الفصل الخامس عشر

20.9K 755 144
                                    

#ندوب_الهوى
#الفصل_الخامس_عشر
#ندا_حسن

          "وما به القلب سوى بعض الهوى؟..
    الهوى المطبوع عليه الندوب المشوهة للروح"

وقفت في مطبخ شقتها تعد طعام الغداء ككل يوم لها ولزوجها الذي قارب على الصعود إليها، ولكن ذهنها داهمة شيء لم يكن يخطر عليه في يوم من الأيام، لم تكن تتوقعه أبدًا ولم يصل إليها أنه يفعل مثل ذلك الشيء..

أخذت السكين وبدأت تقطيع في الخضراوات وعينيها مثبتة عليهم بقوة وهمية وداخلها تتذكر حديثه إلى ذلك البغيض "مسعد"، لقد قالها بطريقة غير مباشرة أنه من فعل ذلك في المحل الخاص به!، لقد قام بتكسيره وجعله يواجه الكثير من الخسائر وليس القليل!.

لا يهم إن كان يخسر أو يربح ولا يهمها من الأساس ذلك الأبلة ولكن ما يهمها هو زوجها! هل فعلها حقًا أو هو يهتف بهذا الحديث ليزعجه ليس إلا؟..

لم ترى منه فعل عنفواني كهذا منذ أن تعرفت عليه ربما فقط عندما يخرج عن سيطرة نفسه، ولكن منذ سنوات وسنوات وهي هنا وتراه أمامها ولم يصدر منه فعل كهذا بل كان دائمًا هادئ لا يغضب سريعًا ولا يفعل أشياء ليست محسوبة بل يفكر بكل شيء يفعله كثير من المرات قبل التنفيذ ويفكر في إن كان ذلك يذهب لحلال الله أو حرامه..

ربما هذا عقاب لـ "مسعد" عما فعله وأتت على طريقة "جاد" ولكن أيضًا هي لا تحب أن يفعل ذلك ويتحول إلى هذا الشخص الغريب عنها وعنه..

أخفضت بصرها إلى طبق الخضراوات التي كانت تقطعه، لحظات وانهت ما به ثم وضعته مع الطعام الذي أصبح جاهز، توجهت نحو حوض الغسيل تغسل السكين الذي كانت تقطع به وأخذت واحدة من البصل لتقوم بتقشيرها وذهنها مازال يعمل في إتجاه زوجها وما تحدث به وداخل أذنيها كلماته تتردد بتواصل مستمر وعقلها يرهقها كثيرًا كما قلبها بالضبط..

شهقت بعنف وتفاجئ عندما شعرت بالسكين تجرح يدها وليس البصل، أبصرت يدها بعينين متسعة وتركت السكين سريعًا متقدمة إلى خارج المطبخ لتدلف المرحاض..

وقفت أمام حوض المرحاض تغسل يدها التي جرحتها السكين في باطنها جرح مستقيم، لم يكن غائر ولكنه ظاهر بوضوح ويؤلمها كثيرًا غير تلك الدماء التي لا تتوقف..

مدت يدها اليمنى وهي تزفر بضيق وضجر شديد تأخذ منديل ورقي من على مرآة الحوض، ثم وضعته على يدها لعل الدماء تتوقف..

أخذت منديل آخر وآخر ولم يكن الجرح كبير إلى هذه الدرجة ولكنه يخرج دماء كثيرة..

توقف خروج الدماء بعد أن ضغطت عليها مطولًا بالمناديل الورقية ثم تقدمت إلى ذلك الصندوق بالمرحاض وأخذت منه قطن وشاش طبي بوجه منزعج وملامحه منكمشة..

لفت يدها ثم خرجت من المرحاض تتوجه إلى المطبخ مرة أخرى تكمل ما كانت تفعله، ولم يكن للبصلة أي دور اليوم في طعامها ولا تدري لما أخذتها من الأساس وهي قد أنهت كل شيء!...

ندوب الهوى "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن