الفصل التاسع

22.3K 912 335
                                    

#ندوب_الهوى
#الفصل_التاسع
#ندا_حسن

"دقت الفرحة باب قلبه ففتح لها بابتسامة خلابة،
وما كان منها إلا أن تستقبل السعادة بسعة صدر"

الفرحة كأنها زُرعت في المكان لا وُجدت، الجميع على وجوههم السعادة الخالصة والفرحة المفرطة التي تتحدث على ملامح وجوههم، الجميع ومن ضمنهم من كانت خائفة منه حتى..

لقد شكرت الله كثيرًا في صلاتها وقيامها ليلًا ونهارًا، حدثت نفسها بالكثير في جلسة صفاء بينها وبين نفسها، تقول أنه لا يريدها وربما فعل ذلك فقط لأجل والده ليس إلا ولكن كان هناك كثير من التلميحات منه ليعلمها باهتمامه بها!.. حتى ولو لم يتحدث بشيء صريح ولكنها تشعُر على الأقل ومن قبل ما حدث!.. وإن كانت هذه مجرد تخيُلات منها فإن الله لن يخذلها مهما حدث..

لقد دعت الله كثيرًا ليجعله لها وحدها وليجعلها من نصيبه هو، ودائمًا كان يقف على لسانها الدعاء ببقائه إن كان خير لها الدعاء برحيله عن قلبها إن كان شر لها..

كانت تدعي بنزعه من قلبها كما لو أنه لم يوجد من الأساس إن كان لا يريدها.. ولكن بعد كل هذا إنه هنا لخطبتها بل لعقد قرآنه عليها!..

إذًا إنه خير بل كل الخير من الله عز وجل، إنها متأكدة أن الله لا يقدم إلينا إلا الخير وتعيش بهذا اليقين داخلها، وقد دعته كثيرًا لتحقيق ما تريده وقد حدث بعد سنوات مسببًا أسباب كان لابد من وجودها لكي يتزوجها..

ابتسمت في النهاية وهي تقف على قدميها لتذهب للوضوء وصلاة المغرب وداخلها مقررة أن تفرح معه وتظهر السعادة عليها مثل الجميع ومثله هو أيضًا إلى أن تتأكد من أنه يريدها حقًا مثلما قال والده وستحاول بكل الطرق تبعد التشتُت عن طريقها..

بينما هو تفكيره لم يكن سوى بها.. لقد شعر أنها تعاني من انفصام ما أو خلل في شخصيتها، لقد حاول من وجهة نظره أن يقدم إليها اعتراف بحبه غير مباشر وداخله يعتقد أنها قد فهمت ولكن تريد المتاعب لنفسها وله قبلها..

مرةٍ تنظر إليه وتبتسم والأخرى لا تنظر من الأساس!.. مرةٍ تُجيب على الهاتف والأخرى لا تُجيب ودائمة السؤال عن ماذا يريد منها وأنه قد يراها فتاة مذنبة بسبب ما فعله "مسعد" معها..

لقد استشعر خجلها منه ومما حدث من "مسعد" أمامه ولكنه يعلم أنها لا ذنب لها في ذلك وأن "مسعد" هو المذنب الوحيد ومازال عليه أن يحاسبه لما فعله بها.. إنه يراها أنقى النساء وأجمل الفتيات، يراها كل شيء جميل وهادئ، يراها كل شيء زهي ومبدع ولكنها لا تدرك ذلك..

داخله قرر عدم تركها نهائيًا حتى لو أنها لم تقتنع بعد بفكرة الزواج القريبة هذه، لقد فهم أن حكمة الله في ما فعله "مسعد" معها هو الزواج منها.. لو لم يكن "مسعد" حاول الاعتداء عليها ثم تحدث في الحارة في اليوم الثاني لم يكن والده تحدث أمام الجميع بأنها خطيبته وجعل الأمور تسير بسرعة البرق..

ندوب الهوى "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن