الفصل الحادي عشر

23K 857 194
                                    

#ندوب_الهوى
#الفصل_الحادي_عشر
#ندا_حسن

ليلة العُرس، كانت من أطول الليالي التي مرت عليهما معًا، ومن أجمل الليالي وأسعدها بفضل وكرم من الله، ليلة طويلة عاشت بها كثير من اللحظات السعيدة بجواره متناسيه أنه إلى الآن لم ينطق بحبها بل استمعت بقلبها هذه الكلمات في تصرفاته وأفعاله ونظراته لها...

ارتوى "جاد" أخيرًا بوجودها جواره، أربع سنوات يعشقها في الخفاء منتظرًا أن يأتي الوقت المناسب للبوح بما داخله ناحيتها وها هو قد أتى ليروي اشتياقه وحنينه وليظهر شغفه وحبه لها عبر أفعاله ونظراته التي تتحدث بالنيابة عنه وترسل إليها كلمات الغرام دون مجهود وتتلقاها بفرحة عارمة

ليلة عاشوا بها معًا ينعمون بحلال الله ويستمتعون به أكثر من أي شيء آخر، ينعمون بأفضل اللحظات بينهم بفضل من الله الذي سهل لهم طريق الحلال لأنهم أرادوا السير به..

"قبل اذان العصر في صباح اليوم التالي"

وقفت "نعمة" وابنتها "مريم" أمام باب شقة "هدير" و "جاد" في المنزل المقابل لهم ومعهم والدته صاحبة الوجه الضاحك البشوش، ابتسمت والدتها وهي تضع إصبعها السبابة على الجرس بجوار الباب وتحدثت لوالدته بحرج:

-والنبي زمانهم نايمين يا أم جاد.. كنا جينا بالليل ياختي

تقدمت والدته منها ثم وضعت إصبعها مرة أخرى على جرس الباب وهي تتحدث هاكمة:

-نايمين دا ايه لأ يصحوا بقى

أردفت "مريم" بسخرية وهي تبتسم تبادل والدته "فهمية" بتهكم:

-إحنا في العصر يا ماما هيفضلوا نايمين لـ بالليل يعني

ضغطت والدتها بأسنانها على شفتيها بحركة شعبية وهتفت بحدة وضجر مستنكرة حديث ابنتها:

-ايش فهمك أنتِ اسكتي

أجابتها والدته "فهيمة" مرة أخرى بجدية وهي تضع الاكياس التي بيدها على الأرضية أمام الباب:

-عندهم ياختي وقت قدامهم طويل يناموا براحتهم

عادت "نعمة" إلى الخلف بظهرها لتستند إلى الحائط وقالت باستنكار وداخلها تود العودة حتى لا تقلقهم:

-وإحنا يعني هنناهم على نومه.. بالله الاسطى جاد هيقوم يكروشنا

استنكرت والدته الحديث وهتفت بحدة مكرره كلمتها ثم تساءلت بجدية:

-يكروشنا!.. يكروشنا ده ايه يا أم جمال ما أنا عايزه اطمن على هدير بنتي مش بنتي ولا ايه

تقدمت منها بجدية وهي تنفي سريعًا مقدرة ذلك الحب الذي بداخلها لابنتها:

-لأ ياختي بنتك ونص وتلت تربع كمان

ضغطت مرة أخرى بحدة على الجرس لوقت طويل وهي تهتف بحنق وضيق من تأخره:

ندوب الهوى "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن