الفصل الرابع

20.5K 848 162
                                    

#ندوب_الهوى
#الفصل_الرابع
#ندا_حسن

"أعطاها الأمل الأكبر في حياتها، بعد مرور يومًا واحدًا أخذه مرة أخرى ليعيده إلى مكانه وكأنه لم يعطيه إليها"

في تلك اللحظات كان هناك رجل يقف على سطح منزل في الناحية الأخرى لهم بعيد قليلًا عن مرمى عينهم يأخذ لهم بعض اللقطات التي تظهر بوضوح وربما أكثر قليلًا بعد أن أخذها بزوايا معينة تُرضيه وتُرضي من سيراهم غيره، ابتسم من زاوية فمه بخبث ثم وضع الهاتف داخل جيبه وعاد مرة أخرى من حيث أتى..

عاد "جاد" بنظره إليها وهناك سؤال بداخل عقله يلح عليه أن يطرحه إليها ويعرف أجابته ولكنه يخاف أن يأتي بحديث آخر ويستمر هنا، اعتدل بوقفته وتحدث قائلًا بنبرة رجولية هادئة:

-أنتِ رفضتي مُسعد ليه؟

ابتسمت بسخرية وذهول حل عليها بعد هذا السؤال الذي يُجيب على نفسه أمام أي شخص عاقل، أردفت قائلة بتساؤل:

-يعني مش عارف!..

-أحب أعرف أسبابك

استدارت ووقفت أمام السور تنظر إلى الخارج وبدأت بالحديث عن الأسباب الذي تتوارى خلفها:

-لأنه أكبر مني يمكن بخمستاشر سنة أو أكتر مش عارفه، ولأنه متجوز تلاتة، ولأنه مش قريب من ربنا بالعكس بيتاجر في حاجات ربنا يبعدنا عنها، ولأني عارفه هو عايز يتجوزني ليه وعلشان ايه...

استدارت بوجهها تنظر إليه بعمق متحدثة بلوعة حارقة:

-والأهم من كل ده إني مش بحبه ولا بطيقه أصلًا وأنا لا يمكن اتجوز واحد مش بحبه حتى لو السكينة على رقبتي

يتحدث بداخله الآن، هل يَسعد أم يحزن!. لن تتزوج إلا شخص تحبه سيسعد لذلك وسيحزن لأنه لا يعلم من تُحب، وسيحزن لأن والده لن يتركه يفعلها إلا بأمر الله..

ضيق ما بين حاجبيه بعد أن أعاد حديثه داخله وقد وصل إليه سبب ومفهوم كل ما تحدثت به ولكنه يريد أن يعلم هل ما وصل إليه صحيح!:

-أكبر منك ماشي ده سبب مقنع، متجوز تلاتة بردو مفهوم، بعيد عن ربنا وبيتاجر في حاجات ممنوعة طب ما جمال زيه!..

بعد أن تلقت صدمتها منه ومن حديثه عن شقيقها ابتسمت، ابتسمت بحزن يتغلغل داخلها لأجل شقيقها الذي تأخذه الحياة في طريق لن يعود منه إن فات الأوان:

-جمال طيب وشخص كويس بس مغلوب على أمره.. أو مش مغلوب هو مش عايز يشتغل ويتعب نفسه استسهل طريق مسعد وهو اللي عمل فيه كده.. ضحك عليه وفهمه أن الدنيا وردي وإن الطريق ده كويس وسهل، ربنا يرده عنه قادر على كل شيء

أبتعد بنظره عنها ساحبًا نفسًا عميقًا ثم نظر إليها مرة أخرى دون تردد قائلًا بجدية شديدة:

ندوب الهوى "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن