الفصل الواحد والعشرون

16.8K 746 329
                                    

#ندوب_الهوى
#الفصل_الواحد_والعشرون
#ندا_حسن

"أين طريق الحزن؟ السعادة لا تليق بنا"


استمع "سمير" إلى هذا الصوت الذي اخترق جدران المنزل ليصل إلى غرفة نومهم ومن بعدها إلى داخل أذنيهم ليجعلهم يستيقظوا من نومهم بهلع ولهفة خائفة مما قد يحدث..

جلس على الفراش وهو يمسح على وجهه بيده الاثنين يحاول أن يستوعب أن هناك صوت صراخ قوي وإن ميزة سيعرف لمن!.. وجواره "مريم" التي جلست هي الأخرى بعد أن استمعت إلى هذه الأصوات الآتية من الخارج..

وقف "سمير" على قدميه سريعًا يتقدم إلى الخارج ليذهب إلى صالة المنزل ويرى ما الذي يحدث في الصباح الباكر وكلما أقترب تبين له الصوت أكثر وأكثر، عندما فتح الشرفة ورأى بعض الأشخاص في الشارع وجاد يركض دالفًا إلى منزلهم!.. وهذا صوت زوجة عمه!.. إنها هي!..

أغلق الباب مرة أخرى سريعًا دون التفكير وهو يعود إلى زوجته قائلًا بنبرة متوترة خائفة:

-أنا نازل يا مريم أشوف في ايه

اعتدلت في جلستها وتسائلت بجدية ولم يأتي بخلدها أن يكون شيء يخصهم:

-الصوت ده منين

أجابها وهو يخرج من الغرفة تاركها مذهولة بعد إجابته:

-دا صوت مرات عمي

خرج بعد هذه الكلمات البسيطة وتركها تنظر في أثره بقوة وعينيها مفتوحتان بذهول تام، لما قد يأتي هذا الصوت من عندهم الآن ولما تصرخ هكذا!..

وقفت سريعًا هي الأخرى لترتدي ملابسها وتهبط إليهم..

بينما في ذلك الوقت كان قد وصل "جاد" إليهم بعد أن ركض على جمر مشتعل ليصله إلى منزل والده وليرى ما الذي يحدث معهم، أفكار هائلة في تلك اللحظات التي هبط فيها من هذا المنزل إلى الآخر قد حضرت بعقله وجعلته يتخيل أبشع الأشياء التي قد تحدث لهم..

دلف "جاد" الشقة والذي كان بابها مفتوح ليرى عمه "عطوة" بالداخل وزوجته ومعهم والدته التي صمتت عن الصراخ يلتفون حول والده النائم على أرضية الصالة لا يحرم ساكنًا!..

وقع قلبه بين قدميه وتوقف في مكانه وهو ينظر إلى هذا المظهر البشع، الذي تخيله في هذه المسافة القصيرة وكان الأبشع على الإطلاق!.. ما به!.. ماذا حدث! لما تصرخ والدته، ولما عمه ينظر إليه هكذا، أدمعت عينيه في هذه اللحظات البسيطة وحقًا شلت حركته ولم يستطيع أن يحرك أي عضو به بعد هذا المظهر وكأنه خدر تمامًا..

يحتاج لمن يخرجه منه، وها قد حضر أخيه والمنقذ الوحيد له "سمير"، نظر هو الآخر إلى ما يحدث بعد أن دلف ودلفت من خلفه والدة "هدير" و "مريم"، نظر بعينين خائفة وروح مقهورة وكل هذا في لحظات تمر عليهم جميعًا، استدار بعينه إلى "جاد" وشعر أنه في صدمة فحركة بيده اليسرى وهو يدفعه للداخل قائلًا بنبرة رجولية خشنة:

ندوب الهوى "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن