٦٩| صيام شهر رجب

5 2 0
                                    

شهر رجب : هو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية وهو أحد الأشهر الحرم التي قال الله عز وجل فيها:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة:٢٦]

قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره: «خَصّ الله تعالى الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيها تشريفًا لها، وإن كان منهيًا عنه في كل الزمان، وعلى هذا أكثر أهل التأويل، أي: لا تظلموا في الأربعة أشهر الحرم أنفسكم، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} 

عن النبي ﷺ أن ليس في رجب حديث صحيح في فضله، وإنما كان أهل الجاهلية يخصصونه بالصيام، وأما في الإسلام فلا يخص بشيء

لكنه من الأشهر الحرم، هو من الأشهر الأربعة الحرم، لأن الرسول ﷺ لما عدها، قال: "هي رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم"، هذه الأشهر الحرم الأربعة؛ فهو من الأشهر الحرم المفضلة، لكن ليس في تفضيله بصيام، أو صدقة، أو صلاة ليس فيها حديث صحيح، وإنما هو من الأشهر الحُرم، ولا يشرع تخصيصه بصوم، ويكره تخصيصه بذلك اي تخصيصه بعبادات معينه

حيث هناك بعض الناس تقوم بتخصيص شهر رجب بصلاة الرَّغائب أو الاحتفال بليلة الـ (٢٧) منه - مثل رمضان - حيث يزعمون أنها ليلة الإسراء والمعراج فيخصصونها بالصوم ، ولكن كل ذلك بدعة لا يجوز، وليس له أصل في الشرع، وقد نبَّه على ذلك المحققون من أهل العلم، وقد كتبنا في ذلك غير مرةٍ، وأوضحنا للناس أن صلاة الرغائب بدعة، وهي ما يفعله بعضُ الناس في أول ليلة جمعة من رجب

-ما المقصود بصلاة الرغائب؟-
هي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء, ليلة أول جمعة من رجب

وكذلك الاحتفال بليلة الـ (٢٧) اعتقادًا أنها ليلة الإسراء والمعراج، كل ذلك بدعة لا أصل له في الشرع، وليلة الإسراء والمعراج لم تُعلم عينها، ولو عُلمت لم يجز الاحتفال بها؛ لأن النبي ﷺ لم يحتفل بها، وهكذا خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه رضي الله عنهم كان ذلك سنة لسبقونا إليها

وبعض الناس يخصصونه في القيام بالـ "عمرة"، فـ ليس له خصوصية إلا ما ورد من جهة العمرة، فقد كان السلفُ يعتمرون في رجب، وفي الصحيح عن ابن عمر: أن النبي اعتمر في رجب عليه الصلاة والسلام

فالمقصود أن العمرة في رجب تجوز ولكن ليس له خصوصية أو تخصيص غير هذا ، كالذين يصومون أول يوم منه فقط أو يقومون - قيام ليل - أول ليلةٍ منه فكل هذا بدعة وليس له أصل ويعتبر من عمل الجاهلية، لا يُشرع، أما كونه يعتمر - أداء العمرة - في رجب فلا بأس، ففعله عمر، وثبت في حديثٍ صحيحٍ عن ابن عمر: أن النبي ﷺ اعتمر في رجب.

اذا لا نخص شهر رجب إلا بما خصه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم أنه شهر محرَّم حيث يتأكد فيه اجتناب المحرمات وفعل الخيرات ويمكن الصيام ولكن ليس بتخصيصه أو افراده بالصيام ، ولا مزيد عبادة عن غيره من الشهور بحجة أنه شهر محرم

فمن كان يعتاد أن يصوم الاثنين والخميس يستمر في ذلك، ومن كان يعتاد أن يصوم الأيام البيض يستمر أيضاً، وليس له صيام مخصوص. 

لماذا يكون الأعمال الزائدة أو المخصصة في رجب من أفعال الجاهلية؟
لان يقول بعض العلماء ام تفسير كلمه 'رجب' مشتقه منه : لأنه كان يُرجَّب في الجاهلية أي يُعظم

و للشهر اسماء كثيرة جدا تدل على تعظيم الكفار لهذا الشهر، وربما كان تعظيم مضر لشهر رجب أكثر من تعظيم غيرهم له، فلذلك أضيف إليهم

___

حكم من يصوم شهر رجب كاملًا كما يصوم رمضان؟

صيام رجب كله مكروه؛ لأنه من سنة الجاهلية، لا يصمه، صرح كثير من أهل العلم بكراهته؛ لأن النبي ﷺ نهى عن صيام رجب.

المقصود أنه من سنة الجاهلية، فلا، لكن إذا صام بعض الأيام يوم الإثنين، يوم الخميس؛ لا يضر، أو ثلاثة أيام من كل شهر؛ لا بأس، أما إذا تعمد صيامه؛ فهذا مكروه.

___

حكم الزيارة الرجبية وهي زيارة المدينة النبوية في شهر رجب؟

قال ابن عثيمين:
أ-يعتقد بعض الناس أن لزيارة المسجد النبوي في رجب مزية ويفدون إليه من كل جانب ويسمون هذه الزيارة (الزيارة الرجبية) وهذه بدعة لا أصل لها، ولم يتكلم فيها السابقون حتى من بعد القرون الثلاثة لم يتكلموا فيها؛ لأن الظاهر إنها حدثت متأخرة جداً فهي بدعة

ب- لكن من زار المدينة في رجب لا لأنه شهر رجب فلا حرج عليه، لكن أن يعتقد أن للزيارة في رجب مزية فقد أخفق وضل، وهو من أهل البدع.

___

هل يجوز المباركة بشهر رجب ابن باز؟
لا يجوز أن يبارك شهر رجب عند الإمام ابن باز رحمه الله، وندد الإمام المسلمين العاديين بذلك وخص صلاة خاصة يرددونها في أول ليلة من شهر رجب بعده نقلاً عن حديث "اللهم صل بنا في رجب وشعبان ونبلغ رمضان"

الإعلان للجمهور أن هذا الحديث ضعيف لا أساس له من الصحة سوى عدم وجود حجة في توجيهه إلى أي شيء. لأنه من الأحاديث التي تعتبر ضعيفة.

أبيض و أسود - [ معلومات مهمة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن