الفصل الرابع والعشرون

15.6K 823 196
                                    

#ندوب_الهوى
#الفصل_الرابع_والعشرون
#ندا_حسن

"لا أريد الفراق ولا أريد الإبتعاد عنك،
أنتَ معذب الفؤاد ولكن لا استطيع
التكملة من دونك"

"اليوم التالي"

بقيت "مريم" طوال ليلة أمس تتلهف لعودة زوجها من سفرة والفرحة تدق بابها من كل الاتجاهات، منذ أن تأكدت من حملها وهي مثل شقيقتها تطير فرحةً وسعادة لأجل ذلك الخبر، لم يكن على البال ولم تتأخر بالانجاب بل هي منذ أشهر تزوجت ولكن هذه فرحة كبيرة شديدة دقت قلبها وشعور مختلف لأول مرة تشعر به جعلها غير متزنة نهائيًا وكل ما تفكر به هو طفلها الذي بالداخل..

ولم يبخل عليها "سمير" ويجعلها تنتظر أكثر حيث أنه أكد عليها أنه سيعود اليوم من سفرة ويبقى معاها كالعادة ولكنها حقًا لا تستطيع الإنتظار..

قامت بفعل كل شيء جميل لتقوم باستقباله على أكمل وجه ولتكن هذه المناسبة غير أي شيء قد مر عليهما معًا، حضرت أصناف كثيرة لطعام الغداء يحبها زوجها، قامت بتنظيف الشقة لتعود عليها بالشعور بالهدوء والراحة ولتستقبله بها وهي نظيفة..

ثم ومن بعد أن انتهت قامت بالاستحمام والتعطر وارتداء ملابسها المكونة من بيجامة بيتية لونها رمادي جميل أظهر جمالها أكثر ورقتها الطبيعية وبياض بشرتها..

لتظهر ذلك الملاك البريء الذي يحبه زوجها ويهواه إلى أبعد حد بذلك الجمال الطبيعي الذي يسلبه لبه ويجعله في حيرة شديدة من أمره، كيف هي كذلك؟..

دقائق أخرى وهي في الإنتظار جالسة على الأريكة أمام شاشة التلفاز تستمع لأحد الأفلام العربية القديمة ولكن خلدها معه هو فقط ومع لحظة معرفته بحملها..

ثم دق الباب على حين غرة فانتفضت بفزع لأنها كانت شاردة تفكر في ردة فعله عندما يعلم بذلك الخبر الرائع، تركت التلفاز سريعًا وذهبت لتنظر من خلف الباب إن كان هو أم لأ..

فتحت الباب بهدوء وابتسامة على وجهها رائعة تستقبله بها وبترحاب شديد ظهر من خلال ملامحها قبل شفتيها التي تحدثت بحب:

-حمدالله على السلامة يا سمير

أبصر هيئتها بحب واشتياق مع أنه أبتعد عنها لساعات قليلة ولكن يكفي أنه نام بعيد عن أحضانها، تقدم إلى الداخل وبيده أكياس بلاستيكية:

-الله يسلمك يا مريومة

نظرت إلى الأكياس بيده ثم أردفت سائلة مُبتسمة:

-ايه كل ده

تقدم ليدلف إلى المطبخ وهي خلفه يهتف بجدية وهو يضع الأكياس على رخامة المطبخ وتبقى واحد في يده:

-ده الغدا وشوية طلبات للبيت.. الحج كان بيجيب فجبت معاه

تقدمت وفتحت بعض من الأكياس لتخرج إليها رائحة الطعام الشهي التي استنشقتها بشراهة ثم عادت للخلف قائلة بحيرة:

ندوب الهوى "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن