٤١ | أصحاب الفيل

7 3 0
                                    

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِیلِ (١) أَلَمۡ یَجۡعَلۡ كَیۡدَهُمۡ فِی تَضۡلِیلࣲ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَیۡهِمۡ طَیۡرًا أَبَابِیلَ (٣) تَرۡمِیهِم بِحِجَارَةࣲ مِّن سِجِّیلࣲ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفࣲ مَّأۡكُولِۭ (٥)﴾
سورة الفيل - جزء عم

هذه القصة كانت في عام ولادة النبي ﷺ وكان أصحاب الفيل نصارى أهل كتاب، وكان ابرهة الاشرم  له قوة ونفوذ كبير

[ أبرهة الأشرم : أو من عرف بابرهة الحبشي ، هو من أشهر القادة العسكريين ، في مملكة أكسوم ، و قد أعلن ملكا على مملكة حمير و حكم اليمن و الحجاز ، لفترة امتدت قرابة العشرين عاما ]

في أحد الأيام لاحظ ابرهة أن عناك عدد كبير من الناس يسافرون الى بلاد بعيدة، كل هؤلاء الناس يقومون بالإستعداد والتجهيز للسفر

سأل ابرهة وزيره عن سبب سفرهم ، وأجابه أنهم يسافرون إلى مكة في الجزيرة العربية ، فتعجب أبرهة وسأل الوزير عن سبب سفرهم إلى هناك بكل هذه الأعداد الكبيرة ، وفي هذه الفترة تحديداً

فأوضح له الوزير أن هذا وقت الحج ، حيث يذهب الذين يؤمنون بالله حتى يطوفوا حول الكعبة ويحجون الى بيت الله الحرام .

وأضاف الوزير أن سيدنا إبراهيم عليه السلام هو من قام ببناء الكعبة ، عندما جاء إلى الناس ليدعوهم الى التوحيد بالله ، فـ غضب ابرهة  وسال الوزير هل يذهبون فقط لكي يطوفوا بالكعبة ؟ فأجابه أنهم يؤدون فريضة الحج ويبيعون الأغراض التي أخذوها من بلدهم يتاجروا بها ، يشترون بعض الأعراض أيضا

فكر أبرهة في تأثير الكعبة الذي جعل أعداد كبيرة من الناس يأتون إليها لزيارتها ، والأثر الكبير لها في عمليات التجارة والبيع والشراء ، ما يزيد من ازدهار البلد

فطلب ببناء بيت ضخم وكبير يشبه الكعبة و سماه الكعبة اليمانية، و أراد به أن يصرف به الحجاج عن مكة إليه وتذهب الي المبنى خاصته لتزدهر تجارته وتزداد بها الأموال 

بعد ذلك طلب أبرهة من وزيره أن يحضر له شخص خبير في بناء الكنائس الفخمة والقصور والمعابد ، أطاعه الوزير وقام باحضار احد اكبر من يعملون في البناء ، وله خبرة كبيرة في فن العمارة والتشييد ومع ذلك لم يأتي اليه احد او يزوره

فغضب ابرهه وقام بتجهيز جيش كبير من رجاله ومعه فيل ضخم ليهدم بها الكعبة المشرفة وذهب الي مكة بنيه هدمه، فعجز أهل مكة عن ردعه ولكن الله قد تولى أمرهم و قام بردعهم بقدرته

أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِیلِ (١)

حيث ذهب أبرهة بجيشه يتقدمهم الفيل لدخول مكة ولكن الغريب أن الفيل وقف مكانه ورفض أن يتحرك يخطو خطوة واحدة

أَلَمۡ یَجۡعَلۡ كَیۡدَهُمۡ فِی تَضۡلِیلࣲ (٢)

كَیۡدَهُمۡ : الكيد، أي إرادة المضرة بالغير في الخفية، أي هذا الكيد كان في نفوسهم خططوا له من قبل، أرادوا تخريب بيت الله العتيق، ولكن الله خرب هذا الكيد وجعله فِي تَضْلِيلٍ يعني: في تضييع وإبطال يعني جعله ضالاً ضائعًا، فلم يتمكنوا من عمل شيء

وعندما تقدم الجيش قليلاً أظلم عليهم الجو وظهرت سحابة سوداء  وكأنها تداهمهم، فإذا بها طيور تحمل في أقدامها حجارة من نار تقذفها عليهم تحصدهم حصداً

وَأَرۡسَلَ عَلَیۡهِمۡ طَیۡرًا أَبَابِیلَ (٣)
تَرۡمِیهِم بِحِجَارَةࣲ مِّن سِجِّیلࣲ (٤)

أَبَابِیلَ : اسراب طيور متتابعة يتبع بعضها بعضاً
أو متفرقة ؤمن جهات مختلفة او كثيرة او مختلفة الألوان ( تعدد تفسير العلماء )

سِجِّیلࣲ : هي بمعنى سجين، وهو النار.

فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفࣲ مَّأۡكُولِۭ (٥)

وكانت نتيجة هذه الحجارة انها جعلتهم (كَعَصۡفࣲ مَّأۡكُولِۭ) أي مثل الحب الذي أكل لبة وبقي قشره، دليل على الحالة السيئة و المريعة التي كانوا بها بعد ما حصل لهم ليصبحوا عبرة لمن يعتبر

للوصف الأدق لـ معنى " عَصۡفࣲ مَّأۡكُولِۭ "
- العصف : هو التبن، ورق الحنطة، مأكول الدواب، القشرة التي على الحبة، ورق البقل إذا أكلته البهائم فرثته، فصار درينًا

كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ : أي ورق الزرع الذي يبقى في الأرض بعد الحصاد، تعصفه الرياح، وتأكله المواشي هذا عصف

هذه الحادثة العجيبة سلطت الضوء عالميًا على مكة في ذلك العام كأن الله يريد أن يلفت أنظار العالم إلى من سيولد في ذلك المكان، وسيكون له مع هذه الكعبة شأن عظيم، ألا وهو محمد ﷺ.

لذلك سمي العام الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ عام بعام الفيل
_____

المصادر :
https://almunajjid.com/courses/lessons/111
https://tafsir.app/ibn-katheer/105/4

أبيض و أسود - [ معلومات مهمة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن