اقتباس

15.6K 406 135
                                    

#ندوب_الهوى
#اقتباس
#ندا_حسن

لقد مر بألم شديد في قلبه كثيرًا من المرات بسببها، كلماتها وأفعالها وكأنها تتعمد فعل ذلك، ولكن الآن فقط يعترف أنه يتألم عن حق، قلبه يتلوى على جمر الخوف والرهبة عليها، يحترق في قلب النيران والقلق ينهشه ضاغطًا عليه أكثر وكأنه يريد الإنفجار..

عقله أيضًا لم يُشفق عليه بل ازداد مساعدًا قلبه مصورًا له كثير من السيناريوهات البشعة الخاصة بها والتي ستجعلها شخص آخر غير الذي يعرفه..

بينما لسانه الوحيد الذي وقف معه وبجواره وهو يتمتم بالدعاء لها أن يحفظها الله من كل سوء إلى أن يصل إليها أينما كانت..

لسانه الوحيد الذي بقيٰ بجواره يحاول أن يساعده ويطمئن قلبه المشتعل بالنيران عليها، حزنًا وخوفًا وقهرًا!..

ماذا لو كانت هربت من المنزل بعد ما فعله شقيقها بها؟!، نعم تفعلها فهي كانت رافضة الزواج من "مسعد" رفض تام وحتى آخر لحظة دلف بها منزلهم وشاهدها بين يدي شقيقها، ولكن إلى أين ستذهب!.. لا يوجد أحد تعرفه سوى صديقتها "رحمة"..

ربما ساعدتها "رحمة" وذهبت إلى صديقتها الأخرى التي تحدثت عنها معه من قبل!.. ولكن إن كانت فعلتها فلن يمررها لها بهذه السهولة حتى ولو كان ليس له دخل بما يعنيها فيكفي وجودها مع ذلك الشاب البارد شقيق صديقتها..

أسرع في خطاه وكل هذا وعقله لا يرحمه متخيلًا أكثر من ذلك بكثير بينما قلبه يخفق بعنف وقوة شديدة خائفًا من فقدانها!..

أقسم داخله أنه بعد أن يجدها لن يجعلها تكون لغيره ولو مهما كلفه الأمر، أقسم ثلاث مرات متتالية أنه سيفعل المستحيل لتكن من نصيبه هو وإذا استصعب الأمر أكثر من ذلك سيعلم أن الله ليس مقدرها له، فيرضا بما كتبه الله له ويشكره على نعمته..

تخطى "جاد" "الخرابة" وسار راكضًا ليطمئن عليها ومازالت شفتيه تتمتم بالدعاء..

ولكن في وسط سكون الليل وعدم تواجد أحد في الشوارع والهدوء يطغي على المكان استمع إلى صرخة مدوية انشقت لها الأرض وصعدت إلى السماء مُزيلة سكونها..

صرخة كانت تُعبر عن خروج الروح من الجسد بطريقة بشعة وتركت خلفها جروح غائرة ستدوم إلى الأبد بالندوب الموجعة، ندوب لا تُمحى، ندوب بين الهوى والروح..

وقف "جاد" مكانه ولم يتحرك خطوة ولم يدري بعد من أين أتت هذه الصرخة الأنثوية، استدار ببطء وعينيه لا تريد منه أن ينظر إلى أي شيء قد يشير إليها ولكنه مع ذلك تحمل على نفسه ونظر إلى البيوت على جانبيه ثم وقعت عينيه على "الخرابة" وبابها الكبير المغلق..

صور له عقله مشهد سريع بشع للغاية كانت طرف منه فاغمض عينيه بقوة يعتصرهما حتى يُمحى من رأسه وتراجع سريعًا مرة أخرى راكضًا إلى "الخرابة" ليستمع إلى صوت بكاء حاد كلما أقترب منها، ولم يكن إلا صوتها!.. استمع إلى صوتها مطالبة بالنجدة بصوتٍ خافت يكاد أن يختفي!.. لم يفكر كثيرًا وقف دافعًا الباب عدة مرات بكل قوته إلى أن فُتح على مصراعيه..

دلف راكضًا ثم وقعت عينيه عليها وهي تصارع حيوان لا يقوده إليها إلى غرائزه الحيوانية، انقض عليه ساحبًا إياه من فوقها بحدة شديدة من قميصه وعنقه، جعله يقابله بوجهه ثم لكمة بكل ما أوتي من قوة أسفل عينيه وقهرة قلبه لا توصف ولا تُحكى على ما شاهدة..

هذا أبشع مظهر قد يراه في حياته، هناك من انتزع قلبه بكل قسوة من داخل قفصه الصدري، هناك من ضربه بنصل حاد ولكنه لم يقتله، تركه يتألم وحده..

لو كانت تزوجت غيره لم يكن سيحزن كما الآن، الآن فقط تمنى لو كانت تزوجت غيره ولا يحدث لها مثل هذه الحادثة البشعة..

لو كانت تزوجت غيره لم يكن سيحزن كما الآن، الآن فقط تمنى لو كانت تزوجت غيره ولا يحدث لها مثل هذه الحادثة البشعة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الغلاف ده مُعبر عن اللي حصل.. تفاعل علشان ننزل الفصل بدري، واللي مش عامل متابعة للاكونت يعمل علشان توصله اشعارات نزول الفصل ❤️❤️

تعديل.. اتمنى القراءة باحترام وإن كان هناك من يريد أن يضع تعليقًا على ما قرأه يضعه باحترام فهذه مجرد رواية اكتبها للتسلية معكن، وإن تخطى أحد حدوده معي وتحدث عن شخصي بالسوء فلن أمررها له، وشكرًا لكل من كتبت تشجيع أو كلمة طيبة لي🙂❤️

ندوب الهوى "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن