الفصل التاسع والعشرون والأخير

18.1K 654 156
                                    

#ندوب_الهوى
#الفصل_التاسع_والعشرون
#الأخير
#ندا_حسن

"هوت العقول صارخة من كثرة التفكير
داوت القلوب الموقف بكثرة الحب"

جالسة على الأريكة في صالة الشقة بهدوء تام تتابع التلفاز بينما هناك طعام على النيران في المطبخ تنتظر نضجه، استمعت إلى صوت المفتاح الذي استدار في باب الشقة ثم من بعدها فُتح، نظرت إليه وجدته هو يدلف وأغلق الباب من خلفه بعنف شديد وتقدم إلى الداخل وعينيه تقع عليها ولم تتحرك وتعابيره لا تبشر بالخير أبدًا...

ما به؟ ما الذي من الممكن أن يكون حدث؟ لما ينظر إليها بهذه الطريقة؟، عينيه ليس لها أي لون تستطيع تحديده وتشعر كأنه غاضب، شفتيه مضمومه وصوت أنفاسه عاليه تستمع إليها بوضوح وهو يتقدم منها، تعرفه عندما يكن غاضب وهو هكذا الآن ولكن لما ينظر إليها هكذا ولما يتقدم بهذه الطريقة؟ هل هي من أغضبته!.

وقف أمامها بجدية تامة، قدم كف يده العريض إليها يتمسك بذراعها بحدة وعنف جاذبًا إياها بقوة لتقف أمامه تواجهه..

جذبها بحدة شديدة فمالت عليه تستند بيدها الأخرى باستغراب جُلي وعينيها تتسائل بخوف ما الذي من الممكن أن تكون فعلته هي دون عملها!..

وجدته يهتف بنبرة خشنة حادة غير قابلة أي نقاش فقط سؤال وجواب ويروده الآن وعلى إجابتها أن تكون واضحة:

-مسعد الشباط اتهجم على البيت؟

اتسعت عينيها بصدمة وخوف بعد أن قال هذا الحديث، كيف علم عن هذا فالجميع قال إنه يجب ألا يعرف شيء، كيف هي مستغربة فهم في حارة لا يخفى بها شيء، صرخ بها بعنف وهو يراها تنظر إليه هكذا تستوعب أن الأبلة قد علم:

-انطقي.. مسعد جه هنا

أومأت إليه برأسها عدة مرات متتالية وعينيها متعلقة به بخوف ومظهره لا يبشر بالخير بعدما كان هدأ، أكمل متسائلًا ومازالت يده تتمسك بها بقوة وعنف:

-دخل هنا؟

-أيوة

تسائل ثانيةً بجدية شديدة وخوف ظاهر فقط في عينيه وكأنه لا يريد أن يعلم ما يدور داخل رأسه، يريده غير ذلك:

-وكنتي لوحدك؟

أومأت إليه مرة أخرى وهي تبعد يدها اليمنى عن صدره تضعها على كفه العريض الذي يتمسك بذراعها الأيسر:

-عمل ايه؟ وكان عايز ايه.. وسمير كان فين

أخفضت بصرها للأرض وحقًا لا تريد تذكر أي من هذا، بدأت في الكذب حتى يبتعد وتهدأ عاصفته التي تظهر وكأنها لن تهدأ أبدًا:

-معملش حاجه وسمير مكانش موجود في البيت

شعر أنها تكذب، يعلم متى تكذب وكيف تفعلها والآن هي تكذب، ضغط على يدها بقوة كبيرة جاذبًا وجهها إليه بيده الأخرى لتنظر إليه وهو يتحدث قائلًا بنبرة حادة:

ندوب الهوى "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن