#ندوب_الهوى
#الفصل_الثاني
#ندا_حسن"الغيرة ليست تقيد حرية، بل هي أكبر دليل على الحُب"
اتكأ "جاد" على السور بكفيه وانحنى بجذعه قليلًا، نظر إلى الأسفل ليراه يقف والهاتف على أذنه منتظرها أمام الباب، رفع حاجبه الأيمن وهو ينظر باستنكار لما يحدث في هذا الوقت، نظر إليها بنصف عين وقد كان يريد أن يرى تعابير وجهها إلى ماذا تشير..
أغلقت الهاتف وأنزلته من على أذنها تنظر إليه بتوتر فقد وضعت نفسها بموقف سخيف أمامه، ماذا سيقول الآن بعد أن رأى هذا المشهد ولم تكاد تنهي النقاش معه؟..
أردف بجدية شديدة خرجت منه بنبرة رجولية متسائلًا:
-ايه جابه هنا الواد ده؟
ابتلعت ما بجوفها وهي توزع نظراتها في جميع الاتجاهات تضغط على يدها بشدة لتخفف من حدة توترها الذي كان يزداد:
-نسيت كُتب في العربية وهو جيبهالي
تنفس بعمق وتقدم منها وهو يشير بيده إلى الخلف قاصدًا ذلك الأبلة الذي ينتظر في الأسفل:
-وهو مكانش يعرف يديهم لأخته ولا هو في ايه؟..
دققت النظر بعينيه باستغراب مضيقة ما بين حاجبيها محاولة أن تفهم ما الذي يقصده بذلك السؤال الغير مريح بالنسبة إليها، تحدثت متسائلة بحدة:
-يعني ايه في ايه؟.. تقصد ايه بسؤالك ده؟
أبعد نظره عنها شاعرًا أنه قد تمادى في حديثه وذلك السؤال الذي يشير إلى شيء واحد، ذهب تاركًا إياها خلفه وتحدث وهو يتجه إلى الباب ليذهب إلى الأسفل:
-خليكي هنا هجبلك الكُتب منه ماينفعش تقابليه دلوقتي الناس رايحه وجاية في الشارع
جلست على المقعد بعد أن تركها وذهب تفكر في هذا الوضع الذي وضعت نفسها به، لماذا جعلته يقوم بتوصيلها من الأساس هي لا تفعل ذلك أبدًا، والآن أتى إلى المنزل أمام الحارة بأكملها..
لو لم يكن "جاد" يحضر ذلك الموقف ماذا كانت ستفعل؟. كان من المستحيل أن تخرج له وشقيقها في المنزل فهو يقف على حافة الانتظار ليجعلها تفعل ما يريده ويلقي بها في وادي به ذئب واحد يقتلها في غمضة عين..
-اتفضلي
رأت الكُتب على الطاولة أمامها بعد أن ألقاها "جاد" أمامها بقوة، رفعت عينيها تنظر إليه بخجل وقد أرادت التحدث بعد أن وقفت على قدميها..
لكنه لم يمهلها الفرصة، وجدته يتحدث بضيق وهو يشير إلى الأشياء الذي توجد على الطاولة تخصها قائلًا تلك الكلمات التي قالتها سابقًا وكأنه يرد الصفعة إليها:
-يلا خدي حاجتك وانزلي.. مايصحش حد يشوفنا كده
نظرت إليه بحدة وقد احترق قلبها من هذه الكلمات التي قالها بجدية شديدة ليس بسخرية أو مزاح، أخفضت نظرها عنه، ثم وقفت وأخذت أغراضها بحدة ثم ذهبت من أمامه لتهبط إلى الأسفل دون أن تنظر إليه مرة أخرى..

أنت تقرأ
ندوب الهوى "ندا حسن"
Romance"يدعي دائمًا في صلاته لتكُن من نصيبه هو، لا يدري كم من مرة بكى عندما كان يشعُر بضياعها من بين يديه!.، على الرغم من ذلك لا يستطيع التحدث أو البوح لها بما يشعر به داخله لأنه يعلم دينه الصحيح، رفض والده كان قاطع ولا يحتمل النقاش وهو بار به كثيرًا ولا ي...