان ولدي رسالة له، هل انت كاهن قرية ارجان؟' رد الكاهن 'اقترب يا فتى' عندما وصل إكليو الى الكاهن وبانت ملامحه له تصلب مكانه من هول ما رأى كان رأس الكاهن يصل للسقف من طوله وعرضه مشابه لعرض باب المعبد حليق الرأس ذو وجه متجهم قال الكاهن 'اجل انا هو، اعطني الرسالة' اعطى إكليو الرسالة الى الكاهن بدت الرسالة وكأنها قصاصة ورق في يده الضخمة تساءل إكليو ببراءة في نفسه "كيف استطاع قراءة الخط يا ترى؟" استشعر الكاهن تعجب إكليو من فمه المفتوح الذي لم يغلق رغم مرور الوقت فقال له 'الى متى ستبقى متجمدا هكذا؟ امامك طريق طويل اعتد على رؤية العجائب' شعر إكليو بفداحة فعلته فأعتذر من الكاهن الذي تجاهل اعتذاره وقال له 'كم عمرك يا فتى؟' اجاب إكليو 'لا علم لي' قال الكاهن 'تبدوا لي في مقتبل عمرك، لكن لا بأس لدي طريقة لمعرفة ذلك' اشار الكاهن الى إكليو ان يتبعه حرك الكاهن جسده الضخم متجها الى قبو المعبد و إكليو يراقبه بعجب. اسفل القبو اخرج الكاهن بعض الاواني وطلب من إكليو ان يجرح نفسه في احد الاواني نفذ إكليو طلب الكاهن بعدها قام بربط جرحه بقماش قدمه له الكاهن وضع الكاهن بعض الاشياء الملونة فوق دم إكليو وبقي يراقب تفاعل المواد معا بصمت و إكليو يراقب معه قطع الصمت الكاهن مكلما إكليو 'أليس لديك رغبة في معرفة ما الذي يجري هنا؟' قال إكليو 'انت تحدد عمري بطريقة ما' ابتسم الكاهن وقال 'ذكي' نظر إكليو الى وجه الكاهن بعجب ثم قال له 'انت اول شخص يقول عني ذكي' الكاهن وعينيه على الاناء 'وماذا كانوا يقولون عنك؟' إكليو 'احمق او غبي او مزعج' ازاح الكاهن نظره عن الاناء وهو يأخذ نفسا عميقا معلنا عن انتهاء المراقبة قائلا ' الاحمق من ينادي طفلا ذو الحادي عشر عاما بالأحمق' إكليو ' احد عشر عاما؟'
الكاهن 'اجل مازال الطريق امامك بالعلم ودروس الحياة انا واثق انك ستغدو رجلاً عظيماً'
استشرق وجه إكليو بعد سماع كلام الكاهن وشعر بالرضا لما هو عليه الان قاطع الكاهن افكاره قائلا 'ستبقى هنا لمدة اسبوع كامل حتى انتهي من اوراقك حتى ذلك الوقت هناك شخص اريد ان اعرفك اياه' قال الكاهن كلامه وهو يهم بالصعود على السلالم لحقه إكليو حتى يستطيع سماع كلام الكاهن الذي تابع كلامه قائلا 'ستبقى مع ذلك الرجل حتى يعلمك كيف تدافع عن نفسك فأنا لا اقبل ان ارسل طفلا ضعيفا مثلك للخارج وإذا لم تتحسن قدراتك ستبقى' إكليو 'الى متى سأبقى؟'
الكاهن وهو يفتح باب المعبد صارخا 'جوان'
اقبل رجل طويل القامة عريض المنكبين كفارس امضى طول حياته في المعارك مقاتلا الاشاوس مشيته ترهب الابدان وتضعف الانفس القوية عندما وصل للكاهن قال بصوته الاجش 'بماذا تأمرني' قال له الكاهن 'هل ترى هذا الطفل الذي بجانبي' نظر جوان الى إكليو ثم اعاد نظره للكاهن ليتابع الكاهن كلامه قائلا 'سيبقى عندك حتى يكون مؤهلا ليرتحل بنفسه' قال جوان بعد ان وضع عينيه على إكليو 'هو لن يغادر إذا' نطق الكاهن قبل ان ينطق إكليو قائلا 'لا تقلق فهذا الفتى ذكي' شعر إكليو بالفخر في نفسه هذه المرة الثانية التي يمتدحه بها قال جوان 'حسنا، اتبعني يا فتى' تبع إكليو جوان الى ان وصل الى منزله كان جوان يعيش في كوخ خشبي كبير ذو طابقين يتكون الطابق الاول من غرفة طعام ومطبخ ومدفأة كبيرة توسطت جدار كامل وامام المدفأة كرسيان هزازان تابع جوان طريقه الى الطابق الثاني الذي احتوى على عدة غرف فتح احد الغرف وقال له 'هذه غرفتك منذ الان' دخل إكليو الغرفة وهو متعجب من حجم الغرفة الكبير بالنسبة له و وجود سرير خاص به اعتاد النوم على الارض طول عمره اراد إكليو التعبير عن سعادته لكن عندما استدار لم يكن جوان واقف في مكانه. رتب إكليو اغراضه ونزل للبحث عن جوان لكن لم يعثر على أحد فقرر الرجوع الى غرفته وأخذ قسطا من الراحة. في المساء اقيضه صوت طرق باب غرفته نهض من فراشه وهو يمسح عينيه عندما فتح الباب وجد فتى يقول له 'انه وقت العشاء تعال لكي تأكل معنا' تبع إكليو الفتى للأسفل اجتمع خمس صبية على طاولة العشاء توسطهم جوان بجسده الضخم انضم الفتى السادس و إكليو الى طاولة الطعام فأصبحوا ثمانية اشخاص عندها اشار لهم جوان بأن يأكلوا فهجم الستة على الطعام وكأنهم لم يأكلوا منذ مدة طويلة بقي إكليو يراقبهم بعجب فقال له احد الصبية 'اذا لا تريد ان تأكل اعطني طعامك' تكلم فتا اخر يخاطب الاول 'كل طعامك ولا تنظر الى طعام غيرك' ثم وجه الخطاب الى إكليو 'لا تتعجب اليوم غدا ستكون مثلنا' اكمل طعامه بشراهة جعلت من إكليو قلقا على مستقبله. بعد ان انتهى الجميع من الطعام بدأ الفتية الستة بتنظيف المائدة واما جوان نهض وجلس على الكرسي المواجه للمدفأة بصمت وهو يراقب الحطب يحترق لم يكن الجو باردا في الخارج مما اثار تعجب إكليو من إيقاد النار في هذا الوقت، قرر ان يتشجع ويذهب لكي يسأل جوان 'سيد جوان هل تسمح لي ان اسألك؟' هذا الصوت الذي اخرجه إكليو جعل من المكان ان يعم صمتا وكأن هناك عاصفة هبت بالمكان وحطمت كل ما فيه قبل ان تذهب بعيدا، هذا الصمت جعل من إكليو خائفا وبدأ يتلفت للفتية الذين كانوا يراقبون بصمت قطع ذلك الصمت القاتل صوت جوان قائلا 'اسأل' إكليو 'لماذا اشعلت المدفأة؟ الجو حار في الخارج ولا تحتاج للنار من اجل التدفئة' لم يجب جوان عن كلامه وبقي يراقب تراقص النار مما جعل إكليو يقول 'هل فقدت احد ما؟' لم يعطي جوان اي ردة فعل لكن إكليو تابع كلامه قائلا 'اخبرني احدهم ان النار تعيد لنا من فقدنا' فتح جوان فمه قائلا 'من اخبرك بذلك؟' إكليو 'رجلاً كان يعطيني بعض الطعام بين الحين والاخر' جوان 'لا تصدق كل ما يقال لك' قال إكليو بنبرة غاضبة 'هل تقصد ان ذلك الرجل كاذب' قال جوان وهو مازال ينظر الى النار 'لم اقل انه كاذب، لكن بعض الكلام من الافضل ان لا تصدقه' قال إكليو بحزن 'النار لم تعد لي امي او ابي هي فقط تأخذ ما تريد' بقي إكليو يراقب النار بصمت بجانب جوان حتى خمدت من نفسها نهض جوان وذهب لغرفته في الطابق العلوي اما إكليو الذي قضى يومه بالنوم لم يشعر بالتعب لذلك قرر ان يأخذ جولة في المنزل حتى وجد باب غرفة مليئة بالكتب اراد الدخول وقرأتها كلها لكن خاف ان يكون من الممنوع دخول تلك الغرفة لذلك عاد الى غرفته واستلقى على فراشه انتظاراً لقدوم الصباح.
أنت تقرأ
البحر السابع
Aventuraعندما تكون العظمة هدفك، والشجاعة سلاحك، والفضول دافعك، فأنك ستنطلق الى اعمق البحار للبحث عن الكنز المفقود.... "المكان مظلم وجاف ويشعرك بالاختناق انه اعمق مكان قد تصل إليه داخلك، انه المكان حيث تفقد فيه روحك، واملك، وقوتك، لذا قاتل حتى لا تصل الى هذا...